السؤال:
قرأت فی کتاب إشکالاً على المسلمین: روى علماء المسلمین فی کتبهم الفقهیة أنّ الصلاة ما لم تقبل لن تقبل سائر الأعمال، کما ذکرت فی الکتاب بعض شرائط الصلاة لیست متوفرة فی أحد من الناس! وإن صارت فلیست صحیحة، وعلیه فعباداتهم وأعمالهم باعترافهم طیلة عمرهم سوف لن تقبل. فکیف تردّون على هذا الإشکال؟
الجواب:
أولاً: یتضح من کتب الفقه أنّ الشرائط المذکورة لیست ثقیلة بحیث لا یمتثلها أحد، بل یستطیع أغلب الناس احرازها على ضوء التفاتهم لأعمالهم، ویمکنک تأیید ذلک بالرجوع إلى الرسالة العملیة، وعلیه فلا تصح هذه النسبة للإسلام.
ثانیاً: قبول الصلاة وسائر الأعمال درجات عند الله; أی ممکن أن لا تحصل عبادة على المقبولیة العلیا لکن تتوفر فیها سائر الشرائط; فکل عبادة صحیحة قطعاً لها درجة من القبول. وعلى هذا الضوء سیکون قبول سائر الأعمال على غرار قبول الصلاة.
بعبارة أوضح، إن کانت الصلاة صحیحة وطبق الوصایا الشرعیة ستکون مقبولة عند الله;
غایة الأمر کلّما کان الإنسان أطهر قلباً وأبعد عن الظلم کان قبول صلاته أکبر; ذلک لأنّ قیمة کل فعل بقیمة فاعله.