11-سکنة الکواکب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
10-الإنسان والملائکة12-التضحیة والفداء

السؤال:

هل هناک کائنات حیّة فی العالم العلوی، أم أنّ الحیاة مقتصرة على الکرة الأرضیة؟ ولو فرضنا توفر ظروف الحیاة فی العالم العلویى فهل الکائنات الحیّة هناک عاقلة مثلنا لها حضارة، ما رأی الإسلام فی ذلک؟

الجواب:

إنّ سعة وعظمة عالم الخلق ممّا أذهلت العلماء، ورغم دعم إمتلاکنا للمعلومات الدقیقة عن سعة وعدد المجرّات والکواکب، إلاّ أنّ مجرتنا(1) فقط تحتوی على 150000 ملیون کوکب من بینها بعض الکواکب التی تشبه شمسنا; وعلیه واستناداً إلى سعة عالم الخلق یستبعد إقتصار الحیاة على کوکبنا دون الکواکب الأخرى.

رغم اعتقاد علماء الفلک بضعف احتمال وجود الحیاة فی سائر الکواکب; لأنّ کوکب عطارد والزهرة محرقان وخانقان والمریخ بارد والمشتری وزحل یسبحان فی الأمونیا والمیثان. إلاّ أنّ هذه الأحکام بشأن کواکب المنظومة الشمسیة لا تبدو منطقیة. ذلک إننا وضعنا أنفسنا فی إحدى هذه الکواکب فماذا سنقول بشأن الأرض؟ قطعاً سیقول منجم مریخی أنّ غاز الأوکسجین السام محیط بأرضنا، ولا یفهم کیفیة تکیف بنیتنا مع هذا الغاز فیظن باستحالة الحیاة على الأرض! ولو أرسلت الأقمار الصناعیة من المریخ إلى الأرض ـ کأقمار الأرض ـ والتی تلتقط الصور من مسافة ثلاث مئة کیلومتر لما ظهرت فیها أیة آثار للحیاة!

وعلیه فلا یستبعد أن تکون أحکام بعض العلماء بشأن عدم توفر ظروف الحیاة فی کواکب منظومتنا کأحکام المنجم المریخی الذی یرى من بعید عدم مساعدّة الأرض على الحیاة، لاننا لا نمتلک معلومات عن خصائص ظروف الحیاة وخصائص بنیة الکائنات هناک ـ طبعاً على فرض وجودها ـ وهل تستطیع العیش فی ظل تلک الظروف أم لا.

على کل حال فإنّ أغلب العلماء مثل «ساجان» العالم الأمریکی و«شکلوفسکی» عضو الدار الروسیة للثقافة و«فولتیر موسیفان» فی کتابه «لسنا وحیدین فی العالم» یعتقدون جازمین بالحضارة خارج الکرة الأرضیة، وأنّها أسمى من حضارتنا; ولا یرى هؤلاء العلماء ثمّة دلیل على حصر الحیاة بکوکبنا، بل هنالک آلاف المنظومات الشمسیة کمنظومتنا الشمسیة فی هذه المجرة.

قال العالمان الأولان أنّ مجرتنا یمکن أن تضم على الأقل ألف ملیون کوکب تسوده الحیاة، وأقرب وأوفر کوکب للحیاة «ابسیلون» ومن بین آلاف السیارات هنالک الکثیر من الکواکب المؤهلة للحیاة وفی بعضها مدنیة وإزدهار صناعی، وطبق تقریر المرصد النجومی الفیزیائی «یوراکان» فی روسیا الذی یبث من الفضاء علامات رادیویة وکان سکنة العوالم الأخرى یسعون إلى شد أنظار سکنة سائر الکواکب إلیهم(2).

فقد تقدم العلم إلى هذه الدرجة والعلماء ما یزالون یواصلون أبحاثهم فی أنحاء العالم کافّة بغیة التعرف على الحقیقة.

ورأی الإسلام واضح بهذا الشأن والقرآن والأحادیث حلت هذا الإشکال قبل أربعة عشر قرناً، ودعونا نُذکِّر بنقطة حول مقتضى الحکمة الإلهیّة بهذا الخصوص قبل أن نتحدث عن هذا الموضوع من وجهة نظر القرآن والسنة. فالموحد الذی یؤمن باستناد خلق العالم إلى الحکمة الإلهیّة لیستبعد إقتصار الحیاة على جزء من الکرة الأرضیة من بین ملیاردات الکواکب وکأنّها صحارى جرداء تفتقر إلى معانی الحیاة والتفکیر والشعور، فهذا الأمر لا ینسجم قط والهدف من الخلق وحکمة الخالق. والقرآن الکریم یشیر صراحة إلى وجود الحیاة فی السماوات فیقول فی وصفه لقدرة الله: (وَمِنْ آیَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضِ وَمَا بَثَّ فِیهِمَا مِنْ دَابَّة وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا یَشَاءُ قَدِیرٌ)(3).

ولا یکتفی القرآن بالتصریح بوجود الحیاة فی کواکب السماء، بل یصرح فی بعض الآیات بتکلیف هذه الموجودات على غرار تکلیف البشر فی الأرض وأنّهم سیحشرون إلى ربّهم یوم القیامة: (إِنْ کُلُّ مَنْ فِی السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضِ إِلاَّ آتِی الرَّحْمَنِ عَبْداً)،(4)(لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً)(5)، (وَکُلُّهُمْ آتِیهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَرْداً)(6). فالآیات الثلاث الأخیرة تشیر صراحة إلى تکلیف هذه الموجودات العاقلة وستحشر یوم القیامة کما هی علیه الحالة بالنسبة للبشر ونکتفی بنقل روایة واحدة من بین الروایات بهذا الشأن.

قال أمیر المؤمنین(علیه السلام) بشأن هذه النجوم: «إنَّ هذِهِ النُّجُومُ الّتی فِی السَّماءِ مَدائِنَ مَثلَ المَدائِنِ الَّتی فِی الأرضِ مَربُوطَة کُلُّ مَدِینَة إِلى عَمَد مَنْ نُور»(7).

وجاء فی دعاء الإمام الحسین(علیه السلام): «اللُّهمَّ إِنّی أَسئَلُکَ بِکَلِماتِکَ وَمَعَاقِدِ عِزِّکَ وَسُکَانِ سَمـاواتِکَ وَأَرضِکَ». فالعبارة تشیر بوضوح إلى سکان السماوات ـ وهم من المقربین ـ رغم ما فسّره بعض العلماء بالملائکة حیث لا دلیل لدینا على الحصر.


1. مجرتنا التی یسمیها العامة طریق مکة أو درب التبانة واحدة من آلاف المجرات فی عالم الوجود، والمنظومة الشمسیة جزء صغیر جدّاً منها.
2. استفدنا فی هذا البحث من کتاب «معرفة عالم العلم» لمؤلفه أحمد راد، ص 227 ـ 229.
3. سورة الشورى، الآیة 29.
4. سورة مریم، الآیة 93، وتستعمل «من» فی العربیة للعاقل.
5. سورة مریم، الآیة 94.
6. سورة مریم، الآیة 95.
7. سفینة البحار، مادة نجم، ج 2، ص 574، کما ورد مثل هذا المضمون فی مجمع البحرین، مادة کوکب و ورد (عمودین من نور) بدل (عمود من نور) وربّما کان المراد قانونا الجاذبة والطاردة (مجمع البحرین، ص 122).

 

10-الإنسان والملائکة12-التضحیة والفداء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma