السؤال:
إنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) کان متصلا بالوحی، فما حاجته لاستشارة أصحابه فی الشؤون الحربیة والاجتماعیة، بحیث ألزمه الله ـ فی الآیة 38 من سورة الشورى ـ بالمشورة؟ وکیف أمره الله بالمشورة وهو أسمى الخلائق فی العلم والمعرفة والسیاسة؟
الجواب:
لقد ردّ القرآن على هذه الأسئلة فقال: (لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)(1)وعلیه کان المراد من المشورة، بعدها التعلیمی والتربوی ـ فکان یلقن أصحابه دروساً عملیة باستشارتهم بحیث یتبادلون الرأی بعده ویحلون مشاکلهم. فإن کان ذلک الزعیم العظیم المعروف بعلمه وسیاسته وتدبیره لا یرى نفسه غنیاً عن الاستشارة وینفتح على آراء صحبه، فما ظنّک بأتباعه وأنصاره (طبعاً لابدّ أن تقتصر المشورة على الأمور التی لم یرد فیها أمر قاطع من الله تبارک وتعالى).