9-هل عصمة الأئمّة فضل؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
8-عصمة الأنبیاء10-هل هنالک من منافاة بین العصمة والاستغفار؟

السوال:

العصمة ملکة تحصن الإنسان من مقارفة الذنب والخطأ والإنحراف، وعلیه فإنّ الأفراد الذین یتحلون بهذه الملکة لا یقدرون على الإتیان بالمعصیة وبالتالی سوف لن یکون لعصمتهم من فضل.

الجواب:

إنّ عصمة الأنبیاء من الذنوب والمعاصی لیست بخارجة عن إرادتهم واختیارهم قط، بل عصمتهم إرادیة واختیاریة تستند إلى العلم والإیمان.

توضیح ذلک: إنّ العصمة من الذنوب من لوازم العلم والإیمان بمفاسدها، طبعاً هذا لا یعنی أنّ کل علم بلوازم الذنب ومفاسده یفضی إلى العصمة، بل لابدّ أن تکون حقیقة العلم على درجة من الوضوح بحیث یقف الإنسان ببصیرته على آثار الذنب، وعلى هذا الأساس یکون صدور الذنب منه بصیغة «محال عادی» لا «محال عقلی» وللوقوف على حقیقة الأمر نستعین بهذا المثال:

لکل واحد منا عصمة إزاء سلسلة من الأعمال الخارجیة التی تکلفنا حیاتنا، وهذه

العصمة معلولة لعلمنا بمثل هذه الأعمال; مثلاً إذا کانت هنالک دولتان متخاصمتان ومتجاورتان بحیث ینتشر بینهما حرس حدود کل منهما ویستفیدون من الأضواء الکاشفة والکلاب البولیسیة وربّما تزرع کل منهما الألغام على أراضیها، فإنّ أحداً من الناس لا یفکر فی تجاوز هذه الحدود فضلاً عن الأقدام عملیاً على تجاوزها کونها تکلفه حیاته; وعلیه فلدى الإنسان عصمة إزاء هذا العمل. وأقرب من ذلک مثلاً هنالک عصمة یتحلى بها الإنسان إزاء شرب السم أو الإمساک بالسلک الکهربائی أو تناول الطعام المتبقی من شخص مریض مصاب بمرض الجذام أو السل، سیما إن کان له علم بعدوى المرض، فهو لا یقترب قط من هذه الأعمال، وصدور مثل هذه الأعمال من الإنسان یبدو محالاً عادیاً، وسبب هذه العصمة تجسد لوازم تلک الأعمال، فهذه اللوازم تخترق بصره وبصیرته بحیث لا یفکر فی القیام بهذه الأعمال، فضلا عن ارتکابها.

وإننا لنلاحظ بعض الأفراد الذین لا یتحرجون من أکل مال الیتیم، ولکن هنالک بالمقابل من یتحرز عن أکل دینار من الحرام ; فلم لا یحتفظ الأول عن أکل مال الیتیم بینما یأبى الثانی ما دون ذلک؟ طبعاً سبب ذلک أنّ الشخص الأول إمّا أنّه لا یؤمن أصلاً بتبعات هذا النوع من العصیان، أو حتى وإن امتلک الإیمان والاعتقاد، فإنّ حبّه للمادیات تحول إلى حجاب غلیظ ضرب على بصیرته بحیث یحول دون رؤیته لتلک الآثار والتبعات ; أمّا الشخص الثانی فله إیمان راسخ بتبعات الذنب بحیث یرى کل قطعة من مال الیتیم جمرة من جهنم، ولیس هناک من عاقل یأکل نارا; ذلک لأنّه یرى بعلمه الثاقب وبصیرته کیف تتبدل تلک الأموال إلى نیران محرقة، وعلى هذا الضوء تکون له عصمة من ذلک الذنب. والقرآن یصف أولئک الذین یخزنون الذهب والفضة ولا یخرجون حقوقها الشرعیة بأنّها تحمى بجهنم یوم القیامة لتسلط على وجوههم وجباههم وظهورهم (یَوْمَ یُحْمَى عَلَیْهَا فِی نَارِ جَهَنَّمَ فَتُکْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا کَنَزْتُمْ لاَِنفُسِکُمْ فَذُوقُوا مَا کُنتُمْ تَکْنِزُونَ).(1)

والأن لو تمثل بعض مالکی الکنوز هذه الصورة وشاهدوا بأعینهم کیف یعاقب زملاؤهم، ولو حذروا من هذا العقاب بالنسبة لثرواتهم التی یمتلکونها وکیف ستکون علیهم وبالاً، قطعاً سیغیرون أسلوبهم وتعاملهم. وهنالک بعض الأفراد فی هذا العالم على درجة من الإیمان بمضمون هذه الآیة دون مشاهدة صورة العذاب الإلهی بحیث لا یقل أثراً عن شهوده، وحتى لو رفع الغطاء الدنیوی عن أعینهم لما کان هنالک من تغییر فی إیمانهم. فمثل هؤلاء الأفراد یمتلکون نوعاً من العصمة إزاء هذه المعصیة (کنز الذهب والفضة).

فلو کان هنالک أفراد أو طائفة یتصفون بهذه الحالة إزاء عقاب جمیع المعاصی، وقد اتضح لهم عذاب الله وألیم عقابه بحیث لم یعد لزوال الحجاب وإنعدام المسافات المکانیة والزمانیة أدنى تأثیر على إیمانهم واعتقادهم، وعلى هذا الأساس فإنّ لهؤلاء الأفراد نوعاً من العصمة إزاء جمیع الذنوب والمعاصی، فهم لیسوا فقط لا یقارفون الذنب فحسب، بل لایفکرون فیه.

وبناءً على هذا فإنّ للعصمة فی هذه الموارد أثر مباشراً للإیمان والعلم القاطع بعقاب الأعمال، ولکل فرد نوع من العصمة إزاء بعض هذه الموارد. والواقع أنّ الأنبیاء یتمتعون بعصمة تامة وشاملة أثر إحاطتهم العلمیة بعقاب الأعمال وعلمهم بعظمة الله، وعلى ضوء هذا العلم فقد قمعت عندهم کافّة دوافع الذنب وطغیان الغریزة، فهم لا ینتهکون حدود الله. هذا هو مقام العصمة من الذنب الذی یتمتع به الأنبیاء والأئمّة(علیهم السلام) وأصلها الإیمان والعلم والمعرفة والتسلط على النفس وعلو الهمة.

أفلیست هذه العصمة فضیلة؟ وهل یستطیع هؤلاء إرتکاب الذنب؟ قطعاًیستطیعون، إلاّ أنّهم لا یستغلون هذه الاستطاعة أبداً. فربّما یمکن لشخص محترم أن یسرق إبریق جاره أن تسلّق الجدار، لکنّه لا یفعل ذلک أبداً. والطبیب یسعه أن یشرب ماءً مملوءاً بالمکروبات، لکنّه لا یشربه، وهذا الفرد لیس بعاجز عن الشرب(2).


1. سورة التوبة، الآیة 35.
2. للوقوف على المزید راجع کتاب «الزعماء العظام والمسؤولیات الأعظم».

 

8-عصمة الأنبیاء10-هل هنالک من منافاة بین العصمة والاستغفار؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma