10-هل یستطیع الله أن یخلق له شبیهاً؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
9-ماذا یعنی جمال الله ولقائه یوم القیامة؟11-أعمالنا والعلم الأزلی

السوال:

لا شکّ ولا ریب أنّ الله قادر على کل شیء (إِنَّ اللهَ عَلَى کُلِّ شَیْء قَدِیرٌ)(1) والتی لا تفارق مخیلة کل موحد، مع ذلک هنالک بعض المواضیع التی تساور الذهن والتی لا یسع العقل التفکیر فی أنّ الله قادر علیها، فکیف نذعن لقدرته المطلقة ونؤمن بأنّه على کل شیء قدیر؟

وإلیک بعض النماذج:

1 ـ هل یستطیع الله أن یخلق مثله؟ فإن استطاع فسوف لن یکون من المحال وجود شریک له، وإن لم یستطع فسوف لن یکون قادراً على کل شیء.

2 ـ هل یستطیع الله أن یدخل هذا العالم العظیم فی بیضة بحیث لا یصغر العالم ولا تکبر البیضة؟ فإن قلتم لا یستطیع فکیف تؤمنون بأنّه على کل شیء قدیر، وإن قلتم یستطیع فالعقل لا یسعه تصور استیعاب البیضة لهذا العالم مجراته ومنظوماته کافّة.

3 ـ هل یستطیع الله أن یخلق موجوداً لا یقدر على القضاء علیه أو تحریکه؟ وکلا الصورتین لا تخلو من المحذورین السابقین ; ذلک أننا إن قلنا لا یستطیع فکیف نؤمن بأنّه على کل شیء قدیر، وإن قلنا یستطیع، نتنکر لمطلقیة قدرته ; ذلک أنّ الله إن استطاع خلق جسم وعجز عن القضاء علیه أو تحریکه فکیف یکون قادراً على کل شیء ولا یستطیع أن یعدم أو یحرک جسماً یخلقه؟

الجواب:

لا تبدو هذه الأسئلة جدیدة وقد أثیرت من قبل الناس فی العصور السابقة وأورد أئمّة الدین الأجوبة الشافیة عنها. ولعل الجواب المجمل لکل هذه الأسئلة بعبارة واحدة وهی: إنّ القدرة مهما کانت مطلقة ولا متناهیة إنّما تتعلق بالشیء الذی یحکم العقل بإمکانه ویؤمن بأنّ هذا الشیء یمکن تحقیقه. أمّا الأشیاء التی لیس لها إمکان ذاتی فهی من الأمور المستحیلة والممتنعة لدى العقل.

توضیح ذلک: أننا حین نقارن أفکارنا فی الخارج نراها نوعین:

النوع الأول: الأفکار التی لا یمانع العقل من وجودها ولا تحتاج فی لباسها لحلة الوجود أکثر من القدرة دون الحاجة إلى شیء أخر، من قبیل عالم الخلق على سعته وما ینطوی علیه من کائنات ومجرات وکواکب وأقمار و... والممکنة ذاتها بأجمعها، والتی تکتسب ثوب الوجود فی ظل القدرة الربانیة اللامتناهیة.

النوع الثانی: الموضوعات التی یحکم العقل بإمتناع وجودها، ولیس ذلک بسبب نقص القدرة الموجودة أو عجزها، بل بذاتها تأبى الوجود. بعبارة أخرى: أنّ العقل حین یضعها على طاولة الحکم یدرک استحالة وجود مثل هذه الموضوعات ( وإن کانت القدرة الموجودة لامتناهیة) وبالتالی فإنّ الخلل فی ذاتها لا فی موجدها. فلو طلب على سبیل المثال من خیاط ماهر أن یخیط بدلة عرس لفتاة تزف إلى زوجها من قطع الطابوق أو الخشب، أو من رسام بارع أن یرسم صورة لجناحی طاووس على أمواج البحر الهادرة، فسیرد الشخصان بالطبع بأنّ هذه الوسائل والأدوات لیست مؤهلة للموضوعات المطلوبة، فلا یمکن خیاطة بدلة من الطابوق أو الخشب، کما لا یمکن رسم صورة على أمواج البحر.

وما یقال: (لا یمکن خیاطة أو رسم) تفید عدم استعداد المحل ولیاقته لهذا العمل. فقد أدرک الإنسان بحنکته وذکائه إنّ الخشب والطابوق لیسا من أدوات الخیاطة وکذلک استحالة الرسم على الماء والهواء، وما أکثر ذلک فی الحیاة الیومیة. وعقل کل إنسان یدرک استحالة وجود شیء وعدمه فی نفس اللحظة، أو یکون المصباح مضیئاً ومطفئاً فی نفس الوقت أو أن یکون القدح مملوءاً وفارغاً فی نفس الوقت وما شاکل ذلک... فإمتناع واستحالة هذه الموضوعات من البدیهیات العقلیة، ولا یسع الإنسان ـ مهما کان خیالیاً ـ أن یفترض إمکانیة لوجود مثل هذه الأشیاء. وکل فرد ـ مهما کانت معلوماته بسیطة ـ یعلم أنّ 2 × 2 = 4 ولا یمکن أن یکون 3 أو 5 ویتضح من هذه الأمثلة أنّ الأمور المستحیلة والممتنعة خارجة عن نطاق القدرة على مثل هذه الأمور، وإنّما تتعلق عادة بالأمور الممکنة التی لها قابلیة الوجود. والآن نعود إلى الأسئلة المذکورة على علّة عدم تحققها.

یتضح من أدنى تأمل أنّ عدم تعلق القدرة بتلک الأمور کونها جزءاً من المحالات والأمور المحالة خارجة عن دائرة القدرة. فمثلاً وجود مثیل لله محال، وأثبت العلماء فی بحث صفات الله وحدانیته بالأدلة القاطعة ونفوا عنه أی شریک وشبیه وعدّوا ذلک محالاً، وعلیه ففرض خلق المثیل محال. ومن هنا فإنّ قدرة الله على خلق شریک له، من قبیل قولنا إنّ الله یستطیع أن یفیض الوجود على أمر محال. بعبارة أخرى: أنّ مفاد خلق الله لموجود مثله أنّ الله یخلق موجوداً واجباً فی الوقت الذی یکون فیه ممکناً، ولا متناهیاً فی ذات الوقت الذی یکون فیه متناهیاً، ویکون له وجود من نفسه فی الوقت الذی لا یمتلک فیه وجوداً من ذاته، وهل هذا إلاّ الجمع بین النقیضین الذی قیل إنّه محال عقلیاً. ذلک لأنّ الله إن خلق موجوداً مثله فلابدّ أن یکون ممکناً ومتناهیاً کونه مخلوقاً لله ولیس له وجود من ذاته، ولکن من حیث إنّه شبیه لله ومثله فلابدّ أن یکون مثله من جمیع الجهات، أی واجب الوجود ولامتناه وله وجود من ذاته، والجمع بین هذه الصفات المختلفة هو جمع بین النقیضین وهو مُحال.

وکذلک الالسوال: هل یستطیع الله جعل العالم فی بیضة هو السوال عن إیجاد أمر محال،

ذلک لأنّ العقل یحکم على أساس سلسلة من الحسابات والمشاهدات أنّ الظرف ینبغی أن یکون أکبر من المظروف ویستحیل استیعاب شیء کبیر فی ظرف أصغر منه. وعلیه فطلب جعل العالم فی بیضة هو طلب لمحال، واتضح ممّا سبق أنّ الأمور المستحیلة خارجة تماماً من دائرة القدرة، والقدرة إنّما تتعلق دائماً بأمر ممکن(2).

وأمّا بشأن الالسوال الثالث هل یستطیع الله خلق موجود ولا یقدر على القضاء علیه، هو الآخر یصدق علیه ما سبق ومن قبیل السوال أمر محال . فمن حیث کون مثل هذا الموجود مخلوقاً لله لابدّ أن یکون ممکناً، وکل ممکن عرضة للفناء ذاتاً. فإن افترضنا هذا الموجود یأبى الفناء، فلابدّ أن نفرض فی هذه الحالة أنّه واجب الوجود وبالتالی سیکون الشیء «ممکن» و«واجب» فی نفس الوقت، وبعبارة أخرى لابدّ أن یکون ممکناً کونه مخلوقاً لله، ولکن من حیث إنّه یأبى الفناء فلابدّ أن یکون واجباً وهذا جمع بین النقیضین.

وکذلک الالسوال أن یخلق الله موجوداً لا یستطیع تحریکه هو السوال جمع بین النقیضین ; فمن حیث کونه مخلوقاً لله لابدّ أن یکون محدوداً ومتناهیاً وبالطبع قابل للتحریک، ومن حیث تعذر تحریکه فیفترض أنّه لامتناه ولا محدود، وعلیه فالسوال هذا الأمر هو جمع بین النقیضین.

وخلاصة الجواب: أنّ جمیع هذه الفرضیات محالة وممتنعة وطلب إیجادها یعنی إفاضة الوجود على الأمور الممتنعة ذاتاً، والأمور الممتنعة خارجة عن دائرة القدرة، ولیست لها عقلیاً قابلیة الوجود. وعلیه لیس هنالک من عجز فی القدرة، بل العجز فی الشیء.

وبعبارة أوضح: العجز فی قابلیة القابل لا فی فاعلیة الفاعل.


1. سورة البقرة، الآیة 20.
2. و بعبارة أخرى فإنّ السوال جعل العالم فی بیضة هو طلب الجمع بین نقیضین، ذلک لأنّ الظرف لما کان البیضة فلابدّ أن یکون المظروف أصغر منه، ولما کان المظروف هو هذا العالم المترامی، فلابدّ أن یکون مظروفه أکبر بملیارات المرات من ظرفه، فالفرض أن یکون الشیء صغیراً وکبیراً فی آن واحد، هو فرض جمع بین النقیضین. للوقوف على المزید بهذا الشأن راجع: کتاب معرفة الله.

 

 

 

9-ماذا یعنی جمال الله ولقائه یوم القیامة؟11-أعمالنا والعلم الأزلی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma