السوال:
إننا نسمع من الخطباء ونقرأ فی الکتب الدینیة أنّ لإمام الزمان(علیه السلام) غیبتین صغرى وکبرى، فما المراد بهاتین الغیبتین؟ ولم سمیت إحداهما بالصغرى والأخرى بالکبرى؟
الجواب:
توفی الإمام الحادی عشر لدى الشیعة الحسن العسکری(علیه السلام) سنة 260 هـ ، فانتقلت الإمامة وزعامة الأُمّة بأمر الله تعالى إلى ولده الموعود(علیه السلام). ولم یبلغ من العمر أکثر من ست سنوات حین توفی والده، وقد غاب بإذن الله لأنّ أعداء الإمام عزموا على قتله مهما کان الثمن. وکان باستطاعة خواص شیعته أن یطرحوا علیه أسئلتهم ویحصلون على أجوبتها من خلال سفرائه الأربعة، واستمر هذا الوضع حتى عام 329 هـ وانتهت السفارة بوفاة السفیر الرابع، فأسندت مهمّة بیان الأحکام الشرعیة وشؤون الأمّة کافّة إلى کبار الفقهاء بصفتهم نواب الإمام واختتمت النیابة الخاصة المحصورة فی فرد معین.
وقد بدأت الغیبة الصغرى من عام 260هـ ـ وهو العام الذی توفی فیه الإمام العسکری(علیه السلام)ـ وانتهت عام 329هـ ـ وهو العام الذی توفى فیه آخر سفرائه ـ فیصطلح على غیبته منذ ذلک
الیوم لحد الآن بالغیبة الکبرى، وعلة التسمیة واضحة; لأنّ الشیعة فی الغیبة الأولى وإن حرموا من مشاهدة الإمام، إلاّ أنّ خواص الإمام کانوا یتصلون به ویعرضون علیه مختلف الأمور، بالإضافة إلى أنّها کانت قصیرة، ومن هنا یطلق على هذه الغیبة بالصغرى. ولکن بعد وفاة آخر السفراء، فقد أغلق هذا الطریق على الأمّة وأصبح الفقهاء مراجع الأمّة فی شؤونها الدینیة والدنیویة، وإثر انقطاع الإتصالات الخاصة کافّة وطول مدّة زمان غیبة الإمام فقد أطلق علیها الغیبة الکبرى.
