18-کیف یکون تعدد الالهة مدعاة لفساد الخلق ؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
17-هل الاعتقاد بوجود الشیطان دلیل على الشرک؟19-هل یحتاج العالم فی بقائه إلى الله؟

السوال:

إنّ أحد أدلة وحدانیة الله أنّ وجود مبدأین فی عالم الخلقة یوجب فساد الأرض والسماء، ولو کان للعالم إلهین فإنّ ذلک یؤدی إلى فساد الخلق.

أولاً: لماذا یوجب تعدد الآلهة فساد عالم الخلقة؟

ثانیاً: ما الضیر أن یتحد خالقان فی خلق العالم وتنظیم شؤونه؟

الجواب:

یمکن توضیح هذا الموضوع من خلال شرحین ; الشرح العلمی والشرح الفلسفی. ونشیر بصورة مختصرة إلى هذین الشرحین:

1 ـ یمکن الوقوف من مطالعة کتاب على أنّ کاتبه شخص واحد أو عدّة أشخاص . فالکتاب الذی یؤلفه شخص واحد یتصف بنوع من الانسجام فی عباراته ومختلف تعبیراته وکنایاته وإشاراته وعناوینه وأسالیب ربط جمله، وبالتالی هنالک وحدة تحکم جمیع أجزائه ; لماذا؟ لأنّها تنبع من فکر واحد وتترشح من قلم واحد ; والحال لیس هنالک مثل هذا التنسیق والانسجام فی الکتاب الذی یشترک فیه اثنان ـ مهما تطابقت أفکارهما

وتطلعاتهما ـ وسیطالعنا الکثیر من الاختلاف فی القضایا المذکورة سابقاً، ولاسیما إن کان هذا الکتاب کبیراً ومسهباً ویتناول بالبحث مختلف الموضوعات حیث سرعان ما تکتشف هذه الحقیقة.

وعالم الخلق الذی یعدّ أعظم کتاب التکوین والذی لا یسع أفراد البشر کافّة حساب عدد صفحاته فضلاً عن مطالعتها، وقد اتفق الجمیع على أنّ تلک الصفحات تنطوی على نسق ونظم انعدم مثیله ; الأمر الذی أیده علماء الفلک والذرة والفیزیاء والکیمیاء والإحیاء، وصرحوا بأنّه یخضع إلى نظام دقیق وغایة فی الاتقان، وهو ذات النظلم الذی یحکم المنظومة الشمسیة والکواکب والمجرّات، إلى جانب القوانین الکلیة التی تشمل جمیع تفاصیل الوجود، وخلاصة القول هنالک نظام واحد متناسق یفرض حکومته على الوجود برمته. وبالطبع لو کان لهذا العالم أکثر من مدیر لما کان الوضع کما هو علیه ولغاب النظام والانسجام وسوف لن تکون النتیجة سوى فساد نظام الخلیقة .

فقد سأل هشام بن الحکم الإمام الصادق(علیه السلام) عن الدلیل على وحدانیة الله فقال(علیه السلام): «إتصال التدبیر وتمام الصنع. کما قال الله: (لَوْ کَانَ فِیهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا یَصِفُونَ)(1)،(2).

2 ـ البیان الآخر الفلسفی والذی وردت الإشارة إلیه فی بعض الآیات القرآنیة وتلخص فی ما یلی: إن کان مع الله إله آخر فی السموات والأرض فإنّ هذین الإلهین إمّا متماثلان ومتشابهان أو مختلفان; فإن کانا متماثلین ( على غرار فردان یعدان کفرد واحد أثر اشتراکهما وتشابههما التام) وفی هذه الحالة ینبغی أن یکونا متفقین فی جانب ومختلفین فی جانب آخر ; وذلک لاستحالة العثور على موجودین متفقین فی کل شیء دون أن یکون بینهما أدنى اختلاف، فحتى التوأمان المتشابهان فی الشکل واللون والقامة والصوت و...

فإنّهما یفترقان فی بعض الأمور.

والنتیجة فی مثل هذا الفرض «الترکیب» ; الترکیب من «جهة الاشتراک» ولو الاشتراک فی أصل الوجود ومن «جهة الاختلاف» الذی یوجب التعددیة، وحیث أثبتت البراهین الفلسفیة أنّ الله بسیط فإنّ هذه الفرضیة ( إلهان متشابهان ومتماثلان) باطلة. وعلیه سنضطر لمناقشة فرضیة إلهین مختلفین ولیس بینهما أی اشتراک ویتمایزان تماماً من حیث الوجود والذات. وبالطبع لا ینبغی أن ننسى بأنّ اختلافهما فی الذات والوجود یفضی إلى اختلافهما فی الأفعال، فلا یمکن تصور الانسجام بین أفعالهما وهما على هذه الحالة من الاختلاف وممّا لا شک فیه أنّ تدبیر أحدهما سیکون مخالفاً لتدبیر الآخر، وبالتالی سوف لن تکون نتیجة مثل هذا الاختلاف سوى الفوضى فی نظام الوجود وتشتت الروابط والحلقات التی تحکم عالم الوجود وظهور الخلاف بشأن إدارته وأخیراً تصدع کیانه.

والحال أننا نرى عکس ذلک فی عالم الخلیقة، ذلک لأننا إن تأملنا أصغر الکائنات الحیّة سنرى حالة من التنسیق والترابط بین هذا الکائن وعالم الوجود وکأنّ الأخیر خلق من أجلها ; الأمر الذی یکشف بوضوح عن تبعیة کل هذا العالم لإرادة مدبرة واحدة، وهذا ما أشارت إلیه الآیة الحادیة والتسعون من سورة (المؤمنون). وبناءً على ما تقدم فالدلیل الفلسفی والاستقراء العلمی یثبتان وجود إرادة ومشیئة وذات قدسیة هی التی تحکم عالم الوجود بأسره.


1. سورة الأنبیاء، الآیة 22.
2. بحار الأنوار، ج3، ص 20; ولمزید الایضاح راجع کتابنا معرفة الله.

 

17-هل الاعتقاد بوجود الشیطان دلیل على الشرک؟19-هل یحتاج العالم فی بقائه إلى الله؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma