السؤال:
لا شک فی أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) لم یسأل الأجر إلاّ من الله على کل هذه التضحیات من اجل الرسالة، وإن لاحظنا فی بعض الآیات التی تحدثت عن «المودة فی القربى» کأجر للرسالة، فهذا بدوره خدمة أخرى للناس وحث على هدایتهم; ذلک لأنّ مودة أهل لبیت(علیهم السلام) توجب الاقتداء بهم وهذه سعادة، ولکن ما معنى وجوب الخمس الذی یعطى نصفه للسادة؟ ألیس هذا أجر على الرسالة؟
الجواب:
نعلم أنّ مصرف «الخمس» فقط «فقراء السادة» لا جمیعهم، ولو زاد خمس الأموال المخمسة عن حاجات السادة لوجب رده إلى بیت المال لیصرف فی المصالح العامة، ولو کانت حاجاتهم أکثر من الخمس لوجب قضاؤها من بیت المال ـ من جانب آخر فلیس للسادة من حق فی الزکاة (اللّهم إلاّ أن تکون من زکاة السادة).
وعلیه فالخمس فی الواقع بدل الزکاة المعطاة لسائر الفقراء وشروط اعطائها لفقراء السادة کشروط منحها لسائر الفقراء، غایته تدفع لهم بشکل آخر حفظاً لحرمة جدهم رسول الله(صلى الله علیه وآله)، وعلیه فهی لیست بأجرة على الرسالة قط.