7-من خلق الله؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
6-کیف یکون کمال توحید الله نفی الصفات عنه؟8-کیف السبیل إلى الاعتقاد بعلم الله بالحوادث الاتیة؟

السوال:

قد یبدو هذا الالسوال مثیراً للدهشة، لأنّ الفیلسوف الانکلیزی المعروف «برتراند رسل» صرح فی أحد کتبه قائلاً: کنت فی شبابی أؤمن بالله، وأرى برهان «علة العلل» أفضل دلیل على وجوده، فلکل ما فی العالم علّة، ولو تابعنا سلسلة العلل لوصلنا إلى العلة الأولى التی نسمیها «الله». لکنّی تراجعت لاحقاً عن هذه العقیدة، ذلک لأنّ الالسوال الذی یتبادر إلى الأذهان على ضوء هذا الدلیل: أنّ لکل مخلوق خالق وعلّة، فلا بد أن تکون لله علّة وخالق، فکیف السبیل إلى حل هذا الإشکال ؟

الجواب:

یعتبر هذا الإشکال من الإشکالات المشهورة وفی نفس الوقت الساذجة التی أثارها أصحاب النزعة المادیة. فهؤلاء یقولون بکل بساطة: إن کان الله هو الذی خلق کل شیء، فمن خلق الله؟ ولکن ما الذی دعا الفیلسوف المذکور إلى التعرف على هذا الإشکال لاحقاً، على کل حال لابدّ من تسلیط الضوء على هذا الالسوال الذی یساور أذهان العدید من الشباب: ولعل الجواب عن هذا الالسوال یتضح من خلال الإلتفات إلى عدّة أمور مهمّة بهذا

الشأن:

لو سلّمنا لأفکار المادیین واتفقنا مثلاً مع الفیلسوف «رسل»، فهل سنسلم لهذا الإشکال؟ قطعاً لا !... لماذا؟ لأنّ أصحاب النزعة المادیة یؤمنون بقانون العلیة، فهم یعتقدون بأنّ کل شیء فی عالم الطبیعة معلول لآخر. وعلیه یرد علیهم نفس الإشکال: إن کان کل شیء معلولاً للمادة فما معلول المادة؟ وعلى هذا الأساس (وبالنظر إلى استحالة امتداد سلسلة العلل والمعالیل إلى مالانهایة) فإنّ جمیع الفلاسفة (ربّما فیهم الفلاسفة المادیون والإلهیون) یؤمنون بوجود أزلی (وجود کان موجوداً على الدوام)، غایة الأمر أنّ المادیین یزعمون أنّ هذا الوجود الأزلی هو «المادة» أو شیء مشترک بین المادة والطاقة، أمّا الموحّدون فیرون أن الوجود الأزلی هو الله، ویتضح من هذا أنّ «رسل» مضطر للإیمان بوجود أزلی (وإن کان المادة). فهل لهذا الوجود الأزلی من علة؟ طبعا لا....لماذا؟ لأنّ الوجود الأزلی موجود دائماً، والوجود الدائمی لا یحتاج إلى علّة، والوجود الذی یحتاج إلى العلة ما کان معدوماً مدّة ثم اکتسب الوجود لاحقاً ( تأمل).

والنتیجة: أنّ وجود مبدأ أزلی ودائمی قول یعتقد به الجمیع، والأدلة العقلیة فی بطلان التسلسل (سلسلة علل ومعالیل لا متناهیة) جعلت جمیع الفلاسفة یقرون بوجود المبدأ الأزلی. وعلیه فلیس هنالک من خلاف بین الفلاسفة الإلهیین والمادیین فی قبول أحدهما لعلة العلل وانکارها من قبل الآخر کما ظن «رسل»، بل یعتقد کلاهما بعلة العلل أو العلة الأولى.

والالسوال المطروح: إذن ما الخلاف بینهما؟ والواقع أنّ اختلافهما یکمن فی أنّ الموحّدین یرون لتلک العلّة علماً وإرادة ویسمون تلک العلّة (الله)، أمّا المادیون فیرونها مسلوبة العلم والإرادة ویسمونها (المادة). أمّا لماذا جهل الفیلسوف «رسل» هذا الموضوع، فلا یسعنا سوى القول أنّه مختص بالعلوم الریاضیة والطبیعیة وعلم الاجتماع، لا فی المسائل الدینیة والفلسفة الأولى (بمعنى معرفة الوجود وآثاره). ویستنتج ممّا سبق أنّ فلاسفة الدین لا یکتفون بدلیل علة العلل لإثبات وجود الله ; ذلک لأنّ هذا الدلیل لا یرشدنا سوى إلى وجود «العلة الأولى» أو بعبارة أخرى إلى وجود أزلی یؤمن به حتى الفلاسفة المادیون. بل المسألة المهمّة لدى الفلاسفة إثبات ما بعد العلة الأولى والذی یتمثل فی علمها المطلق التام، وإثبات هذه المسألة یبدو سهلا عن طریق تأمل نظام الوجود والأسرار والعجائب والقوانین الدقیقة التی تحکم السماوات والأرضین وما تضمه من احیاء متنوعة (تأمل).

هذا أول الکلام فی الرد على الإشکال المذکور.

الموضوع الآخر الذی تجدر الإشارة إلیه أنّ أساس هذا الإشکال فی هذه القضیة ( لابدّ من علّة وخالق لکل موجود). والحال هذا لیس قانوناً کلیاً ولا یصح سوى على الوجودات المسبوقة بالعدم ثم ارتدت حلّة الوجود.

توضیح ذلک: هنالک وجودات لم تکن موجودة سابقاً مثل المنظومة الشمسیة ومن ثم الکائنات الحیة -التی تشمل النبات والحیوان والإنسان- التی یشهد تاریخها على أنّها لیست أزلیة الوجود، بل لم یکن لها وجود خارجی قبل ملایین السنین ثم اکتسبت الوجود لاحقاً. وممّا لا شک فیه أنّ ظهور هذه الوجودات یتطلب بعض العلل والعوامل، ومن المسلم به أنّ انفصال الکرة الأرضیة عن الشمس ( على ضوء نظریة لابلاس أو سائر النظریات) یعزى إلى عوامل خاصة، سواءً عرفناها أم لم نعرفها.

کما أنّ ظهور الحیاة الأولى فی النبات ثم الحیوان والإنسان إنّما یعزى إلى عوامل معینة، ومن هنا لا یکفّ العلماء عن بذل الجهود بغیة التعرف على هذه العوامل، ولو لم تکن هنالک من علة لظهور هذه الموجودات، لما کان هنالک من سبب لظهورها فی ملیون سنة أو بضعة ملیارات من السنین، لماذا لم تظهر فی زمان یعادل ضعف هذا الزمان أو نصفه؟ لا شک أنّ وجود زمان معین لظهورها یعدّ أفضل دلیل على أنّ علّة وجودها إنّما تحققت فقط فی ذلک الزمان.

أمّا إن کان الوجود أزلیاً - سواء کان هذا الوجود الأزلی الله أو المادة- فإنّ مثل هذا الوجود لیس بحاجة قط إلى علّة، لیس بحاجة إلى خالق وإله، ذلک لعدم وجود تاریخ لظهوره بحیث تضمن العلة الموجودة، أو کانت العلة معدومة فی ذلک التاریخ. فما کان أزلیاً کان وجوده یفیض من ذاته لا من خارج الذات لیکون محتاجاً إلیه ( لابدّ من التأمل). فأنا وأنت والأرض والسماء والمنظومة الشمسیة و... بحاجة إلى خالق، فوجودنا لیس أزلیاً ولیس من ذاتنا، ولیست العلة الأولى وعلّة العلل لیکون وجودها من ذاتها.

مثال واضح:

یستعین الفلاسفة ببعض الأمثلة لتوضیح کلامهم الفلسفی بغیة تقریب الموضوع إلى الأذهان ; فیقولون مثلاً: حین ننظر إلى غرفتنا نراها مضیئة.

فنسال أنفسنا: هل الإضاءة من نفس الغرفة؟

ونجیب على الفور: کلا، ذلک لأنّ الإضاءة إن کانت من نفس الغرفة، فلا ینبغی أن تکون مظلمة فی أی وقت من الأوقات، بینما تراها مضیئة أحیاناً ومظلمة أحیاناً أخرى. إذن فالإضاءة من مکان آخر. وسرعان ما یقتدح فی أذهاننا أنّ الإضاءة فی الغرفة بفعل الذرات أو الأمواج الضوئیة المشعة فی الغرفة.

ونتساءل ثانیة: ما مصدر اشعاعات الضوء وذراته؟

ونجیب بعد شیء من التأمل أنّ اشعاع ذرات الضوء من ذاتها، فهذه الذرات لم تکتسب ضوئها من شیء آخر، لیس باستطاعتنا الظفر بأی مکان فی العالم فیه ذرات ضوء مظلمة واکتسبت الضوء من موضع آخر. فذرات الضوء مضیئة أینما کانت، والضوء جزء من ذاتها.

نعم یمکن أن تزول هذه الذرات، لکن لا یمکن أن تکون مظلمة وهی موجودة (تأمل). وعلیه فإن قیل: إنّ إضاءة کل مکان فی العالم معلول للنور، فما علّة ضوء النور؟ نقول فوراً ضوء النور جزء من وجوده. وکذلک حین یقال وجود کل شیء من الله، فمن أین وجود الله؟ نجیب وجوده من ذاته.

 

6-کیف یکون کمال توحید الله نفی الصفات عنه؟8-کیف السبیل إلى الاعتقاد بعلم الله بالحوادث الاتیة؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma