2-القرآن وختم النبوة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
1-کیف یتکیف القانون الإسلامی الثابت مع العالم المتطور؟3-هل کانت الشرائع السابقة ناقصة؟

کیف یشهد القرآن على ختم النبوّة بنبی الإسلام؟

السوال:

یسأل أغلب الأفراد أنّ مسلمی العالم یجمعون على أساس کتابهم السماوی على أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) هو خاتم الأنبیاء وآخر السفراء الذین بعثوا لهدایة البشر، وان دینه وکتابه و قرآنه هو آخر الأدیان والکتب السماویة. نرجو أن تبیّن لنا أین صرح القرآن بختم النبوّة بغیة غلق الباب على الشکوک التی ربّما تساور أذهان الأفراد المغرضین.

الجواب:

لابدّ من الإلتفات بادئ ذی بدء إلى أنّ الشرائع السماویة وإن بدت للوهلة الأولى کشرائع مختلفة فیتصور الإنسان أنّ أدیاناً متعددة عرضت على البشریة وأنّها منفصلة عن بعضها البعض الآخر ولا تشترک فی بعض المبادئ والأصول; إلاّ أنّ حقیقة الأمر خلاف ذلک; فالواقع هنالک وحدة فی شریعة نبی الله نوح(علیه السلام).(1) مع الشریعة التی نادى بها خاتم الأنبیاء، کما أنّ هنالک الکثیر من جهات الشبه بینهما، وبالتالی جعلت جمیع الشرائع بمثابة شریعة واحدة مرتبطة مع بعضها تکاملت بمرور الزمان وتکاملت المجتمعات لتعرض فی نهایة المطاف على البشریة بصیغة دین جامع یغنی البشریة عن أی تشریع وتقنین. ومن هنا أعلن القرآن الکریم منذ الیوم الأول أن لیس هنالک أکثر من دین شرّع للبشریة، هوالدین الإسلامی(2). وسوف لن یقبل من أی إنسان تبعیته لغیر هذا الدین(3).

کما فند القرآن الکریم أفکار تلک الطائفة التی نسبت إبراهیم بطل التوحید إلى الیهودیة أو النصرانیة وصرّح بأنّه کان مسلم(4).

وبناءً على هذا فالشرایع السماویة فی الحقیقة شریعة واحدة وقد تکاملت أثر تکامل المجتمعات البشریة وظهور المتطلبات العصریة، لتتبلور فی خاتمة المطاف بتلک الشریعة التی بعث بها خاتم الأنبیاء، والواقع نستطیع أن نشبه هذه الشرایع بالصفوف التی تبدأ بالمدرسة الابتدائیة وتنتهی بدراسة الدکتوراه.

أدلّة ختم النبوة:

تعتبر مسألة خاتمیة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) للأدیان من وجهة نظر علماء المسلمین من ضروریات الدین الإسلامی المقدّس، والتی یدرکها حتى الفرد الأجنبی بفعل اتصاله بالمجتمعات الإسلامیة، ویستحیل وجود فرد یعیش فی الأوساط الإسلامیة ولم تطرق سمعه قضیة ختم النبوّة، وهذا بحدّ ذاته أحد الأدلة على اختتام النبوّة بنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله).

ولو أغضضنا الطرف عن ضروریة هذه المسألة وإجماع المسلمین فی أنحاء العالم کافّة علیها، فهنالک بعض الآیات القرآنیة التی أشارت صراحة إلى هذه المسألة ومنها الآیة الشریفة: (مَا کَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَد مِّنْ رِّجَالِکُمْ وَلَکِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِیِّینَ وَکَانَ اللهُ بِکُلِّ شَیْء عَلِیماً)(5). وللوقوف على مفاد الآیة لابدّ من توضیح للفظ «الخاتم» ; فالخاتم فی اللغة العربیة تطلق على الأشیاء التی تختتم بها آخر الرسالة. فالختم فی الماضی یعادل توقیع الیوم، کما یعمدون فی الوقت الراهن إلى ختم الوثائق والکتب المهمّة بالإضافة إلى التوقیع، کما نرى الختم شائعاً الیوم لدى دوائر الدولة والشخصیات الرسمیة. ویدل الختم بالإضافة إلى صحة سند ما ورد فی الکتاب على اختتام السند أو الوثیقة، وبالتالی فإنّ اعتبار الکتاب یتوقف على ختمه. کما کانوا فی السابق یستفیدون من القیر أو الطین الخاص(6) لأحکام غلق العلب التی تضم بداخلها بعض الأشیاء کالعسل والخل وأنواع السوائل، ثم یختمونه لیکون دلیلاً على عدم التلاعب به(7).

وخلاصة القول فقد قیل فی المصادر العربیة بشأن تفسیر الخاتم: ما یختم به. وإن اطلق اللفظ فی العربیة على الخاتم المعروف فذلک لأنّهم کانوا یختمون به فی السابق، ولاسیما السلاطین والملوک وزعماء القبائل الذین کانوا یخطون أسماءهم على خواتمهم ویختمون به. وحین عزم النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) على توسیع دعوته ومکاتبة السلاطین والملوک وإیفاد السفراء، أمر أن یعدوا له خاتماً وینقش علیه «محمد رسول الله» وکان یختم به کل کتبه.(8)

وبناءً على ما تقدم فإنّ المعنى الابتدائی للخاتم لیس ما یتختم به فی الید، بل مفاده الأولی الوسیلة التی یختم بها الکتاب والوثیقة والسند، وإن اطلق على الخاتم المعروف لأنّهم کانوا یستفیدون منه فی عملین. وتنتشر الیوم العدید من الأختام فی البلدان العربیة التی تصنع من الفلزات والجلاتین والتی تستعمل فی ختم الکتب والوثائق الرسمیة.

وعلى هذا الأساس یتضح معنى «خاتم النبیین»; لأنّ مفاد ذلک أنّ محمد(صلى الله علیه وآله)شخصیة ختمت به أبواب النبوّة التی فتحت بوجه البشریة منذ زمان آدم حتى زمانه، وقد انتهى هذا الفیض الإلهی إثر غنى المجتمع البشری عن نبی ودین جدید، وکما یعلن بالختم انتهاء مضامین الکتاب، فقد أعلن ببعث نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله)انتهاء هذا الفیض واختتام هذه النبوّة الإلهیة. وکأن وجوده بمثابة الختم الذی اختتم به هذا الباب وإلى الأبد.

التصرف المستهجن فی معنى الخاتم:

یبدو من المضحک ما أوردته بعض الفرق الضالة بشأن «خاتم النبیین» حیث حاولت اغواء اتباعها فی أنّ المراد من «خاتم» فی الآیة هو هذا الخاتم، والهدف من تشبیه النبی بالخاتم بیان مکانته بین سائر الأنبیاء; فکما یکون الخاتم زینة للید، فإنّ نبی الإسلام کان زینة لسائر الأنبیاء. ویبدو هذا التفسیر على درجة من الضعف بحیث عمد زعیم هذا المسلک فی بعض کتبه إلى تفسیر الخاتم بمعناه الصحیح وهجر ذلک التأویل الشاذ(9). طبعاً لا یحق لمفسّر القرآن أن یبتدع ما یشاء من معان للمفردات القرآنیة، ویتحتم علیه مراعاة الاستعمالات اللغویة السائدة لدى العرب; والحال لم ترد لفظة الخاتم فی العربیة بمعنى الزینة قط، فلا یقال أبداً: إنّ فلان خاتم أخوته، على أنّه زینتهم، ولو کان الهدف کون النبی زینة الأنبیاء لانبغى أن تکون الاستعمالات الشائعة من هذا القبیل لیقال إنّ نبی الإسلام «تاج» و«اکلیل» الأنبیاء. لقد فهم المسلمون هذا المعنى من لفظ الخاتمیة فبل أربعة عشر قرناً، کما ورد مثل هذا الاستعمال فی الروایات الإسلامیة.

فقد قال الإمام الصادق(علیه السلام): «إنّ الله ختم بنبیّکم النبیین، فلا نبی بعده، وختم بکتابکم الکتب فلا کتاب بعده، وأنزل فیه تبیان کل شیء»(10). کما تصرف البعض الآخر عبثاً فی لفظ «الخاتم» فزعم أنّ الخاتم فی الآیة بمعنى الختم، لکن الهدف من وصف النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) بخاتم الأنبیاء هو تصدیق من سبقه من الأنبیاء; فکما یفید الختم صحة مضامین الکتاب، فإنّ نبی الإسلام یصدق دعوة جمیع الأنبیاء.

ولا یبدو هذا التغییر الأجوف أحسن من سابقه، صحیح أنّ الختم یشهد بصحة الکتاب، إلاّ أنّ العرب لم تقل للشاهد خاتم، بحیث یقال الخاتم للشخص الذی یختم الرسالة أو یشهد على حادثة.

وناهیک عمّا سبق فإنّ تصدیق الأنبیاء لیس من مهام نبی الإسلام، وکل نبی لاحق لا یصدق النبی قبله فحسب، بل یصدق جمیع من سبقه من الأنبیاء. فقد قال الله تعالى على لسان المسیح(علیه السلام): (وَإِذْ قَالَ عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ إِنِّی رَسُولُ اللهِ إِلَیْکُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَیْنَ یَدَىَّ مِنَ التَّوْرَاةِ...)(11)، کما ینبغی أن نلتفت إلى أنّ الآیات القرآنیة الدالّة على الخاتمیة لا تقتصر على الآیة المذکورة، وهنالک العدید من الآیات التی صرحت بخاتمیة رسالة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وقد آثرنا عدم التعرض لها مراعاة للإختصار.


1. قد یشق على البعض أنّ أولى الشرائع السماویة حمل لواءها نبی الله نوح(علیه السلام) ویتساءلون کیف یکون نبی الله نوح(علیه السلام) حامل أول شریعة سماویة وقد سبقه الکثیر من الأنبیاء الذین بعثوا لهدایة البشر. ولعل الأمر یبدو واضحاً بأنّ من سبقه من الأنبیاء لم تکن له شریعة; فالمقصود من الشریعة مجموعة القوانین الفردیة والأجتماعیة التی تسوق الإنسان إلى التکامل المادی والمعنوی. وانزال الشریعة یتطلب حالة من الإستعداد لدى البشر بغیة إدراک مفاهیم الدین وتطبیق تعالیمه، وما لم یتوفر ذلک فإنّ بعث الشریعة سیکون ضرباً من اللغو والعبث. ومن هنا لم تکن أغلب أهداف الأنبیاء قبل نوح تتبنى أکثر من الدعوة إلى الأمور الفطریة التی یدرکها کل إنسان مهما کان بسیطاً، فضعف الإستعداد البشری وانعدام الحیاة الاجتماعیة جعل الأنبیاء لا یحملون شریعة معینة تتضمن بعض القوانین والمفاهیم، فأقتصرت دعوتهم على العبودیة والتوحید والتحلی بمکارم الأخلاق والابتعاد عن الظلم والجور و... وهی الأمور التی تحاکی الفطرة ویسهل إدراکها.
2. (إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللهِ الإسلام) (سورة آل عمران، الآیة 19).
3. (وَمَنْ یَبْتَغِ غَیرَ الإِسلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ) (سورة آل عمران، الآیة 85).
4. (مـا کَانَ إِبراهِیمُ یَهُودِیّاً وَلا نَصرانِیّاً وَلَکِنْ کَانَ حَنِیفَاً مُسْلِماً وَمـا کَانَ مِنَ المُشرِکِینَ) (سورة آل عمران، الآیة  67). والمراد من الإسلام فی هذه الآیات التسلیم لإرادة الله بحیث لا یرى لنفسه من ولی غیر الله.
5. سورة الأحزاب، الآیة 40.
6. ویقال له فی اللغة (ختام) وهذا هو المراد من الآیة (وَخِتامُهُ مِسْک) أی أنّ ذلک الشیء الذی تختم به أبواب سوائل الجنّة تفوح منه رائحة المسک.
7. مقدمة ابن خلدون، ج 1، ص 220.
8. الطبقات الکبرى، ج 1، ص 258.
9. إشراقات، ص 292.
10. الوافی، ج 2، ص 144.
11. سورة الصف، الآیة 6.
 
1-کیف یتکیف القانون الإسلامی الثابت مع العالم المتطور؟3-هل کانت الشرائع السابقة ناقصة؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma