7-لماذا نحارب الفساد؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
6-هل کان للإمام المجتبى(علیه السلام) عدّة زوجات8-هل یتنافى نشوب حرب عالمیة ثالثة مع ظهور المصلح العالمی؟

السوال:

ورد فی الأحادیث المتواترة(1): أنّ المهدی(علیه السلام) سیظهر ویملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد أن تمتلئ ظلماً وجوراً وفساداً. وعلیه سیکون ظهور الإمام حین انتشار الفساد فی العالم، ومن هنا فلابدّ لنا من تمهید السبیل لظهور الإمام(علیه السلام) وذلک من خلال الإسهام فی توسیع رقعة الفساد، وإلاّ فإننا سنسهم فی تأخیر انطلاقة نهضة ذلک المصلح الغائب!

الجواب:

أولا: لابدّ من الإلتفات إلى أنّ شرط ظهور الإمام(علیه السلام) لا یقتصر قط على اتساع حجم الفساد فی صفوف المجتمع البشری، بل یستحق المجتمع ظهور الإمام(علیه السلام) إن بلغ المرحلة المطلوبة من النضج الفکری والسمو الروحی. وقد استفاضت کتب العقائد والمذاهب بالعوامل التی تحول دون الظهور والتی تتمثل فی الاستعدادات الفکریة والروحیة ولو زالت هذه العوامل لزالت أسباب الغیبة ولظهر الإمام(علیه السلام).

وللفیلسوف العلاّمة المرحوم نصیر الدین الطوسی ثلاث عبارات بهذا الشأن فی کتابه «تجرید العقائد» نوردها مع توضیح مختصر:

1 ـ وجوده لطف

فوجود الإمام المعصوم ـ ظاهراً کان أم غائباً ـ نعمة معنویة على المجتمع البشری ووسیلة للتقریب من طاعة الله وعبودیته; ذلک لأنّ الإمام هو الهادی إلى الله، کما أنّه الواسطة فی وصول الفیض الإلهی، وهدایة الإمام ـ وإن کان غائباً ـ للأفراد المستحقین متواصلة وإن لم یروه ویعرفوه.

2 ـ وتصرفه لطف آخر

وإن ظهر الإمام(علیه السلام) وخاض فی الإرشاد والهدایة وتسلم زمام الأمور فإنّ ذلک یعدّ نعمة أخرى، وهنا لا تنتفع بوجوده طائفة فحسب، بل المجتمع البشری کافّة الذی یتمتع بوجوده بصفته مظهر العدل والقسط ومطبق الأحکام الإسلامیة.

3 ـ وعدم ظهوره بسببنا

وإن لم یمارس دوره فی شؤون المجتمع وظلّ فی غیبته فذلک لبعض الموانع التی یزرعها الناس فی طریقه، والناس هم السبب فی سلب هذه النعمة، ولو استعد الناس للحکومة العالمیة ـ القائمة على أساس الفضیلة والأخلاق والعدل والقسط ورعایة الحقوق والأحکام الشرعیة ـ لظهر قطعاً، ولیس هنالک من توقف للفیض الالهی، بل المجتمع هو الذی یؤخر الظهور والحکومة الحقة.(2) وعلیه فاتساع الفساد وسیادة الانحراف لا یعد شرطاً منحصراً لظهور الإمام، بحیث لا نفکر سوى فیه ونسعى لنشره، بل هنالک سبیل أقرب یتمثل فی التحلی بالاستعداد والأهلیة لدى المجتمع. وبعبارة أخرى هنالک شرطان للزعامة هما:

1 ـ وجود الزعیم.

2 ـ إستعداد المجتمع للتفاعل مع الزعیم.

والحق لو تحقق الشرط الثانی من قبل المجتمع، لتکفل الله بایجاد الشرط الأول.

ثانیاً: إنّ اتّساع الفساد فی صفوف المجتمع البشری لیس الهدف الأصلی، بل هو عامل لظهور المهدی(علیه السلام) وإصلاح المجتمع; لأنّه حین یعم الظلم والجور الأرض ویعانی المجتمع من مختلف الانحرافات والمفاسد وتعصف به الخطوب والمحن ویعیش مختلف التجارب التی تفید عجز الإنسان عن حل تلک المشاکل من خلال اعتماده على قوته وما یسنّه من قوانین تعجز عن إیصاله إلى العدل والاستقرار، آنذاک یعیش الاستعداد الفکری التام للتفاعل مع مشروع الزعیم الربّانی الذی یشفیه من کل داء ویأخذ بیده إلى السعادة والفلاح. یبدو أنّه لیس هنالک من نهضة إصلاحیة دون قاعدّة فکریة خصبة، وقانون «العرض والطلب» الاقتصادی ساری المفعول فی الجانب الاجتماعی، فما لم یکن لدى المجتمع طلب، لا یبدو لأی عرض معنوی ومادی من ثمن.

ولکن هل القاعدّة الفکریة والاستعداد الروحی یکفیان للنهضة الإصلاحیة والعالمیة التی تهدف تحقیق الحکومة العالمیة على أساس العدل والقسط والقیم الأخلاقیة ورعایة المقررات والأحکام الشرعیة، أم أنّ هذه الأرضیة الفکریة بحاجة إلى قاعدّة أخرى تحیل هذا التغییر الفکری إلى انقلاب یزیل الموانع کافّة التی تعترض سبیل النهضة. ولا تؤید ذلک التجارب فحسب، بل أغلب الروایات الواردة بشأن نهضة هذا المصلح العالمی تفید صراحة أنّ ثورة آخر حجة لله بعد التاهب الفکری، تتطلب قوة تزول فی ظلها الموانع کافّة التی تعترض سبیل النهضة، حتى صرحت بذلک الأحادیث التی تحدثت عن الأنصار والأصحاب وعددهم، واقتران نهضة الإمام بالقوة والقدرة التامة ـ ومن هنا یتوجب علینا تفعیل الشرط الثانی فی إعداد الأعوان والأنصار والجند المضحین الذین یحملون أرواحهم على أکفّهم فی سبیل تحقیق الأهداف السماویة، ولا یتحقق هذا الهدف إلاّ من خلال تظافر جهود جمیع المصلحین، والتفانی من أجل رفد المجتمع بالأفراد الصالحین.

ثالثاً: بغض النظر عمّا سبق، لابدّ أن نعین موقعنا من تلک النهضة. ومن الطبیعی أننا إن أسهمنا فی إفساد المجتمع، فسنکون من أولئک الذین ستحطمهم ثورة المهدی(علیه السلام)، وإن أسهمنا فی إصلاح المجتمع، فسنکون من جند الإمام(علیه السلام). وعلیه فلو سلّمنا بأنّ إشاعة الفساد ستمهد السبیل إلى ظهور الإمام، فالواقع أنّ ذلک الظهور سیشکل خطراً علینا. أوَلیس نهضة الإمام تهدف إلى القضاء على الفساد والظلم؟ فکیف ننتفع بنهضته من خلال إشاعة الفساد؟ ونخلص ممّا سبق إلى أنّ الإسهام فی إشاعة الفساد أو السکوت علیه بغیة ظهور المهدی(علیه السلام) لا یبدو صحیحاً. ولعل هذه النظرة والمغالطة إنّما یسوقها أولئک الذین یسعون إلى الهروب من المسؤولیة ومقارفة أنواع المفاسد.


1. وردت عدّة روایات عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) تتجاوز الثلاثة آالاف روایة بشأن المصلح العالمی المهدی(علیه السلام). ولم یقتصر الأمر على الشیعة، بل وردت عن علماء العامة کالبخاری ومسلم وأبی داود والترمذی الذین توفوا جمیعاً قبل ولادة الإمام أو بعد ولادته بقلیل، حیث ذکروا الأخبار المتعلقة بالمهدی فی صحاحهم وسننهم، کما ألّف البعض منهم کتباً فی الإمام، ولم ترد روایات بهذا الکم فی غیر هذا الموضوع.
2. کشف المراد، طبع صیدا، ص 226.

 

6-هل کان للإمام المجتبى(علیه السلام) عدّة زوجات8-هل یتنافى نشوب حرب عالمیة ثالثة مع ظهور المصلح العالمی؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma