السؤال:
قرأنا فی مجلة المدرسة الإسلامیة نقاط قوّة وضعف کتاب «إعادة التعرف على النبی محمّد» فهل تقتصر نقاط ضعفه على الجوانب المتعلقة بعالم التشیع واغماض الکاتب عن مناقب أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) وخلافته بعد النبی(صلى الله علیه وآله)، أم تشمل حیاة النبی(صلى الله علیه وآله)أیضاً؟
الجواب:
یشتمل الکتاب على نقاط ضعف وقوّة، ولا تقتصر نقاط ضعفه على الجوانب المتعلقة بالشیعة، بل وردت فیه بعض المطالب التی لا یعتقد بها أحد من المسلمین ولم تذکر فی أی من مصادر الفریقین المعتبرة، کما لا تنسجم مع الموازین العقلیة، ومن ذلک ما ذکره فی بحث المعراج ص 225 أنّ النبی(صلى الله علیه وآله) اقترب من الله حتى سمع صوت قلم الله وفهم أنّه مشغول بحساب أفراد البشر! ورغم سماعه لصوت قلم الله إلاّ أنّه لم یره، فلا یستطیع أحد رؤیته وإن کان نبیّاً.
ولا ندری من أین أتى مؤلف الکتاب بهذه القصة المضحکة، وأیة روایة ضعیفة نقلتها:
أولا: لیس لله من مکان لیسارع إلیه النبی(صلى الله علیه وآله) والهدف من المعراج بصریح القرآن رؤیة آیات الله فی السماء (لِنُرِیَکَ مِنْ آیَاتِنَا الْکُبْرَى)(1) لا الوصول إلى مقر حکومة الله أعلى العرش!
ثانیاً: الله عالم بأعمال العباد کافّة ویعلم حسابهم، ولا یحتاج للمسارعة فی احصاء أعمال العباد لیسمع النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) صوت قلمه ـ ولابدّ أن یکون قلمه من الخشب لیکون له مثل هذا الصوت ـ ثم ما حاجة الله لذلک والملائکة یحصون الأعمال.
ثالثاً: یلزم من هذا الکلام أنّ الله جسم وله ید ورجل; وهذه أمور تدعو کل مسلم مدرک للعجب والدهشة. طبعاً نحن سعداء باهتمام العلماء والکتاب الأجانب بشخصیة وعظمة النبی(صلى الله علیه وآله)، أمّا أن نتوقع بأن یشرح لنا الآخرون تفاصیل سیرة النبی(صلى الله علیه وآله) وتعالیمه فهذا ما لا یسعدنا قط، مع ذلک هنالک بعض نقاط القوة فی الکتاب.
1. سورة طه، الآیة 23.
