13-فلسفة البلاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
12-مفهوم البداء14-ما معنى القضاء والقدر؟

السوال:

ما أن تقع بعض الحوادث من قبیل الزلازل والسیول حتى یرى الإنسان نفسه أمام بعض التساؤلات من قبیل: «لم تقع بعض الزلازل والهزات الأرضیة والأمراض الفتاکة التی تؤدّی بحیاة الناس؟ ولماذا تقع هذه الحوادث فی مناطق معینة دون البعض الآخر ؟ ما فلسفة وقوع مثل هذه الحوادث ونزول البلاء؟ هل هذه الحوادث عفویة للأفراد المذنبین؟ لماذا... ولماذا...؟».

الجواب:

حسب علمنا وما وصلنا من کتب أعلامنا فإنّ مثل هذه الأسئلة کانت تساور العدید من الأفراد ـ ولا سیما حین وقوع الحوادث الألیمة التی تدعو الإنسان إلى التأمل والتفکیر ـ حتى أنّ تاریخ الأدیان والعقائد یشیر إلى أنّ البعض تخلى عن عقیدته التوحیدیة ولجأ إلى بعض المدارس المادیة و الإلحادیة أثر عدم تلقیه الأجوبة الشافیة التی تفسر ما لدیه من أسئلة، ذلک لأنّ البعض قد یورد بعض التفاسیر المقیتة التی تنسب هذه الظاهرة المفجعة إلى غضب الطبیعة وما شاکل ذلک، غیر أنّ الحقیقة قد تبدو معکوسة تماماً لو نظرنا لهذه الأمور

بعین العقل والحکمة.

توضیح ذلک: أنّ أحکامنا التی نصدرها بشأن الربح والخسارة إنّما هی نسبیة على الدوام، فکل ما کان بمصلحتنا نحسبه مفیداً ونافعاً والعکس بالعکس، دون أن نکترث لانعکاسات الأمر على صعید المجتمع ومستقبله فربّما تکون مادة کیمیائیة سامة لنا، بینما یمکن أن تکون هذه المادة علاجاً للأخرین وبالعکس... فهل یشکل ربحنا أو خسارتنا معیاراً حسناً أم قبح ظاهرة معینة، أم ینبغی دراسة الظاهرة من جوانبها کافّة بغیة إصدار الأحکام بشأنها؟ لا بأس بهذا المثال لنقف على حقیقة هذه القضیة:

قطعاً هنالک بعض الفوائد والأضرار التی یستبطنها هطول الأمطار الغزیرة; وأحکام الناس بهذا الشأن ستکون متنوعة. فأولئک الذین یجرف السیل بیوتهم ومزارعهم سیتحدثون بلوعة قائلین: إنّی لأجهل سبب هذا البلاء الذی أصابنی ! أمّا أولئک الذین کانت مزارعهم تعانی من شحة المیاه أو تحتاج بعض محاصیلهم لمزید من المیاه، وقد امتلأت ترعهم وجداولهم بالمیاه فلسان حالهم یقول: یالها من نعمة فضیلة، لقد أفاض الله علینا لطفاً وعنایة ! والواقع لو تأملنا جمیعاً تأثیرات ذلک المطر لعدوه جمیعاً «أمطار رحمة» لا غضب الطبیعة.

أضف إلى ذلک فإنّ بعض أنواع البلاء نعمة کبیرة نجهل حقیقتها ونغفل عنها، فبعض الأمراض التی تصیب الإنسان مرّة فی حیاته إنّما تحصنه عادة من الإصابة به ثانیة. فلو نظرنا إلى المرض فی ذات اللحظة لاعتبرناه بلاءً، بینما لو أخذنا بنظر الاعتبار انعکاساته علینا باقی عمرنا لرأیناه نعمة. ولعل الفلسفة التی نفهمها من ظهور البلاء یتمثل فی إدراک النعمة. فلا أحد یدرک أننا نغرق فی بحر من النعم الإلهیّة، لکننا لا ندرک أغلب هذه النعم، اللّهم أن نسلب تلک النعمة لبعض الوقت. أفرض أنّ المرض انعدم من العالم، کیف یمکننا أن ندرک نعمة الصحة والعافیة ! ولو لم یکن لهذه الأرض حرکة موضعیة فهل کانت ستشهد من قرار ! ولو لم یقع الجفاف أحیاناً، فهل کان یسعنا الوقوف على دور المطر فی الحیاة !وبناءً على ما تقدم وبغیة لفت انتباه الإنسان إلى النعم التی لا تعد ولا تحصى فتشده إلى الله، إنّما

تشهد أحیاناً بعض التغییرات لتقودنا إلى إدراک تلک الحقائق. هذه التغییرات الطفیفة والمؤقتة هی التی نصطلح علیها بالبلاء. أولیس فی هذا البلاء عبرة لمن اعتبر؟ وهل یبدو من العجیب أن ننعت هذا البلاء بأنّه نعمة ورحمة. وأمّا لماذا یشمل هذا البلاء بعض المناطق دون الأخرى... ولا تطال بعض الناس...؟ لابدّ من الإلتفات هنا إلى أنّ هنالک سلسلة من القضایا الطبیعیة تقف وراء ظهور البلاء، فإذا ما توفرت بعض الظروف یظهر البلاء.

فقد جاء فی بعض الروایات أن أحد شرائط نزول البلاء شیاع بعض الذنوب بین الناس، فنحن نقرأ فی دعاء کمیل: «اللهم اغفر لی الذنوب التی تغیر النعم، اللّهم اغفر لی الذنوب التی تنزل البلاء...». وقال تبارک وتعالى فی محکم کتابه الکریم: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِیبَنَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْکُمْ خَاصَّةً)(1).


1. سورة الأنفال، الآیة 25.

 

12-مفهوم البداء14-ما معنى القضاء والقدر؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma