یتصور البعض أو یلقّن نفسه بهذا المفهوم الزائف عن الشیعة، وهو أن الشیعة ظهرت إلى الوجود کمذهب وتیار إسلامی منذ زمن الصفویین أو بعد ذلک ولیس لهم امتداد تاریخی فی القرون السابقة.
ولکن یتضح بطلان هذا التصور بمجرّد إلقاء نظرة عابرة على ما ورد فی الروایات الإسلامیة وکتابات المؤرّخین ومن ذلک ما ورد فی الروایات الشریفة فی ذیل آیة «خیر البریّة» والتی تقدّم ذکرها وأن کلمة «الشیعة» ذکرت لأوّل مرّة على لسان الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله)وأراد منها أتباع علی بن أبی طالب (علیه السلام)، وعلى هذا الأساس فإنّ تاریخ ظهور الشیعة یتزامن مع تاریخ ظهور الإسلام وقد سبق ظهور هذا المذهب جمیع المذاهب الإسلامیة الاُخرى.
ومع الأخذ بنظر الإعتبار هذا الأمر یتّضح جیّداً أن بعض الأشخاص الذین یتحرکون من موقع الغفلة أو التغافل أو العناد على مستوى اتهام الشیعة والتعریض بهم بما تقدّم، هم بعیدون عن الحقّ والصواب ومشمولون لقول الشاعر :
وَإن کُنْتَ لا تَدْری فَتِلْکَ مُصِیبَةٌ *** وَإنْ کُنْتَ تَدْری فَالْمُصیبَةُ أَعْظَمُ
أی أن بعض العلماء من الفرق الإسلامیة إذا لم یکونوا یعلمون بهذه الأحادیث والروایات وغیر مطّلعین علیها فهذه مصیبة (بحیث إنّ الإنسان الذی یدّعی العلم یجهل هذه الروایات).
وإذا کانوا مطّلعین علیها ولکنهم ینکرونها ویتغافلون عنها من موقع العناد والتعصّب فمصیبتهم أعظم وأکبر.
إلهنا أحفظنا من التورط فی منزلقات التعصّب الأعمى وأبعدنا عن آثاره المشؤومة وعواقبه الوخیمة.
