التعبئة الکاملة والإستعداد التام

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
أبعاد البحثمن هم المؤمنون ؟

 لأجل توضیح مضمون آیة النصرة نرى من اللازم الحدیث عن آیات 60 ـ 63 من سورة الأنفال، وهی قوله تعالى :

 (وَاَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة وَمِنْ رِباطِ الْخَیْلِ).

 هذه الآیة الشریفة مطلقة وتستوعب جمیع الأمکنة والأزمنة والأدوار التاریخیة فی المجتمعات الإسلامیة، لأنها لا تتحدّث عن أسلحة معیّنة وخاصّة ینتهی مفعولها بانتهاء زمانها وتخرج من حیّز الإستعمال، بل ورد التعبیر بکلمة «قوّة» أی أن المسلمین یجب علیهم التهیؤ دائماً للأعداء والتسلّح بأنواع الأسلحة التی تثیر فیهم القوّة والقدرة على التصدی لأعداء الإسلام فیجب علیهم أن یتسلحوا بالأسلحة المتطورة ویجهّزوا جیوشهم بالأنظمة العسکریة المتقدمة، وکلمة «قوّة» تشمل مضافاً إلى الأسلحة الأشیاء الاُخرى التی تستخدم فی الحرب ضد الأعداء من قبیل : أجهزة الإعلام التی تعتبر فی العصر الحاضر سلاحاً فعّالاً یستخدم فی القضاء على روحیة العدو، کما أن هذه الکلمة تشمل أیضاً الاُمور الاقتصادیة والأخلاقیة والإجتماعیة کذلک، والخلاصة إنّها تطلق على کلِّ ما ینفع المسلمین فی جهادهم ضد العدو ویمکّن المسلمین من إجهاض محاولاته الرامیة إلى الإستیلاء على البلاد الإسلامیة والقضاء على الإسلام.

 (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّکُمْ وَآخَرینَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ یَعْلَمُهُمْ).

 فی هذا المقطع من الآیة الشریفة یتحدّث القرآن عن الهدف والغایة من تهیئة وسائل القوّة والسلاح للمسلمین، فالهدف من هذا التهیؤ والإستعداد لیس هو قتل الناس وتخریب العالم والإغارة على المساکین والمحرومین بل الهدف هو الدفاع المشروع فیجب تعبئة جمیع القوى والطاقات وتهیئة جمیع أنواع الأسلحة لکیلا یتجرأ العدو على الهجوم على البلد الإسلامی بل لا یدور فی ذهنه أن یهجم یوماً علیکم، لأن الظالمین والجبّارین متى ما وجدوا فرصة للهجوم والغارة على الضعفاء والدول الفقیرة والضعیفة فإنهم لا یجدون رادعاً أمامهم من العدوان والحرب، والقوّة العسکریة هی العامل الأساس لمنع هؤلاء من عدوانهم، ولذلک فإنّ رفع المستوى العسکری بإمکانه أن یخیف الأعداء، أی أعداء الله وأعداءکم، والعدو الظاهر والعدوّ الخفی والمستور، فالهدف من زیادة القوّة الدفاعیة والقدرة العسکریة یجب أن یکون من منطلق الدفاع المنطقی والمشروع أمام تعدّی الآخرین.

 (وَما تُنْفِقوا مِنْ شَیْء فِی سَبیلِ اللهِ یُوَفَّ إلَیْکُمْ وَاَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ).

 بلا شک فإنّ تقویة البنیة الدفاعیّة للبلد الإسلامی ورفع مستوى القوّة العسکریة لجیش الإسلام واستخدام مختلف الأسلحة المتطورة ورفع المستوى الفنی، الإقتصادی، الإعلامی، الأخلاقی، الإجتماعی وأمثال ذلک رغم أنه یحتاج إلى رصید مالی ضخم وکبیر ولکن یجب على المسلمین تأمین هذه النفقات فکلّما ینفق فی هذا السبیل وفی خطّ تقویة الإسلام والبلد الإسلامی فإنّ الله تعالى سیعیده إلیکم وسوف لا تتضررون من ذلک حتماً.

 (وَاِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَکَّلْ عَلَى اللهِ اِنَّهُ هُوَ السَّمیعُ الْعَلیمُ).

 فرغم أن المسلمین ینبغی علیهم تعبئة جمیع طاقاتهم ورفع مستواهم العسکری والنظامی ولکن إذا أراد العدو یوماً أن یمدّ إلیکم ید الصلح فعلى المسلمین أن یقبلوا بذلک ولا ینبغی علیهم الإصرار على الحرب، فهذه الآیة الشریفة تعتبر جواباً قاطعاً لبعض الأبواق الإستعماریة التی تصر على أن الإسلام دین السیف ویدعو إلى الحرب دائماً، فإنّ الإسلام إذا کان دین الحرب فلا معنى لأن یدعو إلى الصلح ویفرض على المسلمین أن یصافحوا الید التی تمتد إلیهم بالصلح والسلم.

 ثمّ إنّ الله تعالى یحذّر المسلمین :

 (وَاِنْ یُریدُوا اَنْ یَخْدَعُوک فَاِنَّ حَسْبَکَ اللهُ هُوَ الَّذِی اَیَّدَکَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنینَ).

 فرغم أن الإسلام یدعو إلى الصلح ویأمر المسلمین کذلک أن یستجیبوا لدعوات الصلح التی تصدر من العدو ولکنه یحذّر المسلمین أن یأخذوا جانب الحیطة والحذر من مکر الأعداء وخدعهم، فحتّى فی حال الصلح یجب على المسلمین أن یحتفظوا بقوّتهم العسکریة وقدرتهم الدفاعیة بأعلى المستویات لکیلا یطمع فیهم العدو ویستغل هذه الفرصة فی أجواء الصلح ویهاجم المسلمین على حین غرّة، فقد یکون طلبه للصلح بسبب أنه وجد نفسه ضعیفاً ویرید أن یجدد قواه ویزید من قدراته العسکریة فیقترح على المسلمین الصلح
الکاذب ویشغلهم مدّة لمحادثات الصلح حتّى یتهیأ من جدید لانزال ضربة قاصمة بالمسلمین، ولکنّ المسلمین إذا تحرکوا فی أجواء الصلح من موقع الحذر والإحتیاط واحتفظوا بقواهم العسکریة فإنهم سیأمنون من کید العدو، الإمام علی (علیه السلام)یوصی قائده الشجاع مالک الأشتر فی عهده له بأن یستغل أیة فرصة للصلح مع العدو ولکنه یحذّره من مکر الأعداء ویقول :

 «ولا تدفعنّ صلحاً دعاک إلیه عدوّک ولله فیه رضى... ولکن الحذر کلّ الحذر من عدوّک بعد صلحه، فإنّ العدوّ ربّما قارب لیتغفّل فخذ بالحزم، واتّهم فی ذلک حسن الظّن».(1)

 ثمّ إنّ الله تعالى فی ختام الآیة الشریفة یقول للنبی الکریم (صلى الله علیه وآله) بأن الله تعالى سیکفیک مکرهم فی هذه الصورة فهو الذی أیّدک بنصره وبالمؤمنین :

 (وَاَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ لَو اَنْفَقْتَ ما فِی الاَْرْضِ جَمیعاً ما اَلَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَلکِنَّ اللهَ اَلَّفَ بَیْنَهُمْ اِنَّهُ عَزیزٌ حَکیمٌ).

 فلیس بإمکانک أن تؤلف بین قلوب العرب والقبائل العربیة المتنازعة والمتعادیة بأدوات المال والقوّة وأمثالها فلو أنک أنفقت علیهم جمیع ثروات الأرض لم تتمکن من تألیف قلوبهم ولکنّ الله تعالى هو الذی ألّف بینهم، وهذه نعمة عظیمة علیک وعلى المسلمین.

 إنّ الآیات الأربع المذکورة آنفاً تحتاج إلى أبحاث معمّقة ودراسات کثیرة لاستکشاف مضامینها واستجلاء معانیها ولکننا نکتفی بهذا المقدار ونصرف النظر إلى مباحث اُخرى.


1 . نهج البلاغة : الکتاب 53.

 

أبعاد البحثمن هم المؤمنون ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma