الإشکال الخامس : لماذا تعود الضمائر فی الآیة إلى الجمع ؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
الإشکال الرابع : إنّ هذا العمل لا ینسجم مع حضور القلبالإشکال السادس : ماذا تعنی ولایة الإمام علیّ (علیه السلام) فی حیاة النبی (صلى الله علیه وآله) ؟

 وکما تقدّم فی الآیة الشریفة أنها تقرر الولایة لثلاث طوائف، وفی الثالثة تعود الضمائر فی الأفعال واسم الموصول إلى الجمع کما فی قوله :

 1 ـ الَّذین 2 ـ آمنوا 3 ـ الّذین 4 ـ یقیمون 5 ـ یؤتون 6 ـ هم 7 ـ راکعون.

 فالکلمات السبعة المذکورة فی الآیة تتناسب مع الجمع، ومعنى هذه الکلمات هی أن هناک أشخاصاً متعددین قد تصدّقوا على الفقیر فی حال الرکوع فی حین أن جمیع الروایات تذکر الإمام علیّ (علیه السلام) فقط کمصداق للآیة الشریفة حیث تصدّق بخاتمه على الفقیر فی حال الرکوع وبالالتفات إلى هذا المطلب فهل هناک روایات اُخرى وردت فی شأن نزول الآیة الشریفة تتناغم مع أجواء الآیة ؟ ومن الواضح أنه لو کان هناک اختلاف وتباین بین الآیة الشریفة والروایات التی تتحدّث فی شأن نزولها فلابدّ من الإعراض عن الروایة أو الروایات والعمل بمضمون الآیة الشریفة. إذن فالتعارض المذکور بین الآیة الشریفة والروایات المذکورة یتسبب فی عدم اعتبار هذه الروایات.

 الجواب : إنّ العلماء والمفسّرین من أهل السنّة قد أجابوا على هذا الإشکال فالفخر الرازی یقول فی الجواب على هذا السؤال :

 «إنّ الجمع یطلق أحیاناً على المفرد للاحترام وعلى سبیل التعظیم والآیة مورد البحث من هذا القبیل»(1).

 ویذکر الآلوسی فی روح المعانی جواباً آخر ویقول :

 «قد یستعمل الجمع فی المفرد لبیان عظمة الشخص تارة، ولبیان عظمة العمل اُخرى، وهذا مشهور فی لغة العرب ولکن بما أن هذا الإستعمال على سبیل المجاز فیحتاج إلى قرینة»(2).

 وأمّا جوابنا على هذا السؤال فهو :

 أوّلاً : أنه کما رأینا أن استعمال صیغة الجمع بدل المفرد قد یکون متداولاً لبیان احترام المخاطب وبیان عظمته، وفی الآیة مورد البحث قد ورد مثل هذا الإستعمال فی سیاقها والقرینة على مجازیة هذا الإستعمال الوارد فی الآیة هو أن أیّ واحد من العلماء حتّى المتعصبین من أهل السنّة لا یرون غیر الإمام علی (علیه السلام)مصداقاً لها والذی تصدّق بخاتمه فی حال الرکوع، وهذا هو أفضل قرینة على استعمال لفظ الجمع فی مورد المفرد.

 ثانیاً : هناک موارد کثیرة وردت فی القرآن الکریم واستعملت فیها صیغة الجمع للمفرد، وکمثال على ذلک نکتفی بذکر سبعة موارد منها :

 1 ـ نقرأ فی الآیة 215 من سورة البقرة قوله تعالى :

 (یَسْئَلُونَکَ مَاذَا یُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَیْر فَلِلْوالِدَیْنِ وَالاَْقْرَبِینَ وَالْیَتامى وَالْمَساکِینَ وَابْنِ السَّبِیلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَیْر فَاِنَّ اللهَ بِهِ عَلِیمٌ).

 ففی هذه الآیة الشریفة وردت جملة «یسألونک، ینفقون، انفقتم وما تفعلوا» بصورة الجمع، وفی البدایة یظهر من الآیة أن جماعة من المسلمین طرحوا السؤال المذکور ولکن طبقاً لشأن نزول الآیة فلم یکن السائل سوى شخص واحد واسمه «عمرو بن جموح»(3)الذی کان رجلاً ثریاً، وعلیه ففی هذه الآیة الشریفة ورد لفظ الجمع واستعمل فی المفرد إما على أساس بیان عظمة هذا العمل وهو الانفاق أو بیان الاحترام للسائل وهو عمرو بن جموح.

 ملاحظة : إنّ الموضوع الملفت للنظر فی هذه الآیة الشریفة هو أن الله تعالى فی مقام جوابه على سؤال عمرو بن جموح ذکر مطلباً آخر لأن عمرو سأل عن نوع المال الذی یجب انفاقه، والله تعالى تحدّث عن الأشخاص الذین یجب الإنفاق علیهم، فعلیه فمثل هذا الجواب یبین أهمیة مصرف الإنفاق وأن الإنسان یجب أن یهتم بالدرجة الاُولى بأبیه واُمّه وأقربائه ثمّ یتوجّه إلى الآخرین فی عملیة الإنفاق.

 2 ـ یقول سبحان وتعالى فی الآیة 274 من سورة البقرة :

 (الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّیْلِ وَالنَّهارِ سِرّاً وَعَلانِیَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلا هُمْ یَحْزَنُونَ).

 ففی هذه الآیة الشریفة نقرأ عبارات من قبیل «الّذین، ینفقون، أموالهم، فلهم، أجرهم، ربّهم، علیهم، هم، یحزنون» فکلّها جاءت بصیغة الجمع ولکنّ الکثیر من المفسّرین قالوا بأن المراد منها هو الإمام علی بن أبی طالب (علیه السلام) الذی کان ینفق باللیل والنهار وسرّاً وعلانیةً، وطبقاً لروایة واردة فی هذا المجال أن الإمام کان یمتلک أربعة دراهم فتصدّق بأحدها لیلاً وبالآخر نهاراً وبالثالث علانیة وبالرابع سرّاً فنزلت الآیة أعلاها لتشیر إلى شأن هذا الإنفاق(4).

 سؤال : هل یعقل أن تنزل آیة قرآنیة على بعض الأعمال الجزئیة من قبیل إنفاق أربعة دراهم ؟

 الجواب : إنّ المهم فی نظر الإسلام هو کیفیة العمل لا مقداره، وعلیه فإذا کان العمل قد أتى به المکلّف بإخلاص بالغ فیمکن أن تنزل آیة قرآنیة حتّى على إنفاق أقل من أربعة دراهم ولو أن شخصاً أنفق جبلاً من ذهب ولکن لم یکن یتزامن مع الإخلاص والتوجّه القلبی إلى الله تعالى فلیس له أیة قیمة ولا تنزل فی حقّه آیة شریفة.

 3 ـ ونقرأ فی الآیة 173 من سورة آل عمران :

 (الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إیماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَکِیلُ).

 هذه الآیة الشریفة نزلت فی حرب اُحد عندما تخلّف بعض المسلمین عن امتثال أمر رسول الله (صلى الله علیه وآله) وترکوا مواقعهم واشتغلوا بجمع الغنائم الحربیة فاستفاد الأعداء من هذه الفرصة ومن غفلة المسلمین وداروا حول جبل اُحد وهجموا على المسلمین من ورائهم وحققّوا نصراً کبیراً على المسلمین وقتلوا سبعین مسلماً فی تلک الواقعة.

 إن الکفّار والمشرکین لم یقنعوا بهذا النصر على المسلمین فعندما کانوا یعودون إلى مکّة قال أحدهم : نحن الذین حقّقنا هذا النصر فلماذا لم نقتل محمّداً لنختم على هذه الدعوة الجدیدة ونقلعها من جذورها ؟ فإذا لم نفعل ذلک فی هذا الیوم فالإسلام والمسلمین سوف یزدادون قوّة ویتفوّقون علینا فی المستقبل.

 وقد أثر کلامه هذا فی أفراد جیش المشرکین وعزموا على العودة إلى المسلمین وقتالهم، ولکن کان بینهم شخص یدعى «نعیم بن مسعود» أو «معبد الخزاعی» الذی لم یقبل باستمرار القتال وقبل أن یصل الکفّار إلى المسلمین أخبر هذا الشخص المسلمین بعزم الکفّار وتصمیمهم على القتال فخاف من ذلک بعض المسلمین واصابهم الرعب وقالوا : إننا قد خسرنا المعرکة وکنّا أقویاء وسالمین ولکن الآن وبعد الهزیمة وکثرة القتلى والمجروحین کیف یمکننا الوقوف أمام جیش الکفّار، ولکن بعضاً آخر من المسلمین قالوا : «نحن لسنا على استعداد فقط لقتالهم بل سوف نذهب إلیهم ونتحرک لقتالهم مع المجروحین من جیش الإسلام، فعندما فهم الأعداء ذلک وأن المسلمین توجّهوا إلیهم مع المجروحین منهم دبّ فی قلوبهم الخوف والرعب وقنعوا بذلک المقدار من النصر وانصرفوا عن قتال المسلمین مرّة اُخرى.

 الآیة الشریفة أعلاها تتحدّث عن هذه الواقعة وتعبّر عن «نعیم ابن مسعود» أو «معبد الخزاعی» الذی أبلغ المسلمین بعزم الکفّار بکلمة «الناس» فی حین انه لم یکن سوى نفر واحد ولکن بما أن عمله هذا کان عظیماً للغایة، فلأجل بیان أهمیة هذا العمل ذکرت الآیة الشریفة کلمة الجمع بدل المفرد.

 4 ـ یقول تعالى فی الآیة 61 من سورة آل عمران :

 (فَمَنْ حاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جائَکَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْنائَنا وَأَبْنائَکُمْ وَنِسائَنا وَنِسائَکُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْکاذِبِینَ).

 هذه الآیة الشریفة نزلت فی واقعة المباهلة، ففی هذه الواقعة کما هو معروف لدى الجمیع أن النبیّ الأکرم (صلى الله علیه وآله) جاء مع علیّ وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام)لمیدان المباهلة، والمراد من «أبْنائنا» فی الآیة الشریفة هم الحسن والحسین (علیهما السلام)والمراد من «نِسائنا» فاطمة الزهراء(علیها السلام) والمراد من «أَنْفُسَنا» علیّ بن أبی طالب (علیه السلام). وهکذا ترى أنها کلمات وردت بصیغة الجمع واُرید بها المفرد(5).

 5 ـ ونقرأ فی أول آیة من سورة الممتحنة قوله تعالى :

 (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّی وَعَدُوَّکُمْ أَوْلِیاءَ...).

 ذکر الکثیر من المفسّرین أن هذه الآیة الشریفة نزلت فی «حاطب ابن أبی بلتعة» وکان رجلاً واحداً واستعملت فی حقّه صیغة الجمع «الّذین، آمنوا، لا تتّخذوا، عدوّکم» وهذا یدلّ على العمل العظیم الذی أراد القیام به، وهو أن رسول الله (صلى الله علیه وآله)عندما عزم على فتح مکّة قام بسد المنافذ والطرق المؤدیة إلى مکّة لکی لا یصل خبر تجهیز جیش المسلمین إلى الکفّار والمشرکین فی مکّة لیتم الفتح بسهولة ویسر ومن دون إراقة دماء ولکن (حاطب) الذی کان یمتلک بعض المال والثروة فی مکّة قال فی نفسه : إننی لو أخبرت أهل مکّة عن استعداد جیش المسلمین لقتالهم فأضمن سلامة أموالی وأتمکن من إخراجها من أیدی المشرکین وکما یقول السیاسیون فی عصرنا الحاضر : «أربح امتیازاً».

 ولهذا کتب رسالته بهذا الغرض إلى رؤساء مکّة وسلّمها لأمرأة تدعى «سارة» لتوصلها إلى مکّة فاخفت الرسالة فی طیات شعرها وتوجهت إلى مکّة.

 فنزل جبرئیل وأخبر النبی (صلى الله علیه وآله) بالمؤامرة المذکورة فارسل الإمام علیّ (علیه السلام)وبعض الأشخاص لکشف هذه المؤامرة، فتوجّهوا نحو المرأة المذکورة وأخیراً استطاعوا أن یکتشفوا الرسالة ویعودوا إلى المدینة، وهنا نزلت الآیة الشریفة فی توبیخ حاطب وقال بعض الأصحاب : دعنا نقتل حاطب ولکن النبی (صلى الله علیه وآله) الذی رأى حالة الندم على حاطب وکان من المجاهدین سابقاً واشترک فی حرب بدر عفى عنه وأطلقه(6).

 ففی هذه الآیة نرى أیضاً أن «حاطب» رجل واحد ولکنّ الآیة وردت بصیغة الجمع.

 6 ـ نقرأ فی الآیة 52 من سورة المائدة :

 (فَتَرَى الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ یُسارِعُونَ فِیهِمْ یَقُولُونَ نَخْشى أنْ تُصِیبَنا دائِرَةٌ...).

 حیث أمر النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) المسلمین بقطع علاقاتهم وروابطهم مع الکفّار والمشرکین ولکن أحد المنافقین وهو «عبدالله بن اُبی» قال : إذا قطعنا العلاقة معهم فإنّ حیاتنا ومعیشتنا ستتعرض للاهتزاز والإرتباک ونصاب بمشکلات عدیدة، فنزلت الآیة المذکورة فی شأن هذا المنافق(7).

 وهکذا نرى أن الشخص الذی کان یتحدّث عن ضرورة إبقاء الرابطة مع الکفّار والمشرکین شخص واحد، ولکن الآیة الشریفة وردت بصیغة الجمع «الّذین، قلوبهم، یسارعون، یقولون، نخشى وتصیبنا» وهذا یعنی أن استخدام صیغة الجمع فی حقّ المفرد لا بأس به.

 7 ـ ویقول تبارک وتعالى فی الآیة 8 من سورة المنافقین :

 (یَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِینَةِ لَیُخْرِجَنَّ الاَْعَزُّ مِنْهَا الاَْذَلَّ وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِینَ وَلکِنَّ الْمُنافِقِینَ لا یَعْلَمُونَ).

 الآیة أعلاها نزلت بعد غزوة بنی المصطلق فی السنة السادسة للهجرة فی منطقة «قدید» وکان هناک اختلاف بین أحد المهاجرین وأحد الأنصار فما کان زعیم المنافقین «عبدالله بن اُبی» إلاّ أن قال : أوقد فعلوها ؟ قد کاثرونا فی بلادنا، أما والله لئن رجعنا إلى المدینة لیخرجنّ الأعزّ منها الأذل(8).

 وهکذا نرى أن القائل لم یکن سوى رجلاً واحداً ولکن الآیة تحدّثت عنه بصیغة الجمع «یقولون، رجعنا».

 والنتیجة هی أن القرآن الکریم أورد فی هذه الآیات السبعة المذکورة آنفاً وفی آیات اُخرى أیضاً صیغة الجمع بدل المفرد، وهذا یدلّ على أن مثل هذا الإستعمال شائع فی أجواء الآیات القرآنیة.

 وعلى هذا الأساس فإنّ آیة الولایة إذا ذکرت صیغة الجمع فی حقّ المفرد وهو «علیّ بن أبی طالب» الذی تصدّق فی رکوعه فلا یوجد محذور فی مثل هذا الإستعمال بل یدلُّ على عظمة هذا العمل الذی قام به الإمام علی (علیه السلام).


1 . التفسیر الکبیر : ج 12، ص 28.
2 . روح المعانی : ج 6، ص 167.
3 . الکشّاف : ج 1، ص 257.
4 . الکشّاف : ج 1، ص 319.
5 . الکشّاف : ج 1، ص 368.
6 . الکشّاف : ج 4، ص 511.
7 . الکشّاف : ج 1، ص 643.
8 . انظر تفاصیل هذه القصة فی التفسیر الأمثل : ج 18، سورة المنافقین، الآیة 5، ص 356.

 

 

الإشکال الرابع : إنّ هذا العمل لا ینسجم مع حضور القلبالإشکال السادس : ماذا تعنی ولایة الإمام علیّ (علیه السلام) فی حیاة النبی (صلى الله علیه وآله) ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma