من هم أبناءنا، نساءنا، أنفسنا ؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
هل تحققت المباهلة ؟آیة سورة الدهر 4

 لا خلاف ظاهراً بیننا وبین أخوتنا من أهل السنّة فی أن المراد من «نساءنا» هو فاطمة الزهراء بنت رسول الله (علیها السلام) وکذلک اتّفق علماء الشیعة وأهل السنّة أن المراد من «أبناءنا» الحسن والحسین (علیهما السلام).

 وعلى هذا الأساس فإن المحور الأصلی فی هذا البحث یدور حول تفسیر کلمة «أنفسنا» ولذلک نرى من الضروری تفصیل البحث حول هذه العبارة.

 یقول القاضی نورالله الشوشتری فی کتابه القیّم «احقاق الحقّ» :

 أجمع المفسّرون على أن «أبناءنا» إشارة إلى الحسن والحسین (علیهما السلام) و«نساءنا» إشارة إلى فاطمة (علیها السلام) و«أنفسنا» اشارة إلى علی (علیه السلام).

 وذکر آیة الله العظمى المرعشی فی حاشیته على هذا الکتاب نقلاً عن ستین کتاباً «من کتب أهل السنّة» ما یؤید هذا المطلب(1)، والمفهوم من هذا الکلام واضح جدّاً بحیث ذکره أهل السنّة قاطبة فی کتبهم.

 ولکن مع الأسف نجد أن بعض مفسّری أهل السنّة وعلى الرغم جمیع هذه الروایات تورطوا بشراک التعصّب والتفسیر بالرأی فذکروا تفسیرات مدهشة لهذه الآیة الشریفة، ونکتفی هنا بذکر نموذجین منها :

 1 ـ یقول الألوسی فی «روح المعانی» بعد اعترافه بعدم وجود شخص آخر مع النبی (صلى الله علیه وآله)فی المباهلة غیر علی وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام) ومع تأکیده بأنه لا ینبغی لکلّ إنسان مؤمن الشک فی هذه المسألة یستعرض دلیل علماء الشیعة ویدّعی أن المراد من «أنفسنا» هو النبی نفسه، وأما الإمام علی فیندرج فی کلمة «أبناءنا» لأن العرب تطلق على الصهر کلمة الابن أیض(2).

 وجواب هذا الکلام واضح جدّاً، لأنه طبقاً لهذه الآیة الشریفة فإنّ النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) قد دعى : أبناءنا وأنفسنا ونساءنا، فلو کان المراد من «أنفسنا» هو النبی نفسه فماذا یعنی أن یدعو الإنسان نفسه إلى المباهلة ؟

 ونظراً إلى أن القرآن الکریم هو أفصح بیان فی اللغة العربیة فمن المسلّم أنه لا یذکر کلاماً غیر فصیح مثل هذا الکلام ولا یأمر النبی (صلى الله علیه وآله) بأن یدعو نفسه، إذن فالمراد من «أنفسنا» لا یمکن أن یکون هو النبی (صلى الله علیه وآله) نفسه قطعاً، مضافاً إلى أننا لم نقرأ فی کلام العرب أنهم یطلقون کلمة الإبن على الصهر، ومثل هذا الإستعمال غریب جدّاً ویحمل على المجاز البعید.

 ولا نستغرب من هذه التأویلات والآراء التی هی من إفرازات التعصّب الأعمى بحیث إن مثل هذا التعصّب قد یدفع الإنسان أحیاناً ومن أجل حفظ عقائده والدفاع عنها أن یفرض آراءه وعقائده هذه على القرآن الکریم.

 2 ـ والأعجب من ذلک من نراه من نظریة «محمّد عبده» فی تفسیر المنار، فعندما یصل إلى هذه الآیة یقول فی تفسیرها :

 الروایات متّفقة على أنّ النبی (صلى الله علیه وآله) اختار للمباهلة علیّاً وفاطمة وولدیهما ویحملون کلمة نسائنا على فاطمة وکلمة أنفسنا على علیٍّ فقط ومصادر هذه الروایات الشیعة ومقصدهم منها معروف(3).

 والواقع أن کلام محمّد عبده هذا عجیب جدّاً ومتناقض مع صدر الآیة وذیلها، لأنه ادّعى فی بدایة کلامه اتفاق الروایات على هذا المطلب ولکنه فی ذیلها ینسب هذا الرأی إلى الشیعة.

 ومضافاً إلى ذلک «کما تقدّم سابقاً» أنّ هذا الکلام مجانبٌ للصواب لأن أکثر الروایات المذکورة وخلافاً لمدّعاه مذکورة فی مصادر أهل السنّة.

 ونحن لا نملک فی مقابل هذا الکلام الواهی سوى إظهار التأسف.

 وعلى أیّة حال فإنّ آیة المباهلة کما تقدّم بیانه من الآیات المحکمة والصریحة التی تدلُّ دلالة واضحة على ولایة أمیرالمؤمنین (علیه السلام) وأبنائه الطاهرین (علیهم السلام).

 سؤال : صحیح أن آیة المباهلة تعد فضیلة کبیرة لأمیرالمؤمنین علیّ بن أبی طالب (علیه السلام)، ولکن ما هو ارتباطها بمسألة الولایة والإمامة لأمیرالمؤمنین حیث إن البحث هنا یتعلق بالآیات التی تتحدّث عن الولایة والإمامة ؟

 الجواب : رأینا فیما سبق أن المراد «أنفسنا» فی آیة المباهلة هو الإمام علیّ بن أبی طالب(علیه السلام)، وعندما یخاطب النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) ابن عمه الإمام علی (علیه السلام) بأنه «نفسه» فهل أن مقصوده من ذلک هو المعنى الحقیقی للنفس أو المعنى التنزیلی والإعتباری ؟

 لاشکّ أن المعنى الحقیقی غیر مقصود هنا، أی أن علی لیس هو النبیّ نفسه، إذن فالمراد من ذلک أن الإمام علیّ (علیه السلام) یتمتع بالفضائل والکمالات والمقامات المعنویة التی یتمتع بها الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله)، فهو کالنبی فی الشجاعة والرشادة والشهامة والتقوى والإیثار وسائر الکمالات والمقامات المعنویة الاُخرى، والنتیجة هی أن الإمام علی (علیه السلام)نازل منزلة النبی(صلى الله علیه وآله) فی المقامات والکمالات وتالی تلوه.

 ومع الإلتفات إلى هذا المطلب یتّضح أن الخلیفة بعد رسول الله (صلى الله علیه وآله) والذی لابدّ وأن یکون منصوباً من الله تعالى أو الاُمّة الإسلامیة هو الشخص الذی یحوز هذه المقامات ویکون مثل النبی فی سماته وکمالاته أو فی مرحلة دانیة منه.

 ألا ینبغی أن یکون الشخص الذی ینتخبه الناس لهذا المقام أو یکون منصوباً بالنصب الإلهی لهذا المقام کالنبی (صلى الله علیه وآله) فی فضائله وکمالاته وخاصة فی مسألة التقوى والعصمة ؟

 ومع فرض وجود مثل هذا الشخص ألا یکون قبیحاً لدى العقل انتخاب أشخاص آخرین لهذا المقام ؟

 وعلى هذا الأساس فإنّ انطباق کلمة «أنفسنا» على الإمام علی (علیه السلام) یؤدی إلى تجسیر العلاقة بین هذا المعنى وبین مفهوم الولایة والإمامة، وبذلک یتم إثبات الولایة لأمیرالمؤمنین.

 ربّنا : وفقنا لمعرفة قدر هذه النعمة العظیمة وهی ولایة أهل البیت (علیهم السلام) وارزقنا عنایتهم فی الدنیا وشفاعتهم فی العقبى.


1 . احقاق الحقّ : ج 3، ص 46.
2 . روح المعانی : ج 3، ص 189.
3 . المنار : ج 3، ص 322.

 

هل تحققت المباهلة ؟آیة سورة الدهر 4
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma