الخصائص الخمسة لأهل البیت (علیهم السلام)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
شأن النزولآیات الأجر والثواب

 إنّ أربعة آیات من الآیات الثمانیة عشر فی هذه السورة تتحدّث عن أصل العمل الذی قام به هؤلاء الأشخاص، وأربعة عشر آیة منها تتحدّث عن الأجر والثواب الإلهی الذی ینتظر هؤلاء، وفی البدایة نستعرض تفسیر الآیات الأربع منها حیث یشیر القرآن فیها إلى خمس خصال من فضائل ومناقب أهل البیت (علیهم السلام) :

 

 1 ـ الوفاء بالعهد

 (یُوفُونَ بِالنَّذْرِ) فأوّل عمل أخلاقی لهؤلاء هو الوفاء بالنذر بحیث ینبغی أن یکون هذا العمل اُسوة لسائر أتباعهم وشیعتهم، حیث نرى بعض أفراد الشیعة ینذرون فی حالة مواجهتهم للمصائب والبلایا والمشاکل ولکنهم عند زوال هذه البلایا والمشاکل ویحین وقت العمل بالنذر فإنهم یتحرکون من موقع التغافل وعدم الإهتمام، فتارةً یشککون فی صیغة النذر، واُخرى یترددون فی التنفیذ العملی للنذر، والخلاصة یمتنعون من الوفاء بالنذر بکلِّ ذریعة، کما هو الحال عندما یواجه الشخص خطراً محدقاً بحیث یکون احتمال بقائه على قید الحیاة قلیلاً جدّاً، فحینئذ یتوجه إلى الله تعالى بالنذر الثقیل ویعاهده على العمل به ثمّ یتفق أن ینجو من هذا الخطر، وعندها یتوجه هذا الشخص إلى مرقد الإمام الذی نذر له ذلک النذر ویقول مخاطباً له : أیّها الإمام، لقد نذرت فی تلک اللحظات الخطیرة نذراً ثقیلاً، فلماذا صدّقت بکلامی وطلبت من الله أن ینقذنی ؟

 أجل، إن بعض المسلمین هم مصداق الآیة الشریفة :

(فَإذا رَکِبُوا فِی الْفُلْکِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدّینَ فَلَمّا نَجّاهُمْ إلَى الْبَرِّ إذا هُمْ یُشْرِکُونَ)(1).

 ولکن أهل البیت (علیهم السلام) لم یکونوا کذلک، فهم لا یکتفون بالوفاء بالنذر فقط بل یوفون بجمیع تعهّداتهم والتزاماتهم الأخلاقیة ومسؤولیاتهم الإجتماعیة، لأن ذلک من علامات الإیمان(2) والمسلم الحقیقی یجب أن یتصف بهذه الصفة الأخلاقیة وهی الوفاء بالعهد والنذر حتّى لو کان ذلک بضرره.

 2 ـ الخوف من القیامة

 (وَیَخافُونَ یَوْماً کانَ شَرُّهُ مُسْتَطِیراً) والخصلة الثانیة من خصائص هؤلاء الأشراف والأولیاء هو أنهم یخافون من یوم القیامة، وطبعاً لیس ذلک بسبب خوفهم من احتمال أن یتوجه إلیهم ظلم بحقّهم بل یخافون من محکمة العدل الإلهیة لأن جمیع أعمال الإنسان الصغیرة والکبیرة ستعرض فی ذلک الیوم ویُحاسب علیها الإنسان کما ورد فی قوله تعالى (فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة خَیْراً یَرَهُ * وَمَنْ یَعْمَلَ مِثْقَالَ ذَرَّة شَرّاً یَرَهُ) وهذا هو الذی یخیفهم ویثیر فی أنفسهم الفزع والخشیة لأن ذلک الیوم یُحاسب الإنسان على ما قدّم وأخر، وفی تلک المحکمة الإلهیة سیحاسب الصغیر والکبیر، المرأة والرجل، الغنی والفقیر، العالم والجاهل، والخلاصة جمیع أفراد البشریة، فالإعتقاد بتحقّق ذلک الیوم المهیب یثیر فی الإنسان الخوف والرهبة.

 3 ـ معونة الفقراء والمساکین

 (وَیُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْکِیناً وَیَتِیماً وَاَسِیراً) الخصلة الثالثة التی ذکرتها هذه الآیات الشریفة لأهل البیت (علیهم السلام) والتی تعتبر محور هذا البحث هو مواساتهم للمساکین وتقدیمهم ید العون للمحرومین فی المجتمع الإسلامی، فهؤلاء الأولیاء بالرغم من احتیاجهم إلى الطعام نراهم یؤثرون الفقراء والمساکین على أنفسهم ویقدمون ما لدیهم من الطعام إلى المسکین والیتیم والأسیر، وفی هذه الآیة الشریفة إشارة إلى ثلاث طوائف من المحرومین والمحتاجین فی المجتمع :

 الف ـ «المسکین» وهذه الکلمة مشتقة من مادّة «سکون» أی الفقر والحاجة الشدیدة بحیث تدع الإنسان ساکناً وقابعاً إلى الأرض من شدّة الحاجة والفاقة، فیجب على المسلمین والمؤمنین أن یأخذوا بید هؤلاء المحرومین والفقراء والمساکین الذین لا یستطیعون أن یوفروا لأنفسهم وأهلهم ما یحتاجونه من أوّلیّات الحیاة والمعیشة، وأن یمدوا ید العون لهؤلاء المحرومین ویشارکوهم فی النعم التی یعیشون فیها ویواسونهم بها.

 ب ـ «الیتیم» وهو الطفل الذی فقد ولیه وأباه، فرغم أنّ الیتیم قد لا یکون محتاجاً من الناحیة المادیة ولکنه یعیش أزمة عاطفیة وهو فی أشد الحاجة إلى المحبّة والحنان من الآخرین، وقد ذکروا أنه فی إحدى الزلازل التی وقعت أخیراً وکثرت فیها الضحایا من أهالی المدینة أو القریة عثروا على صبی فقد خمسین شخصاً من عائلته وأرحامه کالأب والاُمّ والأخوات والاُخوة والأعمام والعمات والخالات وذریاتهم، والخلاصة أنه فقد جمیع أرحامه وأقربائه، فمثل هذا الشخص یعیش الحاجة الشدیدة إلى المحبّة والعاطفة وسوف ینهار حتماً إن لم یجد من یعوّضه عن هذه الخسارة المعنویة والروحیة.

 ج ـ «الأسیر» ومعناه واضح حیث یقال للشخص الذی ابتعد عن بیته ووطنه ومدینته وعاش فی بلد آخر غریباً ووحیداً، فیمکن للأسیر أن یکون ثریاً فی وطنه ولکنه بعد وقوعه فی الأسر فانه یستحق المساعدة والمحبّة.

 وعلى أیّة حال فإنّ الإنسان المؤمن والمسلم یجب أن یمد ید العون فی دائرة استطاعته وامکانیته إلى جمیع الأفراد المحرومین والمتضررین فی المجتمع، وفی هذا الزمان قد لا یوجد مصداق لأحد هذه الطوائف الثلاث المذکورة فی الآیة الشریفة، ولکن هناک طوائف اُخرى تعیش الفاقة والحاجة الشدیدة إلى المساعدة والمعونة، المرضى بالسرطان، والجذام والأمراض المزمنة الاُخرى، السجناء، البنات اللواتی فی سن الزواج ولکنهنّ محرومات من الذهاب إلى بیت العرس لفقدانهن الجهیزیة ووسائل المعیشة، وهناک طوائف اُخرى محتاجة أیضاً.

 فهل نحن نتحرک من موقع الإیثار والشفقة على هؤلاء المحرومین کما رأینا فی سلوک أهل البیت (علیهم السلام) ؟

 هل نعلم بحالة الجیران وما هم علیه من الفاقة والحاجة ؟

 هل نعلم بکیفیة معیشتهم وإفطارهم وسحورهم ؟

 هل نحن مطلعون على أحوال وأوضاع أرحامنا وأقربائنا ؟

 إذا کان جواب هذه الأسئلة بالنفی (والعیاذ بالله) هل یمکننا مع ذلک أن ندّعی بأننا من شیعة أهل البیت ؟

 4 ـ الإخلاص

 (اِنَّما نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِیدُ مِنْکُمْ جَزَاءً وَلاَ شَکُوراً) الفضیلة الرابعة للإمام علی وزوجته وطفلیه هی مسألة «الإخلاص» لله تعالى فی عملهم هذا، وهی فضیلة عظیمة جدّاً، حیث قالوا :

 إننا نتقدم إلیکم بهذه المساعدة والمعونة تقرباً إلى الله تعالى وطلباً لرضاه ومن دون أی دافع آخر من الدوافع الدنیویة ولذلک لا نطلب منکم شیئاً دنیویاً ولا نتوقع منکم حتّى الشکر.

 عندما نقرأ هذه الکلمات ونکررها فی أذهاننا هل یمکننا أن نتصور أن إنساناً من أفراد المجتمع یمکنه أن یدّعی هذا الإدعاء غیر الأولیاء ؟

 والأکثر من ذلک لو أن الطرف المقابل تحرک نحوهم من موقع الإهانة وتجاسر علیهم بدل أن یتقدّم إلیهم بالشکر فإن حالهم لا یتفاوت أبداً عن السابق.

 إنّ الإخلاص هو جوهر العمل الصالح، ولذلک أکد علیه الإسلام کثیراً وتقدّم إلى المسلمین بتعلیماته وتوصیاته أن یهتموا بکیفیة العمل لا بکمیته وعدده، أی أن رکعة واحدة یصلیها المسلم بإخلاص أفضل عند الله من ألف رکعة یصلیها بدون إخلاص.

 5 ـ الخوف من الله

 (إنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا یَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِیراً ) الخامس من خصائص هؤلاء هو : الخوف من الله تعالى.

 ولعلک تسأل : تقدّم فی الخصلة الثانیة أنهم یخافون من المعاد والقیامة وهنا نجد الخوف من الله تعالى فما هو الفرق بینهما ؟

 الجواب : لا یلزم أن یکون الخوف من الله تعالى متلازماً ومتزامناً مع الخوف من جهنم والقیامة والعذاب الاُخروی بل یمکن أن یعیش الإنسان الخشیة والهیبة من عظمة الله، فعندما یفکر الإنسان المؤمن بعظمة الله تعالى فإنّ الخوف والخشیة والمهابة تسری فی جمیع أرکان وجوده ومفاصل بدنه، ویکون حاله کما لو توجه لملاقاة شخصیة مهمة وأراد أن یقول له شیئاً، فمن المحتمل أن تستولی عظمة ذلک الشخص علیه فلا یستطیع النطق والکلام حینها رغم أن ذلک الشخص هو إنسان عطوف وحسن الأخلاق جدّاً، وعلیه فإنّ هذه الخصلة الخامسة تتفاوت مع الخصلة الثانیة والخوف من الله تعالى یراد به هنا الخوف من عظمة الله وکبریائه.


1 . سورة العنکبوت : الآیة 65.
2 . انظر الروایات الواردة فی هذا المجال فی کتاب میزان الحکمة : ج 1، ص 346، الباب 302.

 

شأن النزولآیات الأجر والثواب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma