معطیات آیة المودّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
ملاحظات مهمةمراتب المحبّة

 ماذا تعنی المودّة المذکورة فی الآیة الشریفة بعنوان أجر الرسالة ؟

 وماذا یفهم من حبُّ علی (علیه السلام) وذریته الطاهرین (علیهم السلام) ؟

 وفی مقام الجواب ینبغی القول أن المحبّة والمودّة على نحوین :

 1 ـ المحبّة الکاذبة والزائفة.

 2 ـ المحبّة الحقیقیة والواقعیة.

 ومن أجل توضیح المطلب بصورة جلیّة ینبغی التوغل إلى أعماق النفس ونرى الدافع لمثل هذه المحبّة والمودّة.

 فلماذا نحبّ الإمام علی ؟ هل لأجل أمواله، أو لأجل کمالاته الإنسانیة والمعنویة، أو لأجل علمه، أو لشجاعته، أو لکرمه وتقواه، أو لإیثاره وتضحیته، أو لجهاده وحمایته النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، أو لأجل اُمور اُخرى ؟

 إذا کنّا نحبّ الإمام علی لأجل القیم الأخلاقیة والمثل الإنسانیة التی کان یعتقد بها، فهل نشعر فی أنفسنا باشعاعة من تلک القیم الرفیعة ؟ فإن لم نشعر بذلک فمثل هذه المحبّة والمودّة کاذبة وزائفة، وإن کانت فینا بارقة من هذه القیم والمُثل الإنسانیة فإنّ المودّة هنا تکون حقیقیة وواقعیة.

 ینبغی أن نمتحن أنفسنا بهذا المعیار والملاک ونتحرک نحو تشخیص نوع المحبّة والمودّة فینا نحو الإمام علی بهذا المقیاس لکی لا نعیش التوهم الزائف وندّعی کذباً حبُّ علی بن أبی طالب، ولو کنّا نعیش مثل هذه المحبّة الزائفة فعلینا تغییرها والسعی نحو التحلّی بالمحبّة من النوع الثانی ونتحرک فی سبیل تقویتها وترشیدها.

 إنّ أحد القیم التی کان أمیرالمؤمنین (علیه السلام) ملتزماً بها بشدّة هی تقدیم الضابطة على الرابطة، والمثال على ذلک هو قصّة الحدیدة المحماة التی سمعتموها مراراً، ولکن لا بأس باستعراضها مرّة اُخرى :

 عندما وصلت الخلافة إلى الإمام علی (علیه السلام) بعد سنوات من السکوت والمظلومیة والجلوس فی البیت جاء إلیه أخوه عقیل، وکان فقیراً ومعیلاً، من المدینة إلى الکوفة لعلّه یحصل على نصیب أوفر من بیت المال، وکان الإمام حینذاک یتناول عشاءه على سطح البیت لشدّة حرارة الجوّ فی مدینة الکوفة ولکنّ عشاءه لم یکن شبیهاً بعشاء السلاطین والاُمراء ولذلک لم یشارکه عقیل فی تناول العشاء وقال لأخیه :

 أعطنی ما أقضی دینی وعجّل سراحی حتّى أرحل عنک، قال : فکم دینک یا أبا یزید ؟ قال : مائة ألف درهم، قال : لا والله ما هی عندی ولا أملکها ولکن اصبر حتّى یخرج عطائی فاواسیکه ولولا أنّه لابدّ للعیال من شیء لأعطیتک کلّه، فقال عقیل : بیت المال فی یدک وأنت تسوفّنی إلى عطائک ؟ وکم عطاؤک ؟ وما عساه یکون ولو أعطیتینه کلّه ؟ فقال : ما أنا وأنت فیه إلاّ بمنزلة رجل من المسلمین. وکانا یتکلمان فوق قصر الأمارة مشرفین على صنادیق أهل السوق فقال له علی : إن أبیت یا أبا یزید ما أقول فأنزل إلى بعض هذه الصنادیق فاکسر أقفاله وخذ ما فیه، فقال : وما فی هذه الصنادیق ؟ قال : فیها أموال التجار، قال أتأمرنی أن أکسر صنادیق قوم قد توکلّوا على الله وجعلوا فیها أموالهم ؟ فقال أمیرالمؤمنین (علیه السلام) : أتأمرنی أن أفتح بیت مال المسلمین فأعطیک أموالهم وقد توکلّوا على الله وأقفلوا علیها ؟ وإن شئت أخذت سیفک وأخذت سیفی وخرجنا جمیعاً إلى الحیرة فإنّ بها تجاراً میاسیر فدخلنا على بعضهم فأخذنا ماله، فقال : أوسارقاً جئت ؟ قال : تسرق من واحد خیر من أن تسرق من المسلمین جمیع(1).

 ثمّ إنّ الإمام علی (علیه السلام) أحمى حدیدة وقرّبها من ید أخیه عقیل فلمّا رأى عقیل أن أخاه غیر مستعد لخروج عن خطّ العدالة ولو للحظة واحدة نهض قائماً وغادر المکان.

 أین نجد فی تاریخ البشریة أن سلطاناً مقتدراً وبیده اختیار الخزانة یتصرف مثل هذا التصرف مع أخیه من أجل حفظ العدالة ؟

 إلهنا، وفقّ المسؤولین فی حکوماتنا الإسلامیة لیکونوا مثل أمیر الأحرار ویتحرکوا فی أداء مسؤولیاتهم من موقع تقدیم «الضوابط» على «الروابط».


1 . بحار الأنوار : ج 41، ص 113.

 

ملاحظات مهمةمراتب المحبّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma