وطبقاً للتفسیر المذکور آنفاً فإنّ الولایة لها جهتان :

 فمن جهة یتکفّل الولی والإمام والقائد للاُمّة الإسلامیة هدایة المسلمین ویجیب على أسئلتهم الدینیة ویقوم بتحصین الاُمّة من الأخطار والمؤامرات التی یحیکها الأعداء ویتحرّک على مستوى إقرار النظم والإنضباط فی المجتمع الإسلامی ویعید حقوق المستضعفین والمظلومین ویجری الحدود الإلهیة ویقیم فریضة الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر.

 ومن جهة اُخرى فإنّ الواجب على الناس هو السعی على مستوى الممارسة والنشاطات الفردیة والإجتماعیة لتجسید أقوال وسلوکیات وأفکار ذلک الإمام والقائد ویتحرکون فی خطاهم بموازاة خطوات الإمام وإلاّ فلا یمکن إدعاء الولایة للأئمّة المعصومین بمجرد الکلام فی حین أن الإنسان یرتکب أنواع الذنوب والخطایا.

 والملفت للنظر أن رئیس جهاز الساواک فی حکومة الشاه قال لی یوماً حین التحقیق معی : «اننی أعشق الإمام علی (علیه السلام) وأصرّح بحبّه وولایته ولکن إذا رأیت بعض الأشخاص الذین یخالفون الشاه فإنی مستعد أن أقتل ملیون شخص من هؤلاء». فهل أنّ مثل هذه السلوکیات والأفکار تتناغم وتنسجم مع ولایة أمیرالمؤمنین أو أنّها ولایة کاذبة وزائفة ؟

 أجل ! فإنّ الولایة الحقیقیة هی التی تعنی إنطباق جمیع الأعمال والأقوال والأفکار على أعمال وأقوال وأفکار المعصومین (علیهم السلام).