(یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَکُونُوا مَعَ الصّادِقِینَ) نرى فی هذه الآیة الشریفة أن الله تعالى یخاطب المؤمنین والمسلمین ویأمرهم بأمرین :
الأوّل : أن یلتزموا بتقوى الله تعالى والتی تعدُّ أهم رأس مال المؤمن ومیزان القرب من الله تعالى، وکلّما ازدادت حالة التقوى فی السالک إلى الله فإنه سیکون أقرب إلى الله تعالى، وکلّما قلّ منسوب التقوى فی الإنسان کان ذلک علامة على ابتعاده من الله تعالى حیث نقرأ فی الآیة 13 من سورة الحجرات :
(یا أَیُّهَا النّاسُ إنّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَر وَاُنْثى وَجَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللهِ اَتْقاکُمْ إنَّ اللهَ عَلیمٌ خَبِیرٌ).
ونقرأ فی الآیة 63 من سورة مریم أن التقوى هی بمثابة جواز عبور الإنسان على الصراط ودخوله الجنّة :
(تِلْکَ الْجَنَّةُ الَّتِی نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ کانَ تَقِیّاً).
فالتقوى فی نظر الإسلام مهمة فی عملیة الصعود بالإنسان إلى مدارج الکمال وتعنی أن یعیش الإنسان الخوف والخشیة من الله تعالى بحیث یدفعه ذلک إلى اجتناب الذنوب ولا یحتاج معها إلى ضوابط خارجیة.
الثانی : هو أن الله تعالى یأمر المؤمنین فی هذه الآیة الشریفة أن یکونوا مع الصادقین.