السابقون فی الإسلام

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
أبعاد البحثأوّل رجل مسلم

 (وَالسّابِقُونَ الاَْوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرینَ وَالاَْنْصارِ وَالَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِاِحْسان) فی هذه الآیة الشریفة یحدّثنا القرآن عن ثلاث طوائف :

 الطائفة الاُولى : «المهاجرون» وهم المسلمون الذین أسلموا فی مکّة المکرمة وواجهوا ضغوطاً کبیرة من المشرکین وأعداء الدین، وعندما هاجر النبی (صلى الله علیه وآله) إلى المدینة هاجروا معه لإنقاذ أنفسهم من تلکم الضغوط وأشکال الأذى والتعذیب ولغرض تقویة الدین الجدید، فترکوا بیوتهم وأموالهم وأراضیهم وأقوامهم وقبیلتهم والخلاصة ترکوا کلّ شیء وهاجروا إلى المدینة بأیدی خالیة، وهناک واجهتهم أخطار کثیرة، فمن جهة خطر المشرکین فی مکّة الذین کانوا بصدد الإنتقام منهم وقتلهم، ومن جهة اُخرى عدم وجود العمل المناسب وکذلک حالة الغربة وأجواء الوحدة والبعد عن القوم والوطن وأمثال ذلک من الأخطار والتبعات المترتبة على الهجرة، ولکنّ هؤلاء المسلمین الحقیقیین استقبلوا هذه الأخطار وهاجروا إلى المدینة، وقد کان البعض منهم یمر بحالة اقتصادیة سیئة للغایة بحیث کانوا ینامون فی «الصفّة» إلى جانب مسجد النبی وهم المعروفون بأصحاب الصفّة حیث کانوا یقضون لیلهم ونهارهم فی ذلک المکان ولم یکن لدیهم ممّا یقیم أودهم إلاّ القلیل جدّاً ومع ذلک کانوا على استعداد دائم لتقدیم الخدمات للإسلام متى حلّت الحاجة إلیهم.

 الطائفة الثانیة : «الأنصار» وهم المسلمون الذین دخلوا الإسلام فی المدینة واستجابوا لدعوة الرسول إلى الإسلام ودعوه لیهاجر إلیهم وأبدوا استعدادهم لبذل کلِّ إمکاناتهم فی سبیل الإسلام، هؤلاء استقبلوا المهاجرین الذین هاجروا إلیهم من مکّة ووضعوا بیوتهم وکلُّ ما یملکون تحت اختیارهم وتعاملوا معهم کاُخوة لهم، وطبعاً هؤلاء بذلوا کلَّ جهدهم وآثروا المهاجرین على أنفسهم رغم أن الوضع المالی لبعضهم لم یکن على ما یرام.

 الطائفة الثالثة : «التابعون» وهم المسلمون الذین جاءوا إلى الدنیا بعد المهاجرین والأنصار وسلکوا مسلکهم وتحرکوا مثلهم فی خطّ الإیمان والرسالة، وهؤلاء هم الذین یسمّون بـ «التابعین»(1) أی الذین اتبعوا الطائفتین السابقتین، وعلیه فطبقاً لهذا التفسیر یکون التابعون هم النسل الثانی للمسلمین ویشمل جمیع المسلمین إلى یوم القیامة فی کلِّ عصر ومکان، أی أن المسلمین فی الزمان الحاضر الذین تحرکوا فی خطّ نصرة الإسلام والهجرة نحو رضا الله تعالى یصدق علیهم عنوان «التابعین» الذین ورد ذکرهم فی هذه الآیة الشریفة، لأنه کما تقدّم سابقاً أنّ الهجرة لا تختصّ بالمسلمین فی أوائل البعثة بل هی ممکنة فی کلِّ زمان ومکان، وتعنی الهجرة من أجواء الذنوب إلى أجواء الطاعة، ومن دائرة الرذائل إلى دائرة الفضائل، ومن الظلمات إلى النور.

 سؤال : ماذا تعنی مفردة «بإحسان» التی وردت فی الآیة الشریفة لوصف «التابعین» ؟

 الجواب : هنا یوجد احتمالان فی تفسیر هذه المفردة :

 الأوّل : أن لا یکون إتّباع المهاجرین والأنصار بالکلام فقط بل ینبغی أن یتجسّد فی الواقع العملی فی حرکة الإنسان، وبعبارة اُخرى أن یتّبع المسلم المهاجرین والأنصار بشکل جیّد ودقیق.

 الإحتمال الثانی : أن یتّبع الإنسان المهاجرین والأنصار فی أعمالهم الحسنة لا فی جمیع الأفعال والسلوکیات الاُخرى، لأنه کان بین المسلمین الأوائل بعض الأشخاص الذین کانوا یتحرکون فی حیاتهم الفردیة والإجتماعیة على خلاف تعلیمات النبی (صلى الله علیه وآله)وأحکام الإسلام.

 وخلافاً لما یراه أهل السنّة من عدالة وعصمة جمیع صحابة النبی(2) فنحن نعتقد أن الصحابة لیسوا معصومین جمیعاً، والآیة الشریفة أعلاه یمکنها أن تکون دلیلاً جیّداً على مقولة الشیعة، وعلیه فإنّ التابعین یجب أن یتبعوا المهاجرین والأنصار فی الأعمال الحسنة والأفعال الصالحة لا فی جمیع الأفعال والأقوال حتّى لو کانت على خلاف مسیر الحقّ.

 (رَضِىَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَاَعَدَّ لَهُمْ جَنّات تَجرِی تَحْتَهَا الاَْنْهارُ خالِدینَ فیهَا اَبَداً ذلِکَ الْفَوْزُ الْعَظیمُ) وهکذا نرى أن الله تعالى بعد أن ذکر هذه الطوائف الثلاث من السابقین فی الإسلام أثنى علیهم ومدحهم وبشّرهم بالثواب العظیم المادی والمعنوی.

 أمّا الثواب المعنوی فهو عبارة عن رضا الله تعالى عنهم ورضوانهم عن الله تعالى أیضاً، أما رضا الله عنهم فواضح لأنهم تحرکوا فی خطّ نصرة الإسلام والمسلمین وسلکوا طریق الهجرة والطاعة والعبودیة لله تعالى، وهذه الاُمور تستوجب رضا الله عنهم، والمراد من رضاهم عن الله تعالى هو أن الله فی عالم البرزخ ویوم القیامة یعطیهم کلَّ ما یریدون ویطلبون ویتحقّق بذلک رضاهم عنه.

 وأمّا المثوبات المادیة لهؤلاء فهی الجنّات التی تتصف بصفتین : أحدهما أن المیاه تجری تحت أشجارها دائماً، والاُخرى أن أهل الجنّة یمکثون فیها أبداً فلیس هناک خوف من انتهاء النعیم بل هم مخلدون فیها، وبلا شک فإنّ رضا الله عنهم ورضاهم عن الله تعالى وتمتعهم بالجنّات التی تجری من تحتها الأنهار تعدّ ثلاث مواهب عظیمة لأهل الجنّة بحیث لا یتصور فوز فوق هذا الفوز.


1 . مصطلح «التابعین» فی لسان أهل الحدیث یطلق على الأشخاص الذین لم یدرکوا رسول الله (صلى الله علیه وآله)ولکنهم أخذوا علومهم ومعارفهم من الصحابة، وهذا المعنى أضیق دائرة من المراد بالتابعین بصورة عامّة وهم کلّ من لم یدرک الرسول (صلى الله علیه وآله) إلى زماننا هذا.
2 . فی سفری الأخیر إلى مکّة المکرمة (عام 1422 هـ .ق) اقترح علیّ بعض علماء أهل السنّة فی مکّة المکرمة أن نعقد جلسة للحوار بیننا، ومن جملة البحوث التی طرحت فی تلک الجلسة بحث عدالة الصحابة حیث قلت لهم : إنکم تعتقدون بأن جمیع الصحابة عدول ومنزّهون عن ارتکاب الذنوب فی حین أنّ الصحابة هم الذین اشعلوا نار حرب الجمل والتی ذهب ضحیتها أکثر من 17 ألف من المسلمین، فمن المسؤول عن کلّ هذه الدماء ؟ وإذا کان سفک دم مسلم واحد یوجب دخول النار فکیف بدماء 17 ألف إنسان ؟
وقد أجاب بعض علماء أهل السنّة : إن طلحة والزبیر وعائشة بالرغم من کونهم السبب الأساس فی اشعال نار الحرب، إلاّ أنهم انسحبوا قبل بدء القتال ولم تتلوث أیدیهم بدماء المسلمین ! !
فقلت فی جوابهم : على فرض صحة هذا الإدعاء، فهل یکفی لمن اشعل نار الحرب أن ینسحب من المیدان وینقذ نفسه ویترک الآخرین یحترقون بنارها ؟ أو یجب علیه السعی لإطفاء نار الحرب والفتنة ؟ ! ثمّ سألتهم : لقد قتل فی حرب صفین حوالی مائة ألف نفر من المسلمین، فمن هو المسؤول عن ذلک ؟
قالوا : إن معاویة اجتهد فأخطأ ولا مسؤولیة علیه. فقلت : إذا کانت دائرة الإجتهاد واسعة إلى هذه الدرجة، إذن فلا ینبغی أن یطال العقاب أی مذنب أو مجرم لأنه أخطأ فی اجتهاده، فهل یقبل العقلاء هذا الکلام ؟ !

 

أبعاد البحثأوّل رجل مسلم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma