بالرغم من أن الآیة الشریفة کما أشرنا سابقاً، نزلت فی لیلة هجرة النبی (صلى الله علیه وآله)وفی شأن الإمام علی (علیه السلام)، ولکنها کسائر الآیات القرآنیة تتضمن حکماً کلیاً وعاماً، فمن حیث إن هذه الآیة تقع فی مقابل الآیة السابقة «وَمِنَ النّاس مَنْ یُعْجِبُکَ...» فیتضح جیداً أن هذه الطائفة من الناس التی تشیر إلیها هذه الآیة محل البحث تقع فی مقابل الطائفة السابقة، ویتمتع أفرادها بصفات وخصائص تقع فی النقطة المقابلة لصفات اُولئک وخصائصهم، فاُولئک أفراد یتسمون بالأنانیة والغرور والعناد والتکبّر ویتعاملون مع الناس بلغة النفاق والریاء ویتظاهرون أنهم إنما یریدون الإصلاح ویتحرکون فی خطّ الإیمان ظاهراً ولکنّ سلوکهم وأفعالهم لیس فیها سوى الإفساد فی الأرض وهلاک الحرث والنسل، ولکن هذه الطائفة فی آیة لیلة المبیت لا یتعاملون مع أحد سوى الله تعالى ولا یبخلون بشیء فی سبیله ولا یطلبون سوى رضاه ولا یرون العزّة والکرامة إلاّ تحت ظلّه وعنایته، ولذلک فإنّ أمر الدین والدنیا یتقوّم بتضحیة هؤلاء وحرکتهم الإصلاحیة فی خطّ الرسالة والمسؤولیة والحقّ والحقیقة(1).

 إنّ توصیة هذه الآیة الشریفة لجمیع المسلمین هو أن یخرجوا من أجواء الطائفة الاُولى ویدخلوا فی أجواء الطائفة الثانیة...

 وطبعاً لیس هذا بالأمر الهیّن.

1 . التفسیر الأمثل : ذیل الآیة مورد البحث.