وقد ذکر أحد علماء السنّة أنه :
«أنتم الشیعة یمکنکم إثبات جمیع اُصول الدین التی تعتقدون بها بواسطة الروایات الموجودة فی کتبنا، لأن کتبنا ومصادرنا الروائیة ملیئة بالروایات التی تؤید عقائدکم وآراءکم».
ثمّ أضاف یقول : «إنّ قدماءنا کانوا سطحیین وساذجین حیث کانوا ینقلون أیّة روایة تصل إلیهم فی کتبهم»(1).
ونحن نتعجب من هذا التناقض، لأنهم یذکرون بالنسبة إلى کتبهم ومصادرهم وخاصّة «الصحاح الستة» على مستوى التعریف والثناء والمدح :
«إنّ روایات هذه الکتب منتخبة بدقّة کبیرة وجمیع الروایات المذکورة فیها معتبرة لأنه أحیاناً یتمُّ انتخاب عدد قلیل من الروایات من بین ألف روایة»(2).
ألا یتناقض هذا الکلام مع کلام ذلک العالم السنّی المذکور آنفاً ؟ إنّ هذه الأشکال من التناقض هی نتیجة نوعیة التفکیر لدى الإنسان الذی یؤمن أوّلاً ثمّ یتوجه نحو الآیات والروایات الشریفة ویحاول إسقاط عقائده علیها، ولو أن الإنسان حضر مقابل الآیات والروایات وجلس متتلمذاً عندها ومستوحیاً من مضامینها ومرتویاً من منهلها فإنه سوف لا یواجه مثل هذا التناقض العجیب.