أظلم الناس !

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
أبعاد البحثمن هو «الذی جاء بالصدق» ومن «صدّق به» ؟

 (فَمَنْ اَظْلَمُ مِمَّنْ کَذَبَ عَلَى اللهِ وَکَذَّبَ بِالصِّدْقِ اِذْ جائَهُ) فهنا نرى نحوین من الکذب :

 1 ـ الکذب على الله. 2 ـ الکذب على رسول الله، ولاشکّ أن جمیع أنواع الکذب یُعتبر رذیلة أخلاقیة ومن الذنوب الکبیرة ولکن من الواضح أن الکذب على الله وعلى رسوله أقبح وأخطر أنواع الکذب وقد تترتب علیه إفرازات رهیبة ومعطیات مشؤومة.

 سؤال : ما هو الکذب الذی کان المشرکون ینسبونه إلى الله ورسوله (صلى الله علیه وآله) ؟

 الجواب : إنّ بعض أشکال الکذب للمشرکین هو :

 ألف ) إنهم کانوا یرون أن الملائکة بنات الله.

 ب ) کان البعض منهم یعتقدون بأن الله تعالى راض عن عبادة الأوثان ویرون أن الأوثان واسطة بینهم وبین الله تعالى لتشفع لهم عنده.

 ج ) بعض المشرکین کانوا یعتقدون بأن لله تعالى ولداً ویذهبون إلى أن المسیح ابن الله.

 د ) أحیاناً یحرّمون بعض الأشیاء ویحللون اُخرى وینسبون ذلک إلى الله تعالى کذباً وزوراً.

 هذه الاُمور وأمثالها من الأکاذیب کانوا ینسبونها إلى الله عزّوجلّ، وبما أنها تتزامن مع عدم التصدیق بالرسالات الإلهیة والأنبیاء الإلهیین والتحرّک فی حیاتهم الدنیویة على مستوى التصدّی للدعوة السماویة ومحاربة أهل الحقّ الذین أرسلهم الله تعالى لهدایة البشر فإنّ عملهم هذا یفضی فی النهایة إلى تکذیب الأنبیاء وإنکار دعوتهم الإلهیة، ولذلک کان هؤلاء الأفراد هم أظلم الناس لیس لأنفسهم فحسب بل ظلم لجمیع الناس ولجمیع الرسالات السماویة والکتب الإلهیة.

 أمّا ظلمهم لأنفسهم لأنهم أوصدوا أبواب السعادة والفلاح على أنفسهم بتکذیبهم هذا وسلکوا بأقدامهم فی خطّ الضلالة والإنحراف والباطل متجهین إلى جهنم.

 وأما ظلمهم للناس فذلک لأنهم عملوا على إضلالهم وقادوهم نحو وادی الشقاء والضلالة، فحالهم حال أهل البدع الذین قد تستمر بدعتهم وآثار عملهم القبیح آلاف السنین وأحیاناً إلى یوم القیامة بحیث إنهم لا یستطیعون جبران ما صدر منهم وإصلاح الخلل حتّى فی صورة الندم.

 أما ظلمهم للآیات الإلهیة والرسالات السماویة فکما ورد فی الآیة الشریفة 103 من سورة الأعراف حیث یقول الله تعالى :

 (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآیاتِنا إلى فِرْعَوْنَ وَمَلاَِیهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدینَ).

 وطبقاً لصریح هذه الآیة الشریفة فإنّ عدم قبول الآیات الإلهیة وإنکار الکتب السماویة ومعجزات الأنبیاء یعدّ نوعاً من الظلم لهذه الآیات الإلهیة لأنّ الإنسان عندما یتحرک لمنع الشیء القابل لهدایة الناس من التأثیر والفاعلیة، ففی الحقیقة إنه یرتکب ظلماً بحقّه، مضافاً إلى أنه ظلم الناس حقّهم فی الإستفادة منه، وعلیه فإنّ الأشخاص الذین یعملون على تشویه سمعة الإسلام أو یقومون بالإساءة إلى الإسلام من خلال أعمالهم القبیحة أو یتحرکون على مستوى تفسیر وتأویل قوانین الإسلام حسب رأیهم وأفکارهم فکلُّ ذلک من أشکال الظلم للإسلام.

 والخلاصة هی أن أظلم الناس هو الشخص الذی یکذب على الله وعلى رسوله، وعقوبة مثل هذا الشخص شدیدة جدّاً کما وردت فی الآیة الشریفة :

 (اَلَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْکافِرینَ) فإنّ مصیر مثل هذا الإنسان الظالم الذی ظلم نفسه ومجتمعه والآیات الإلهیة هو جهنم، فهی مثوى للکافرین، فهنا نرى أن الآیة الشریفة لا تصرّح ببیان عاقبة أظلم الناس بل طرحت المسألة على شکل سؤال واستفهام، وهذا بنفسه تعبیر دقیق ویحتاج إلى التأمل حیث إنّ مثل هذا المصیر ومثل هذه العقوبة لهؤلاء الأشخاص تکون متوقعة لدى جمیع الناس.

 (وَالَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ اُولئِکَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).

 أما الطائفة الثانیة فتقع فی النقطة المقابلة للطائفة الاُولى فهم الذین یصدّقون بمن جاء بالنبوّة الصادقة ویصدّقون کذلک برسالتهم فهؤلاء هم المتّقون، فرغم أن الآیة الشریفة لا تذکر مفردة «أتقى» ولکننا یمکننا أن نفهم بدلیلین أن هاتین الفئتین هم أتقى الناس : أحدهما بقرینة المقابلة مع الطائفة السابقة وهم أظلم الناس، أی أن الآیة عندما تجعلهم فی مقابل المکذّبین لله ورسوله وفی مقابل أظلم الناس فإنّ هؤلاء المصدّقین بالله ورسوله هم أتقى الناس حتماً، والآخر إنّ جملة «هم المتقون» تدلُّ على الحصر، وتعنی أن هؤلاء هم أهل التقوى فقط وهم المتقون الحقیقیون، وعلى هذا الأساس فإنّ المثوبات المقررة لهؤلاء المتقین فی القرآن الکریم تختص بهؤلاء الأشخاص الذین أشارت إلیهم هذه الآیة الشریفة مضافاً إلى ما یناله المتقون فی الجنّة من النعم والمواهب العامّة التی ینالها جمیع المؤمنین من أهل الجنّة فإنّهم یختصون بمواهب خاصّة ورد ذکرها فی الآیة التی بعدها :

 (لَهُمْ ما یَشاؤون عِنْدَ رَبِّهِم ذلِکَ جَزاءُ الْمحْسِنینَ).

 وهکذا نرى أن درجات ومقامات هؤلاء المتقین فی الآخرة إلى درجة من العظمة والسمو بحیث إنهم ینالون من المواهب ما لا یعدُّ ولا یحصى فکلُّ ما یریدون ویطلبون فإنهم سیحصلون علیه، وهذه النعمة لا یمکن أن یتصور فوقها شیء.

 

أبعاد البحثمن هو «الذی جاء بالصدق» ومن «صدّق به» ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma