الإتّباع العملی لأولیاء الدین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
اعتراف أحد علماء السنّة1 ـ لماذا لم یرد إسم الإمام علی (علیه السلام) فی القرآن ؟

 إنّ بیان فضائل ومناقب الأئمّة الأطهار (علیهم السلام) وخصوصیّاتهم الأخلاقیة والإجتماعیة والسیاسیة أمر جیّد وضروری ولکنه لا یکفی فی مقام الإعتقاد والإیمان بل ینبغی على الإنسان أن یجعلهم اُسوة وقدوة له فی ممارساته وسلوکیاته فی حرکة الحیاة والواقع الإجتماعی، وفی الآیات مورد البحث نقرأ ثلاثة اُمور بعنوان أنها أرکان الدین، وأن الإمام علی (علیه السلام) قد بلغ ما بلغ من المرتبة السامیة بسبب حرکته فی خطّ هذه الأرکان الثلاثة وهی : الإیمان، الهجرة، الجهاد فی سبیل الله بالمال والنفس. فإذا أردنا الإقتداء بالإمام علی (علیه السلام)وبأولیاء الدین فلابدّ من تجسید هذه الاُصول الثلاثة فی حیاتنا العملیة وإحیائها فی أعماق وجودنا وقلوبنا.

 ومن أجل تقویة الإیمان فی وجودنا هناک طریقان : الأوّل : مطالعة ودراسة الشیء الذی نؤمن به، مثلاً لأجل تقویة إیماننا بالله وتعمیقه فی قلوبنا لابدّ من النظر والتفکّر فی أسرار عالم الخلقة والسعی إلى زیادة الآفاق العلمیة فی أسرار الکون وآیات الکتاب السماوی کما یحثّنا القرآن دائماً على ذلک، والخلاصة هی أن تعمیق الإیمان بأی شیء یحتاج إلى دراسة ذلک الشیء والإنفتاح الفکری على تفاصیله.

 الثانی : هو طریق بناء الذات وتهذیب النفس وتطهیر القلب من شوائب التعلّقات الدنیویة، لأن الإیمان نور یشرق على قلب الإنسان، وکلّما کانت مرآة القلب صافیة وشفافة انعکس النور علیها بصورة أفضل، فلو کان القلب ملوثاً بالخطایا والذنوب فإنّ مرآة القلب لا تعکس نور الإیمان حینئذ بصورة جیّدة.

 وأما بالنسبة إلى الهجرة فقد یتصور البعض أن هذا الأصل المهم فی أجواء الدین السماوی خاصٌّ بالمسلمین فی صدر الإسلام، وبعد هجرة المسلمین إلى المدینة انتهى عهد الهجرة فی حین أن روایات أهل البیت (علیهم السلام) تقرر خلاف هذا المطلب، حیث نقرأ فی الروایة الواردة عن الإمام علی (علیه السلام)قوله :

 «اَلْهِجْرَةُ قائِمَةٌ عَلى حَدِّها الاَْوَّل».(1)

 وتأسیساً على هذا فإنّ الهجرة مستمرّة کالإیمان والجهاد إلى یوم القیامة، والواجب على المسلمین أن یهاجروا فی مختلف الظروف والأحوال، وطبعاً ففی الکثیر من الحالات یختلف شکل الهجرة، ولذلک نقرأ قول الإمام علی (علیه السلام) :

 «یَقُولُ الرَّجُلُ هاجَرْتُ وَلَمْ یُهاجِرْ، اِنَّمَا الْمُهاجِرُ مَنْ هاجَرَ السَّیِّئاتِ وَلَمْ یَأْتِ بِها»(2).

 أجل، فالمهاجر الحقیقی هو الشخص الذی ترک القبائح والرذائل والذنوب وتحرّک فی خطّ الطاعة والعبودیة والتقوى وهاجر من السیئات إلى الحسنات والأعمال الصالحة، والمهاجر الواقعی هو الشخص الذی یهجر أصدقاء السوء ورفاق مجالس البطالین والملوثین بالذنوب ویبتعد عنهم، الهجرة من المال الحرام، من المقام الحرام، من الذنوب، واجبة ولازمة، وبدیهی أن هذا النمط من الهجرة لا یختصّ بالمسلمین فی أوائل البعثة بل هو وظیفة جمیع المسلمین إلى یوم القیامة.

 وأمّا الأصل الثالث وهو الجهاد بالنفس والمال فذلک أیضاً مورد الإبتلاء فی کلّ عصر وزمان، فالجهاد بالنفس والمال لا یقبل التعطیل والنسخ وخاصّة مع وجود الأعداء الحاقدین الذین یعبّر عنهم القرآن الکریم (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ اَفْواهِهِم)(3)، الأعداء

الذین لا یلتزمون بأی مبدأ إنسانی وأصل أخلاقی ومستعدون لإرتکاب کلّ جنایة وجریمة فی سبیل المحافظة على منافعهم اللامشروعة، ففی مقابل مثل هذا العدو الخطر ینبغی على المسلمین أن یکونوا مستعدین دائماً للتصدی له والجهاد ضده وأن یکونوا دائماً فی حیویة ونشاط وحماسة، ولهذا السبب فنحن نعتقد بأن الأشخاص الذین یتحرکون على مستوى تضعیف أو إماتة روحیة الشجاعة والجهاد والتصدی للظالمین فی نفوس المسلمین بذریعة الألعاب الملوّثة أو حتّى التسلیات الدنیویة الرخیصة فإنّ هؤلاء یقومون بخیانة کبیرة لبلدهم ولأنفسهم ولدینهم.

 ربّنا، زد فی حرارة نور الإیمان فی قلوبنا حتّى نتمکن بنور الإیمان أن نهاجر من أجواء الذنوب الظلمانیة وننقذ أنفسنا والآخرین بسلاح الجهاد فی سبیل الله.


1 . میزان الحکمة : ج 10، ص 302، باب 3989، ح 20755.
2 . بحار الأنوار : ج 97، ص 99.
3 . سورة آل عمران : الآیة 118.

 

اعتراف أحد علماء السنّة1 ـ لماذا لم یرد إسم الإمام علی (علیه السلام) فی القرآن ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma