تفسیر آیة المودّة من خلال الروایات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
تفسیر المودّة فی کلمات الإمام الصادق (علیه السلام)ملاحظات مهمة

 لقد وردت فی شرح وتفسیر هذه الآیة الشریفة روایات مختلفة من طرق الشیعة والسنّة، وفیما یلی نماذج من هذه الروایات :

 1 ـ نقل «أحمد» من کبار علماء أهل السنّة فی کتابه «فضائل الصحابة» عن سعید ابن جبیر عن عامر هذه الروایة :

 لَمّا نَزَلَتْ (قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إلاَّ الْمَوَدّةَ فِی الْقُرْبى ) قالُوا : یا رَسُولَ اللهِ ؟ مَنْ قَرابَتُکَ ؟ مَنْ هؤُلاءُ الَّذِینَ وَجَبَتْ عَلَیْنا مَوَدَّتُهُمْ ؟ قالَ : عَلِیٌّ وَفاطِمَةُ وَابْناهُما، وقالَها ثَلاثاً.(1)

 ونستوحی من هذه الروایة الشریفة عدّة اُمور :

 الأوّل : إنّ الروایة أعلاه تصرّح بأن المراد من القربى فی هذه الآیة هم أهل بیت النبی (صلى الله علیه وآله)لا النبی نفسه ولا أقرباء المسلمین ولا مطلق الأعمال الصالحة والخیّرة.

 مضافاً إلى أن کلمة القربى هنا لا تستوعب جمیع أقرباء النبی (صلى الله علیه وآله)، بل تتحدّد بأشخاص معدودین ذُکرت أسماءهم فی هذه الروایة.

 الثانی : ونستوحی أیضاً أن هذا السؤال والإستفهام عن القربى کان یدور فی أذهان الصحابة أیضاً ولذلک لم یتوجّهوا صوب الإحتمالات الواهیة التی ذکرها بعض علماء أهل السنّة بل فهموا بصورة مباشرة من المودّة هنا هی مودّة أهل بیت النبی (صلى الله علیه وآله)، وکذلک أدرکوا أن الآیة لا تقصد بالقربى جمیع أقرباء النبی (صلى الله علیه وآله) ولذلک طلبوا من النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) أن یحدّد لهم هؤلاء الذین وجبت مودّتهم.

 الثالث : أن أصحاب النبی (صلى الله علیه وآله) فهموا من هذه الآیة وجوب المودّة والمحبّة للقربى کما ذهب إلیه جمیع علماء الشیعة وکذلک أهل السنّة أیضاً، ومع غض النظر عن التفاسیر الواردة فی کلمة «القربى» فإنّهم یرون وجوب مودّة أهل البیت (علیهم السلام)ومحبتهم، ولکن نکرر السؤال هنا وهو : لماذا وجبت محبّة أهل بیت النبی (صلى الله علیه وآله) ؟

 هل أن هذه المسألة حال بعض الأحکام الشرعیة التی لا ندرک مغزها وفلسفتها، أی من قبیل الاُمور التعبدیة ؟ أو لیست کذلک بل الغرض منها واضح وهو أن هذه المحبّة تقع مقدمة لسلوک الإنسان فی خط الإطاعة لهؤلاء العظماء واتباعهم ؟

 إذا أردنا أن یکون لدینا تفسیر صحیح لآیة المودّة وسائر الآیات المرتبطة بها بالإستعانة بالروایة المطوّلة التی ذکرها الفخر الرازی والروایة المذکورة آنفاً والروایات التی ستأتی لاحقاً، لوجد القوم بأن الحکمة فی هذه المحبّة والمودّة هی ما یقود الإنسان نحو الولایة والحکومة والخلافة، الولایة التی تقع ردیفاً للرسالة وعدلاً للنبوّة، فکما أن الرسالة هی عماد الإسلام فکذلک الولایة هی أساس قوامها واستمرارها.

 ولاسیّما إذا التفتنا إلى هذه الحقیقة، وهی أن رسول الله (صلى الله علیه وآله) بالرغم من وجود أقرباء وأرحام مثل العبّاس وأولاده وکذلک أولاد أبی طالب وسائر أبناء عبدالمطلب وأحفاده فإنه أشار بالتحدید إلى علیّ وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام)، فهذا یمکنه أن یکون قرینة قویّة على أن المراد بالمودّة هنا هی الولایة والإمامة، حیث إنّ المحبّة العادیة تشمل جمیع أقوام النبی ویجب على الإنسان مودّتهم أجمع.

 2 ـ أورد المرحوم الطبرسی فی «مجمع البیان» عن الحاکم الحسکانی فی «شواهد التنزیل» نقلاً عن أبی امامة الباهلی الروایة التالیة عن رسول الله (صلى الله علیه وآله)ونقرأها أیضاً فی مضمونه فی دعاء الندبة حیث یقول :

 «إنَّ اللهَ تَعالى خَلَقَ الاَنْبیاءَ مِنْ أَشْجار شَتّى وَخَلَقَ أَنَا وَعَلِیّاً مِنْ شَجَرَة واحِدَة فَاَنَا أَصْلُها وَعَلِیٌّ فَرْعُها وَفاطِمَةُ لِقاحُها وَالْحَسَنُ وَالْحُسَیْنُ ثِمارُها وَأَشْیاعُنا أَوْراقُها، فَمَنْ
تَعَلَّقَ بِغُصْن مِنْ أَغْصانِها نَجا وَمَنْ زاغَ عَنها هَوى وَلَوْ أَنَّ عبداً عَبَدَ اللهَ بَیْنَ الصَّفا وَالْمَرْوَةِ اَلْفَ عام ثُمَّ اَلْفَ عام ثُمَّ اَلْفَ عام حَتَّى یَصیرَ کَالشَّنِّ الْبالی
(2) ثُمَّ لَمْ یُدْرِکَ مَحَبَّتَنا کَبَّهُ اللهُ عَلى مِنْخَرَیْهِ فِی النّارِ ثُمَّ تَلا : (قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى).(3)

 فی هذه الروایة الشریفة ننلاحظ عدّة نقاط :

 الأوّل : إنّ هذه الروایة أیضاً تصرّح بأن «المودّة بالقربى» هی مودّة أهل البیت الطاهرین (علیهم السلام)، وتدلُّ بصورة جلیّة وبتعبیرات مثیرة جدّاً على أن هذه المحبّة والمودّة لیست اعتیادیة بل هی المحبّة التی تفضی إلى الولایة والخلافة.

 الثانی : إنّ الروایة المذکورة آنفاً ترسم فی الحقیقة معالم «الشجرة الطیبة»(4) الواردة فی القرآن الکریم، وأحد تفاسیر الشجرة الطیبة یماثل فی مضمونه ما ورد فی هذه الروایة.

 الثالث : إنّ أوراق الأشجار تقوم بحفظ وحراسة الثمار، فلو لم تکن للشجرة أوراق فإنّ الثمار ستتعرض للذبول فی مقابل أشعة الشمس وسائر الآفات المحتملة.

 إنّ وظیفة الشیعة وفقاً لهذه الروایة الذین یمثّلون أوراق هذه الشجرة الطیبة هی حفظ وحراسة الثمار الطیبة لهذه الشجرة، أی الإمامة والولایة والزعامة.

 الرابع : ویستفاد من هذه الروایة أیضاً أن العبادة بین الصفا والمروة لها شأن خاص لا یوجد فی سائر أماکن المسجد الحرام، ولکن حتّى هذه العبادة فی هذا المکان المقدّس لا تساوی شیئاً بدون الولایة.

 الخامس : نکرر أیضاً أنه لو کان المراد من المحبّة فی هذه الروایة وسائر الروایات المشابهة هی المحبّة العادیة فإنّ هالة من الإبهام والغموض ستحیط بجمیع هذه الأحادیث والروایات، ولکن إذا فسّرنا المودّة هنا بالولایة والإمامة فسیرتفع ذلک الغموض ویتّضح المعنى بصورة جلیّة.

 3 ـ یروی السیوطی فی «الدرّ المنثور» روایة معروفة عن الإمام زین العابدین حیث یقول : «عندما أنزلوا اسارى کربلاء فی مکان من المسجد الجامع جاء شیخ ودنا من نساء الحسین وعیاله فقال : الحمد لله الذی قتلکم وأهلککم وأراح البلاد من رجالکم وأمکن أمیرالمؤمنین (یزید) منکم. فقال له علی بن الحسین (علیهما السلام) :

 ـ یا شیخ هل قرأت القرآن ؟

 قال : نعم.

 قال : فهل عرفت هذه الآیة (قُلْ لاَ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فی الْقُربى 

 قال : نعم.

 قال علی : فنحن أهل القربى یا شیخ.

 قال : فبکى الشیخ ساکتاً نادماً على ما تکلم به وقال : بالله إنکم هم ؟ فقال علیّ ابن الحسین : تالله إنا لنحن من غیر شک وحقّ جدّنا رسول الله...»(5).

 إنّ مجموع هذه القرائن والشواهد تدلُّ على أن المودّة المذکورة فی الآیة الشریفة والروایات المتعلّقة بها لا یمکن أن تکون مودّة عادیة ومحبّة بمعنى التعلّق العاطفی فقط.


1 . احقاق الحقّ : ج 3، ص 2. وذکرت هذه الروایة أیضاً فی الدرّ المنثور : ج 6، ص 7.
2 . «شنّ» تعنی القربة البالیة، والعرب یطلقون على جمیع الآنیة والظروف المصنوعة من الجلد (شن)، ولکن تطلق هذه الکلمة على (القِربة العتیقة) خاصة، والبالی یعنی العتیق، وعلیه فالمراد من هذه العبارة أن الشخص قد یصیر بسبب کثرة العبادة وطول العمر والعجز الشدید کالقِربة البالیة الفارغة من الماء.
3 . مجمع البیان : ج 9، ص 28.
4 . سورة إبراهیم : الآیة 24.
5 . الدرّ المنثور : ج 6، ص 7; اللهوف : ص 176.

 

تفسیر المودّة فی کلمات الإمام الصادق (علیه السلام)ملاحظات مهمة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma