تناسب صدر الآیة وذیلها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
ذرائع مختلفةمن هو المنذر والهادی ؟

 السؤال : هل هناک تناسب وانسجام بین صدر الآیة الشریفة وذیلها ؟ وهل أن الجواب على طلب المشرکین من النبی بأن یأتیهم بآیة ومعجزة هو «إنّما أنت منذر...» ؟

 الجواب : لأجل العثور على الترابط بین صدر الآیة وذیلها لابدّ من مراجعة الآیات الاُخرى التی تتحدّث عن طلب الکفّار للمعجزة من النبی الکریم (صلى الله علیه وآله).

 ویحدّثنا القرآن الکریم فی الآیات 90 ـ 93 من سورة الإسراء على لسان المشرکین :

 (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَکَ) هنا یقول الکفّار بإننا لن نؤمن لما تقول حتّى تأتینا بمعجزة، ثمّ طلبوا منه سبع معاجز کما نرید ونشتهی، أی أن المعجزات التی تأتی بها من دون أن تکون مطابقة لمیلنا ورغبتنا فلا فائدة فیها، بل لابدّ أن تکون المعجزة حسب رغبتنا ومیلن(1).

 ویستفاد من ظاهر الآیة أنهم ذکروا سبع معاجز فی دائرة طلبهم وتوقعهم من النبی، والظاهر أن هذا الطلب صدر من أشخاص متعددین کلُّ واحد منهم طلب معجزة معیّنة :

 1 ـ (حَتّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الاَْرْضِ یَنْبُوعاً) فأوّل معجزة طلبوها من النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)هو أن یفجر لهم فی أرض الحجاز وصحراءها المحرقة عیناً تفیض بالماء الزلال وتفور بالمیاة العذبة لیشرب منها الناس ودوابهم ویسقون مزارعهم.

 2 ـ (أَوْ تَکُونَ لَکَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِیل وَعِنَب فَتُفَجِّرَ الاَْنْهارَ خِلالَها تَفْجِیراً) وهذه المعجزة أیضاً لها بعد فی إحیاء الأراضی المیّتة وعمران المنطقة من خلال إیجاد بساتین ملیئة بأشجار العنب والنخیل وتجری من خلالها المیاه.

 3 ـ (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ کَما زَعَمْتَ عَلَیْنا کِسَفاً) وهنا نرى طلباً غیر معقول وهو أنهم أرادوا من النبی أن یدعو الله تعالى لإنزال العذاب علیهم على شکل مطر من الأحجار السماویة لهلاکهم، وهذا الطلب إذا تحقّق فإنهم سیؤمنون ویذعنون لدعوة النبی.

 4 ـ (أَوْ تَأْتِیَ بِاللهِ وَالْمَلائِکَةِ قَبیلاً) وهکذا نرى إنّ الإنسان عندما یصل به العناد واللجاجة إلى أعلى المراتب لا یلتفت إلى ما یقول، فهؤلاء لم یقولوا : إذهب بنا إلى الله والملائکة بل طلبوا من النبی (صلى الله علیه وآله) أن یأتی إلیهم بالله والملائکة ویحضرهم عندهم.

 5 ـ (أَوْ یَکُونَ لَکَ بَیْتٌ مِنْ زُخْرُف) والطلب الخامس لإثبات النبوّة أنهم أرادوا أن یبنی النبی لنفسه قصراً مجللاً بالذهب والزخارف والنقوش، لأن سکّان مکّة کانوا فقراء غالباً فلو أنک کنت تملک مثل هذا القصر العظیم والجذّاب فهذا یدلُّ على أنک مرسل من الله تعالى.

 6 ـ (أَوْ تَرْقى فِی السَّماءِ) والذریعة السادسة هی أنهم طلبوا من النبی لإثبات صدق دعواه أن یطیر فی السماء أمام أعینهم لیذعنوا للحقّ ویؤمنوا بدعوته.

 7 ـ (وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِیِّکَ حَتّى تُنَزِّلَ عَلَیْنا کِتاباً نَقْرَؤُهُ) وتمادى بعض الکفّار فی عنادهم ولجاجتهم وطلبوا من النبی مضافاً إلى طیرانه فی السماء أمام أعینهم علیه أن یأتیهم بکتاب من الله إلیهم لیقرؤوه.

 وکما ترون أن هذه المعاجز السبعة المذکورة فی الآیة الشریفة تتعلّق بعضها بعمران وإحیاء الأرض، وبعض آخر تتضمن الهلاک والموت لهؤلاء المعاندین والمغرورین، والقسم الثالث یتضمن أعمال غیر معقولة وغیر منطقیة، والقسم الرابع لا یتعدّى أن یکون مجرد ذریعة واهیة ولیس طلباً حقیقیاً.

 لو کان الأنبیاء یتحرّکون فی تعاملهم مع أقوامهم من موقع القبول لکلِّ مقترحاتهم والإتیان بالمعجزات کما یرغبون فإنّ بعض الجهلاء والمعاندین والمتذرّعین سیطلبون کلّ یوم معجزة من نبیّهم وسیکون الدین الإلهی ملعبة بأیدیهم، ولهذا فإن الله تعالى کان یعطی لکلِّ نبی من الأنبیاء معجزة أو معجزات عدیدة لبیان حقّانیته وإثبات رسالته ولا یهتم لمطالبات مثل هؤلاء الأشخاص اللجوجین.

 ومع الإلتفات إلى هذا المقدمة المطوّلة نعود إلى الآیة الشریفة حیث تقول الآیة (وَیَقُولُ الَّذِینَ کَفَرُوا لَوْلا اُنْزِلَ عَلَیْهِ آیَةٌ مِنْ رَبِّهِ).

 وفی الجواب على هذا الطلب المعقول حسب الظاهر یمکن القول : إنّ نبی الإسلام قد أتى بالمعجزة من الله تعالى بحیث عجز الجن والإنس عن الإتیان بمثلها کما تصرّح الآیة 88 من هذه السورة :

 (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الاِْنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ یَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرآنِ لا یَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ کانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهِیراً).

 فعندما جاء النبی (صلى الله علیه وآله) لهم بمعجزة من الله تعالى لن یتمکنوا من الإتیان بمثلها مضافاً إلى معجزات اُخرى، فلا معنى لطلبهم معجزة اُخرى من النبی الکریم، ولذلک أمر الله تعالى أن یقول فی جوابهم : (اِنَّما اَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْم هاد) فمسؤولیتک هی الإنذار والتحذیر ولیست الإتیان بالآیة والمعجزة فإننا نحن الذین نقرر شکل المعجزة وکیفیتها، ولکلِّ قوم شخص یهدیهم إلى الحقّ.

 وعلى هذا الأساس یتّضح التناسب والإنسجام بین صدر الآیة وذیلها.


1 . انظر تفصیل شأن النزول لهذه الآیات فی التفسیر الامثل : ج 7 ذیل الآیة.

 

ذرائع مختلفةمن هو المنذر والهادی ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma