1 ـ لعلّ البعض یتصور أنه مع وجود الجزء التاسع من نفحات القرآن الذی یتحدّث عن مفهوم الولایة والإمامة فی القرآن الکریم، وکذلک ما ورد فی التفسیر الأمثل ذیل الآیات المتعلّقة بمسألة الإمامة فما الداعی لتألیف کتاب آخر یتناول هذه المسألة بالذات ؟
ولکن الحقیقة أن الأبحاث المطروحة فی هذا الکتاب أوسع وأشمل ممّا ورد فی ذینک الکتابین، والأهم من ذلک البعد العملی والتطبیقی للآیات الکریمة الواردة فی هذا الکتاب ممّا یمنحه قدرة على معالجة مساحات واسعة من اهتمامات المجتمع الإسلامی المعاصر، مضافاً إلى المواضیع الجدیدة التی تناولها هذا الکتاب لم تذکر فی الکتابین السابقین، ولهذا وجدنا أن من الضروری نشر هذه البحوث القیّمة للقرّاء الأعزاء.
2 ـ إن القرآن الکریم یتمیّز بطراوة وحیویة على مدى الدهور والأعصار حیث یفیض على قارئیه فی کلّ عصر وزمان مطالب جدیدة، وعلیه لا ینبغی القناعة والإکتفاء بما أورده المفسّرون من مفاهیم سامیة فی تفسیر آیاته الکریمة، بل علینا مواصلة البحث والتنقیب فی معادنه الثمینة مع الإسترفاد من تفاسیر الأعاظم وما ترکه لنا العلماء من جهود فکریة فی هذا السبیل وکذلک الإستفادة من العلوم والمعارف الجدیدة فی عملیة استخراج المفاهیم القرآنیة الکامنة واستجلاء مضمونها الحضاری.
3 ـ تمّ تقسیم آیات الولایة والإمامة فی هذا الکتاب إلى ثلاثة أقسام وبحثها فی ثلاثة فصول :
الفصل الأوّل : آیات الخلافة والولایة على المسلمین.
الفصل الثانی : آیات فضائل أهل البیت (علیهم السلام).
الفصل الثالث : آیات الفضائل الخاصّة بأمیرالمؤمنین (علیه السلام).
وأخیراً أتقدم بالشکر الجزیل إلى جمیع الاُخوة الذین أعانونی على انجاز هذه المهمة ولا سیّما أبنائی الأعزاء الذین تکفّلوا مهمة مطابقة الکتاب، وأرجو أن نتحرک جمیعاً فی خطّ الرسالة والصراط المستقیم بالاستنارة من الأنوار الإلهیة للقرآن الکریم من أجل تحویل ولایة أمیرالمؤمنین (علیه السلام) إلى واقع حیّ یشمل کلّ تطلعات الإنسان ویعیش أجواء العنایة الربانیة فی آفاقها الواسعة.
رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ العَلِیمُ
قم ـ الحوزة العلمیة
أبو القاسم علیـان نـژادی
ربیع الثانی 1422
