ومضافاً إلى التفسیر المتقدم فهناک تفاسیر اُخرى للآیة المذکورة ومنها :
الف ) إن المراد من الآیة الشریفة لیس هو أن المحبّة توجد فی قلوب المسلمین والمؤمنین جمیعاً اتجاه فرد معیّن أو أفراد بالخصوص، بل المراد أن الإیمان والعمل الصالح یورثان المحبّة فی قلوب جمیع المؤمنین بالنسبة إلى بعضهم البعض، وبعبارة اُخرى إنّ المحبّة فی قلوب المؤمنین متوجهه لجمیع المؤمنین لا إلى فرد بالخصوص.
ب ) إنّ هذه الآیة الشریفة تشیر إلى یوم القیامة فإنّ الله تعالى فی ذلک الیوم یجعل المحبّة فی قلوب المؤمنین بحیث یحبُّ بعضهم بعضاً، وعلیه فهذه الآیة لا تتعلق بما نحن فیه.
ج ) إنّ المراد من الآیة الشریفة هو الإمام علی (علیه السلام) فقط ولا تشمل أی مؤمن آخر، وما ورد فی العبارة من صیغة الجمع لا یثیر مشکلة، لأن صیغة الجمع تأتی أحیاناً لغرض الإحترام(1).
ولکن الانصاف أن جمیع التفاسیر هذه غیر متنافیة فیما بینها وبالإمکان الجمع فیما بینها فی المفهوم من الآیة الشریفة والتی تستوعب جمیع المؤمنین الذین یعملون الصالحات رغم أن المصداق الأکمل والأتم هو أمیرالمؤمنین (علیه السلام)، کما هو الحال فی اختلاف الأنوار شدة وضعفاً من قبیل : نور الشمعة، المصباح، القمر، الشمس، ولکن بلا شکّ أن نور الشمس هو المصداق الأکمل والأتم لمفهوم النور.