وطبعاً الروایات المذکورة تختلف بعض الشیء فی جزئیاتها وتفاصیلها، ونشیر إلى بعض منها :
لقد ورد فی بعض الروایات أن النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) أرکب علیاً على ناقته المعروفة بـ «العضباء» فوصل علی إلى أبی بکر فی مسجد الشجرة على مقربة من مکّة وأحد المواقیت المعروفة لحجّ التمتع والعمرة وأبلغه أمر رسول الله، فتألم أبوبکر من ذلک وعاد إلى المدینة وقال لرسول الله (صلى الله علیه وآله) : «اَنْزَلَ فِیَّ شَىْءٌ ؟».
فقال له النبی (صلى الله علیه وآله) : «لا، إلاّ أنّی اُمِرْت أنْ اُبَلِّغُهُ أنا أو رَجُلٌ مِنْ أهْلِ بَیْتی»(1).
والخلاصة أنه یستفاد من هذه الروایات أن تغییر الشخص المأمور بإبلاغ هذه الآیات لم یکن من جهة النبی بل إنّ الله تعالى هو الذی أمره بذلک، وعلى أیّة حال فإنّ هذه المهمة والمسؤولیة قد اُلقیت على عاتق أمیرالمؤمنین (علیه السلام) وبذلک تحرک الإمام نحو أداء هذه المأموریة وأراح النبی من القلق الذی کان یساوره فی مورد الحجّ حیث أشرنا إلیه سابقاً وبذلک تهیّأت مقدّمات سفر النبی (صلى الله علیه وآله)إلى مکّة للإتیان بحجّة الوداع.