هل ینسجم التوسل مع التوحید ؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
الأشاعرة والتفسیر الخاطىء للتوحید الأفعالیالتوسل فی القرآن

السؤال : لماذا یتصور الوهابیون أن التوسل هو نوع من الشرک ؟ وکیف یتقاطع التوسل مع أحد مراتب التوحید المتقدّمة ؟ وهل أن التوسل یتنافى مع توحید الذات، أو مع توحید الصفات ؟

بلا شکّ أن التوسل لا یتنافی إطلاقاً مع توحید الذات والصفات، و لکن هل یثیر التوسل مشکلة فی دائرة العبادات و التوحید الأفعالی؟ إذا کان الجواب بالإیجاب من قبل الوهابیین فینبغی القول بأنهم وقعوا فی إشتباه کبیر لأن الشیعة عندما یتوسلون بالنبی أو الأئمة المعصومین أو القرآن الکریم لا یرون أن ذلک من العبادة لهولاء إطلاقاً کما هو الحال فی عبادة المشرکین للأصنام و الأوثان و تصورهم أنها شفعاء لهم عند الله، بل نحن نطلب من هولاء الأولیاء أن یتوسطوا لنا بما لدیهم من جاه و مقام عند الله تعالی لحلًّ مشاکلنا و استجابة دعائنا، و علی هذا الأساس فإنّ الفرق بین التوسل و بین عبادظ المشرکین واضح جدّاً، و الشخص الذی یتصور أن توسل الشیعة إنما هو مثل عبادة المشرکین للأوثان فی الحقیقة هو إنسان بعید عن الإنصاف و جادة الصواب.

مضافاً إلى ذلک أن التوسل بالخشب والحجر لا یعود على الإنسان إطلاقاً بالنفع والضرر، وهذا المعنى لا یقبل القیاس بالتوسل بالإمام والنبی والقرآن والتقرّب بهم إلى الله تعالى، والنتیجة هی أن التوسل لا یتنافى مع توحید الذات ولا توحید الصفات ولا التوحید فی العبادة. إذن فما هو مقصود الوهابیین من قولهم بأن التوسل شرک ؟ وما هی المرتبة من مراتب التوحید التی یرون أنها تتنافى مع التوسل ؟

 الجواب : الظاهر أن مقصود الوهابیین من أن التوسل شرک هو أنه یتنافى مع التوحید الأفعالی، لأن الشخص الذی یتوسل بالنبی أو الإمام ویطلب منه حلّ مشکلته فإنه یرى أن غیر الله تعالى له تأثیر فی عالم الخلق، ونعلم أن التأثیر منحصر بالله تعالى ولو أن الإنسان اعتقد بأن غیر الله یمکنه أن یؤثر فی عالم الوجود فهو نحو من أنحاء الشرک.

 والجواب على هذا الکلام هو أن الشیعة لا یرون للنبی والإمام والقرآن تأثیراً فی عالم الخلقة فی عرض الله تعالى، بل فی طول القدرة الإلهیة، ولا تکون قدرتهم مؤثرة إلاّ بإذن الله ومشیئته، وهذا المعنى لا یتنافى إطلاقاً مع التوحید الأفعالی، نعم إذا قلنا إنّ النبی أو الإمام یؤثر فی عالم الخلقة بالإستقلال «نعوذ بالله» فهذا هو الشرک، ولکن لا أحد یقول بهذا المعنى، فعندما نقول أن النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) یشفع لنا عند الله ویتوسط فی حلِّ مشکلاتنا لیکون الله
تعالى هو الذی یحلّ هذه المشکلة أو یشافی المریض أو یرزق الفقیر فإنّ ذلک لیس من الشرک بل هو عین التوحید.

 وبما أن هذا المعنى انعکس فی دائرة المفاهیم القرآنیة بوضوح فینبغی القول بأن هؤلاء الوهابیین لا یقبلون بالقرآن أیضاً، لأن الآیة 49 من سورة آل عمران تردّهم ردّاً قاطعاً وتبطل إدعاءاتهم الفارغة واتهاماتهم الباطلة وذلک فی قوله تعالى :

 (أَنّی قَدْ جِئْتُکُمْ بِآیَة مِنْ رَبِّکُمْ).

 فنرى أن عیسى (علیه السلام) یخاطب بنی إسرائیل ویقول باننی بعثت رسولاً إلیکم من قبل الله تعالى ومعی معجزة، ثمّ یذکر ثلاث معجزات :

 1 ـ (أَنّی اَخْلُقُ لَکُمْ مِنَ الطّینِ کَهَیْئَةِ الطَّیْرِ فَانْفُخُ فِیهِ فَیَکُونُ طَیْراً بِاِذْنِ اللهِ).

 وهکذا نرى أن المسیح (علیه السلام) یقول بأننی أصنع لکم طیراً من طین ثمّ أنفخ فیه الحیاة والروح فیتحول هذا التمثال الطینی إلى طائر حی بإذن الله، أی إننی لا أستطیع التأثیر فی هذه الأشیاء فی عرض قدرة الله ومشیئته بل إن قدرتی وتأثیری إنّما هی بإذن الله ولیست مهمتی سوى أن أنفخ فی هذا التمثال لیتحول إلى طائر فیه حیاة وشعور بإذن الله.

 2 ـ (وَاُبْرِئُ الاَْکْمَهَ وَالاَْبْرَصَ وَاُحْیِ الْمَوْتى بِاِذْنِ اللهِ).

 المعجزة الاُخرى لعیس بن مریم (علیه السلام)هی شفاء المرضى المزمنین والأعمى والأبرص وإحیاء الموتى، وطبعاً کلّ هذه الأعمال إنّما أقوم بها بمشیئة الله وإذنه ولا تتصوروا أننی إله أو ابن إله فلست سوى وسیلة لتحقیق هذه الأغراض، والمصدر الحقیقی هو الله تعالى، فإحیاء الموتى وشفاء المرضى کلّها صادرة من ساحته المقدسة.

 3 ـ (وَاُنَبِّئُکُمْ بِما تَأْکُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِی بُیُوتِکُمْ).

 العلامة الثالثة لنبوّة عیسى ابن مریم انه کان یخبرهم بما لدیهم من أطعمة وأغذیة فی بیوتهم ویخبرهم بما یأکلون من طعام وشراب کلُّ ذلک بتعلیم الله تعالى.

 وهذه الآیة الشریفة تمثل ردّاً حاسماً على من ینکر الولایة التکوینیة أو ینکر مشروعیة التوسل ویتصور بأن ذلک یتنافى مع التوحید الأفعالی، وعلیه فإذا نسبنا هذه الأفعال إلى غیر الله تعالى واعتقدنا بأن الإنسان یمکنه أن یؤثّر فی عالم الأسباب والمسببات بإذن الله ومشیئته فإن هذا المعنى لا یتنافى مع التوحید إطلاقاً.

 

الأشاعرة والتفسیر الخاطىء للتوحید الأفعالیالتوسل فی القرآن
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma