إرتباط الإیمان والعمل الصالح بمسألة النفوذ فی القلوب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
التوغّل والنفوذ فی القلوب أهم رأس مال القادةشأن نزول آیة المحبّة

 (اِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدّاً).

 فی هذه الآیة الشریفة نرى ارتباطاً بین الإیمان والعمل الصالح من جهة والنفوذ إلى قلوب الناس من جهة اُخرى، حیث یقرر الله تعالى فی هذه الآیة الشریفة المحبّة فی قلوب الناس نتیجة الإیمان والعمل الصالح، ومعنى هذه العبارة هی أنه من الممکن أن یتسلط الإنسان بقوّة السلاح والسیف على الناس بأجسادهم وأبدانهم، ولکنه لا یستطیع إطلاقاً أن یتسلط على قلوبهم وأرواحهم ویفتح طریقاً إلى أعماق وجدانهم بالقوّة والقهر.

 سؤال : إذن ما هی حقیقة العلاقة بین الإیمان والعمل الصالح من جهة وبین النفوذ إلى قلوب الناس والمقبولیة العامة فی أوساط المجتمع من جهة اُخرى ؟ هل یمکننا أیضاً تحصیل هذه النعمة الکبیرة من خلال الإیمان والعمل الصالح ؟

 الجواب : بالإمکان تصویر هذه العلاقة الثنائیة على نحوین :

 الأوّل : أن یکون هذا الإرتباط المعنوی والإلهی وفقاً لحکمة الله تعالى التکوینیة کما هو الحال فی المحبّة التی جعلها الله تعالى لموسى (علیه السلام) فی قلب فرعون وزوجته فی حال طفولة موسى، حیث إن فرعون أمر بأن یقتل جمیع الأطفال الذکور من بنی إسرائیل فی مصر بهدف القضاء على العدو المحتمل، ولکن الله تعالى قد قذف فی قلبه حبّ موسى وجعله یربّی موسى فی بیته وقصره، ومن هنا أراد الله تعالى أن یظهر قدرته الفائقة لفرعون والفراعنة بأنهم لا یمکنهم التصدّی لإرادة الله ومشیئته ولا یمکن لأی قدرة أن تقف مانعاً وحائلاً دون إرادة الله فیما لو تعلقت بشیء من الأشیاء، فمثل هذه العلاقة العاطفیة والمحبّة القلبیة لا تکون اکتسابیة بل هی موهبة من الله تعالى.

 الثانی : العلائق العاطفیة العادیّة القابلة للتحلیل المنطقی، فإنّ العمل الحسن والصالح یتمتع بجاذبیّة وحتّى الأشخاص المنحرفین والفاسدین ینجذبون نحو حسن الأعمال وجمالها الأخلاقی.

 مثلاً «الأمانة» تعتبر من الأعمال الصالحة، والإنسان الأمین یعدّ إنساناً صالحاً ومورد قبول الناس وحبّهم واحترامهم، فحتّى اللصوص وقطّاع الطرق یحبّون من یتمتع بهذه الفضیلة ویعتمدون علیه على مستوى الإرتباط الإجتماعی وقد یضعون أموالهم المسروقة أمانة وودیعة عنده، وعلیه فإنّ العمل الصالح وکذلک الإیمان لهما جاذبیة لقلوب الناس، والثمرة المترتبة على ذلک هی النفوذ إلى قلوب الناس، والشخص الذی یرغب فی أن تکون له مکانة ومحبّة فی قلوب الناس یکفی أن یکون إنساناً مؤمناً صالحاً، فإذا أدرک الناس ذلک منه فإنّ قلوبهم ستتجه نحوه ولا حاجة إلى عمل خاص فی هذا السبیل.

 الطهارة والعفّة هی الاُخرى أحد الأعمال الصالحة ذات القیمة الأخلاقیة العالیة، وهذه الفضیلة إلى درجة من الأهمّیة بحیث إنّ الأشخاص الذین یعیشون التلوّث فی الخطیئة یعشقونها فعندما یریدون الزواج وتشکیل اُسرة یتوجهون إلى العوائل الشریفة ویخطبون النساء العفیفات ویجتنبون الزواج من الملوّثات، والملفت للنظر أن الإمام علی (علیه السلام) وهو مورد البحث فی هذه الآیة قد وصل فی معراجه المعنوی وتکامله الإنسانی إلى أعلى درجة من حیث الإیمان والعمل الصالح من جهة ونفوذه فی قلوب الناس من جهة اُخرى.

 

التوغّل والنفوذ فی القلوب أهم رأس مال القادةشأن نزول آیة المحبّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma