إنّ العمل الصالح فی نظر الإسلام فی دائرة المفاهیم القرآنیة أمر مهم جدّاً بحیث إنّ سبعین آیة من آیات القرآن الکریم بحثت هذا المعنى والمفهوم، والعمل الصالح له مفهوم واسع وشامل لکلِّ عمل یصبُّ فی دائرة رضا الله تعالى، وقد ورد فی الحدیث النبوی الشریف ما یوضح سعة دائرة هذا المفهوم للعمل الصالح :
اَلاْیمانُ بِضْعَةٌ وَسَبْعُونَ (سِتُّونَ خ ل) شُعْبَةً أَعْلاها شَهادَةُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ واَدْناها اِماطَةُ الاْذى عَنِ الطَّریقِ(1).
1 . عوالی اللئالی : ج1، ص431 والروایة المذکورة وردت فی صحیح مسلم مع اختلاف یسیر، فی کتاب أالإیمان، الباب 12، ح 58، وهو : «الإیمان بضع وسبعون، أو بضع وستّون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلاّ الله وأدناها إماطة الاذى عن الطریق والحیاء شعبة من الإیمان» وقد وردت الروایة هذه فی مسند أحمد : ج 2، ص 379 أیضاً مع اختلاف یسیر. هذه الروایة الشریفة مضافاً إلى أنها تشیر إلى سعة دائرة العمل الصالح فإنها تقرر هذه الحقیقة وهی أن الإسلام یهتم بأدنى وأصغر مسائل الحیاة الفردیة والإجتماعیة للمسلمین ویوصی المسلمین بالإهتمام حتّى بالاُمور الجزئیة.