حوار أهل الجنّة وأهل النار

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
أبعاد البحثمن هو المؤذّن ؟

 ولأجل توضیح معانی ومفاهیم آیة المؤذّن نرى من اللازم أن نبدأ بالآیات التی قبلها :

 (

وَالَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلوُا الصّالِحاتِ لاَ نُکَلِّفُ نَفْساً اِلاّ وُسْعَها اُولئِکَ اَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیهَا خالِدُون).

 

 جملة (لاَ نُکَلِّفُ نَفْساً اِلاّ وُسْعَها) جاءت کجملة معترضة فی الآیة أعلاه وتشیر إلى نکتة مهمة، وهی أن جمیع الأشخاص لا یستوون فی الإیمان والعمل الصالح ولا یصحّ أن یتوقع الإنسان من جمیع الناس التساوی فی الإیمان والعمل الصالح، بل کلُّ شخص یُکلّف بمقدار قدرته وإدراکه ولیاقته، وبدون شک أن إیمان الإمام علی (علیه السلام) وسلمان وأبی ذرّ لیس بمستوى إیمان سائر الناس، ولذلک فالمتوقع من هؤلاء الأشخاص الأولیاء غیر ما یتوقع من الأشخاص العادیین، والخلاصة هی أن کلُّ إنسان مؤمن یدخل الجنّة بحسب قابلیته وإیمانه وعمله الصالح.

 (وَنَزَعْنا ما فِی صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ).

 فهنا تتحرّک الآیة الشریفة لبیان صفات المستحقین للجنّة بعد ورودهم إلیها فأوّل ما یواجه المؤمن لدى دخوله الجنّة هی أن الله تعالى یطهر قلبه من أدران الحسد والحقد تماماً ویعود إلیها الصفاء والطهر والخلوص، وکلمة «غلّ» تقال لحرکة الماء الخفیة تحت النباتات، وبما أن عنصر الحسد والحقد یتحرک فی قلب الإنسان بصورة خفیة ومستورة فلذا قیل عنه بأنه «غلّ».

 سؤال : هل یعقل أنّ أهل الجنّة یعیشون الحسد والحقد ومع ذلک یدخلهم الله الجنّة ؟

 الجواب : یستفاد من بعض الروایات أن بعض الدرجات الخفیفة للحسد والحقد یمکنها أن تکون لدى المؤمن وما لم یظهرها الإنسان لا تحسب ذنباً ومعصیة ولا تتنافى مع الإیمان(1)، وبهذا فإنّ الله تعالى یطهّر قلوب هؤلاء المؤمنین من أهل الجنّة من هذه الدرجة الضعیفة من الحسد والحقد لیعیشوا فی الجنّة بکامل السعادة والطمأنینة والراحة النفسیة.

 (تَجْری مِنْ تَحْتِهِمُ الاَْنْهارُ) إنّ أهل الجنّة یسکنون فی قصور وبیوت تجری من تحتها الأنهار، أی أن الله تعالى قد بنى لهم هذه القصور والبیوت على الأنهار الجاریة، وهذا من جملة النعم الاُخرویة على أصحاب الجنّة والتی وردت فی الکثیر من الآیات الشریفة.

 (وَقالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَما کُنّا لِنَهْتَدِیَ لَوْلاَ اَنْ هَدانا اللهُ لَقَدْ جائَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ) فعندما یشاهد أهل الجنّة کلُّ هذه النعم العظیمة والألطاف الإلهیّة الجلیّة یتوجهون إلى ربّهم من موقع الشکر والثناء ویقولون : الحمد الذی هدانا لهذه النعم والمواهب الکثیرة ولولا عنایة الله ورعایته ما کنّا لنهتدی إلیها ولا نسلک الطریق إلى الجنّة، وأنّ رسل الله وأنبیاءه کانوا یقولون الحقّ، أجل، فإنّ أهل الجنّة یعترفون بأن الهدایة التشریعیة للأنبیاء والأولیاء والکتب السماویة وکذلک الهدایة التکوینیة المنبعثة من الجوانب النفسانیة والفطریة المودعة فی وجود الإنسان هی التی أدّت بهم إلى اختیار طریق الجنّة وکسب رضا الله تعالى ونیل ألطافه وعنایاته.

 (وَنُودُوا اَنْ تِلْکُمُ الْجَنَّةُ اُوْرِثْتُمُوها بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فبعد أن یشکر أهل الجنّة الله تعالى على عظیم نِعمه التی لا تحصى یقال لهم أن أدخلوا الجنّة فهی التی ورثتموها بأعمالکم.

 (وَنَادَى اَصْحابُ الْجَنَّةِ اَصْحابَ النّارِ اَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّکُمْ حَقّاً) فعندما یستقر أهل الجنّة فی مساکنهم وقصورهم وینظرون إلى ما حولهم بحثاً عن أصدقائهم ومعارفهم لا یجدون أفراداً منهم ویدرکون أنهم صاروا من أهل النار وحرموا الورود إلى الجنّة وبذلک یخاطبون أهل النار :

 «إننا قد وجدنا ما وعد ربُّنا حقّاً وقد تبیّن لنا صحّة الطریق الذی سلکناه فی الدنیا وأوصلنا هذا الطریق من خلال الإیمان والعمل الصالح إلى الجنّة وحظینا بجمیع ما وعد الله تعالى للمؤمنین فهل وجدتم ما وعد ربُّکم حقّاً ؟ هل تحققت وعود الله فی حقّکم من العقاب على ما ارتکبتم من الذنوب والجرائم ؟

 «قالُوا نَعَمْ» وهکذا یجیب أهل النار على هذا السؤال بالإیجاب وأن الله قد أنجز ما وعدهم من العذاب والعقاب الاُخروی.

 سؤال : لماذا یسأل أهل الجنّة هذه الاُمور من أهل النار ؟

 الجواب : یحتمل أن سؤالهم کان لغرض تحصیل إطمئنان أکثر وإیمان أعلى بما وعد الله رغم أن أهل الجنّة یؤمنون بجمیع ما وعدهم الأنبیاء من اُمور الغیب ویعتقدون به ولکنهم عندما یرون ذلک باُمّ أعینهم أو یسمعون من أهل النار تحقّق الوعید الإلهی بحقّهم فإنّ إیمانهم سیزداد ویتعمق أکثر.

 الإحتمال الآخر هو أنهم یسألون أهل النار من أجل التهکم والذم والتقریع لهم کما کان أهل النار یلومون المؤمنین فی الدنیا ویذّمونهم ویسخرون منهم على اعتقاداتهم وإیمانهم بالغیب فهذه المساءلة نوع من المقابلة بالمثل.

 (فَاَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَیْنَهُمْ اَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظّالِمینَ) کختام للمحاورة المذکورة بین أهل الجنّة وأهل النار لابدّ وأن یکون هناک من یختم هذا الحوار ولذلک ورد النداء الإلهی «أن لعنة الله على الظالمین» وتنتهی بذلک المساءلة ویسدل الستار على هذه المحاورة.


1 . المنار، ج 8 ، ص 421 نقلاً عن التفسیر الامثل : ذیل الآیة مورد البحث.

 

أبعاد البحثمن هو المؤذّن ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma