إرتباط آیة لیلة المبیت مع الآیات التی قبلها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
جمال التعبیر فی آیة لیلة المبیتارتباط آیة لیلة المبیت بولایة أمیرالمؤمنین (علیه السلام)

 إذا دققنا النظر فی الآیات الثلاث قبل آیة لیلة المبیت أدرکنا عظمة عمل الإمام علی (علیه السلام)ومقامه الرفیع عند رسول الله (صلى الله علیه وآله) وفی ذلک یقول تعالى :

 (وَمِنَ النّاسِ مَنْ یُعْجِبُکَ قَوْلُهُ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا).

 أی أن بعض المنافقین الذین یتمتّعون بظاهر جمیل وخادع عندما یرونک یظهرون المحبّة والتملق ویتحدّثون بشکل تشعر فیه بالإعجاب فی حین أن باطنهم شیء آخر.

 (وَیُشْهِدُ اللهَ عَلَى ما فِی قَلْبِهِ وَهُوَ اَلَدُّ الْخِصَامِ).

 فإن الله تعالى عالم بما یخفی هؤلاء المنافقین المخادعین رغم أنهم یشهدون الله على ما فی قلوبهم، هؤلاء الأشخاص ذوو الظاهر الأنیق والکلام الجمیل هم ألدّ(1) أعداء الإسلام وهم منافقون، وتشیر هذه الآیات إلى «الاخنس بن شریق» المنافق المعروف الذی یظهر من کلامه غیر ما یبطن بحیث إنّ ظاهره وکلامه یجذب کلَّ مخاطب إلیه لحسن بیانه وجمال مظهره حیث کان یتظاهر بالقداسة والإیمان والتقوى ولکنه فی الواقع شخصیة منحطّة وسافلة ولا یعتقد بالله ولا برسوله إطلاق(2).

 وفی الآیة التی تلیها یشیر الله تعالى إلى واقع هذا الشخص «الأخنس» ونفاقه فی حرکة الحیاة والواقع الإجتماعی :

 (وَاِذا تَوَلّى سَعى فِی الاَْرْضِ لِیُفْسِدَ فِیهَا وَیُهْلِکَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا یُحِبُّ الْفَسادَ ).

 فمن علامات نفاق الأخنس وسائر المنافقین هو أنهم عندما یخرجون من مجلسک یتحرکون فی حیاتهم الفردیة والإجتماعیة من موقع الإفساد فی الأرض وإهلاک الحرث والنسل رغم علمهم بأن الله تعالى لا یحبُّ هذه الأعمال القبیحة(3)، وطبعاً هناک احتمال أن کلمة «تولّى» تعنی الولایة والحکومة، أی أن هؤلاء الأشخاص إذا استلموا زمام الاُمور وتولّوا أمر الحکومة والسلطة أفسدوا فی الأرض وزرعوا بذور النزاعات والفساد والإنحطاط وعملوا على تخریب المزارع وإهلاک الأنعام.

 وقد ورد أنّ «الأخنس» جاء إلى منطقة فی بلاد الإسلام وشرع فی الإفساد وتخریب مزارع المسلمین فی تلک المنطقة وقتل أغنامهم وحیواناتهم(4)، ولکنه عندما جاء إلى النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) شرع بالتملّق والتحدّث بکلمات معسولة خادعة.

 (وَاِذا قیلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ اَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالاِْثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ).

 وعندما یسعى المؤمن فی نصیحة هؤلاء الأشخاص وتحذیرهم من مغبّة هذه الأعمال ویحثّهم على تقوى الله تعالى واجتناب الأعمال الإجرامیة، والخلاصة عندما یتحرّک على مستوى أمرهم بالمعروف ونهیهم عن المنکر فإن هؤلاء المنافقین لیس فقط لا یستمعون إلى النصیحة بل یزدادون عناداً وغروراً وتعصّباً ویصرّون على أعمالهم الدنیئة من موقع العناد والتکبّر، ومن الواضح أن مصیر هؤلاء الأشخاص لا یکون سوى جهنم.

 والخلاصة أن القرآن الکریم یصوّر لنا فی هذه الآیات الثلاث عناد أعداء الإسلام وسلوکیاتهم المنحرفة، وعندما نضع هذه الآیات إلى جانب آیة لیلة المبیت فلابدّ أن یتحول الکلام إلى استعراض أحبّ الأشخاص إلى الله وأکثرهم إیماناً وانشداداً للإسلام والمسلمین، وعلیه فإنّ الإمام علی الذی نزلت فی حقّة آیة لیلة المبیت وقدّم نفسه على طبق الإخلاص فداءاً للنبی هو أحبّ الأشخاص إلى النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) وبلا شکّ إنّ علاقة النبی (صلى الله علیه وآله)بالأشخاص لا تکون إلاّ على أساس إیمانهم وحبّهم لله تعالى لا على أساس العواطف الساذجة والمیول الدنیویة.


1 . کلمة «لدود» بمعنى شدید العداء، و«ألّد الخصام» تعنی أشدّ الأعداء.
2 . التفسیر الأمثل، الآیة مورد البحث.
3 . هذه الآیة الشریفة تقرر أن الإسلام قبل 1400 عام کان یهتم بشکل خاصّ بالمحافظة على البیئة والطبیعة حیث یعبّر عن تخریب البیئة بـ «الإفساد فی الأرض» وجعل ذلک من علامات النفاق والعداوة للإسلام، وتوجد فی سائر الآیات القرآنیة شواهد کثیرة على اهتمام الإسلام بحفظ الطبیعة.
4 . التفسیر الأمثل : ذیل الآیة مورد البحث.

 

جمال التعبیر فی آیة لیلة المبیتارتباط آیة لیلة المبیت بولایة أمیرالمؤمنین (علیه السلام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma