وقد ذکر الشیخ روزبهان فی ردّه على العلاّمة الحلّی عندما وصل إلى هذه الآیة الشریفة وقال :
لمّا نزلت هذه الآیة، قال رسول الله (صلى الله علیه وآله) لعلی (علیه السلام) سألت الله تعالى أن یجعلها اُذنک، قال علی : «فَما نَسیتُ بَعْدَ هذَا شَیئاً». وهذا یدلُّ على علمه وحفظه وفضیلته.
وذکر الشیخ روزبهان بعد نقله لهذا الحدیث الشریف : إنّ هذه الروایة تدلُّ على علم الإمام علی وحافظته القویة وفضیلته السامیة.
ولکنه بعد أن ذکر الروایة الشریفة وما عقّب علیها من عبارات فی ذیلها فی مدح علی قال : ولکنّ هذه الاُمور لا تدلُّ على إمامته وخلافته بعد الرسول مباشرة(1).
والجواب على هذا الکلام واضح، لأن أحد دعائم الإمامة وأرکانها هو العلم والمعرفة، وبما أن الإمام هو خلیفة الرسول فیجب أن یستوعب الشریعة وتعلیمات النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)کاملاً ویکون بالتالی حلاّلاً لمشکلات الناس ومن البدیهی أن اللازم للإمامة والخلافة هو أن یکون الخلیفة بمستوىً کبیر ومرتبة عالیة من العلم والمعرفة لیکون مستحقاً للخلافة وأهلاً لقیادة الاُمّة إلى ساحل النجاة، ولذلک نقول إنّ علیّ ابن أبی طالب وباعترافکم أعلم وأفضل من جمیع من یدعی الخلافة بعد رسول الله، فأیُّ عاقل یبیح لنفسه أن یختار شخصاً آخر للخلافة مع وجود مثل هذه الشخصیة العظیمة ؟
وعلى هذا الأساس فکیف تدلُّ هذه الآیة الشریفة على علم الإمام علی (علیه السلام)وتقواه العظیمة ولا تدلُّ على خلافته وإمامته ؟ ألیس هذا من التناقض ؟
1 . احقاق الحقّ : ج 3، ص 154.
