النعم الاثنا عشر فی الجنّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
المقارنة بین الثواب الدنیوی والاُخرویماذا یعنی الشراب الطهور ؟

 1 ـ السکینة والهدوء النفسی

 (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِکَ الْیَومِ وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ) فأوّل نعمة ینالها هؤلاء الأولیاء فی الجنّة هی نعمة الإستقرار والهدوء النفسی حیث یدفع عنهم الله تعالى شرور ذلک الیوم ومشکلاته ومصاعبه ویغرقهم فی أجواء الفرح والسرور، ویتّضح من ذکر الآیات الشریفة نعمة الهدوء النفسی والسکینة الروحیة باعتبارها أوّل نعمة من النعم الإلهیة فی الجنّة کونها نعمة مهمة وثمینة جدّاً، والحقیقة هی أنها کذلک حیث إنّ الاطمئنان الروحی للإنسان یمثل أغلى شیء یناله الشخص فی الدنیا والآخرة، ویتبین هذا المعنى فی الأشخاص الذین یمتلکون مختلف المواهب والنعم فی الدنیا ولکنهم لا یعیشون الإستقرار والهدوء النفسی فإنّ هذه النعم والإمکانات المادیة والدنیویة تتحول إلى أدوات لتثویر حالة القلق والإضطراب والعذاب النفسی لهؤلاء، ولهذا نرى أن الکثیر من الأثریاء وأبناء الاُمراء قد یتوجهون نحو الإنتحار للتخلص من عناصر القلق والإضطراب النفسی، ویقال أن إحدى الغابات فی أمریکا الواقعة إلى جانب إحدى المدن الامریکیة تسمّى غابة
الانتحار حیث یتوجه إلیها الأشخاص الأثریاء الذین یمتلکون کلّ شیء فی الدنیا سوى الإستقرار والهدوء النفسی وینتحرون هناک ویقضون على حیاتهم البائسة.

 وفی المقابل نرى أن بعض الأشخاص بالرغم من کونهم یعیشون الفقر المدقع ولا یمتلکون من وسائل الحیاة إلاّ القلیل جدّاً ومع ذلک یعیشون الإستقرار الروحی فی درجات عالیة فی حیاتهم الفردیة والإجتماعیة.

 فلو أنک تسأل : کیف یمکن تحصیل هذه النعمة المهمة فی حرکة الحیاة ؟

 نقول : إنّ الله تبارک وتعالى ذکر فی الآیة 82 من سورة الأنعام أن هذه النعمة العظیمة تکون من نصیب المؤمنین الذین یتحرکون فی خط الطاعة والتقوى :

 (اَلَّذِینَ آمَنُوا وَلَمْ یَلْبِسُوا ایمانَهُمْ بِظُلْم اُولَئِکَ لَهُمْ الاَْمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).

 وفی الآیة 28 من سورة الرعد یقرر أن ذکر الله وعدم الغفلة عنه بمثابة المنبع الدائم للخیر والبرکة والأمن والإستقرار النفسی.

 2 ـ بساتین الجنّة (وَجَزهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَریراً ).

 وإحدى المواهب الاُخرویة للأفراد هی أنهم یسکنون فی بساتین الجنّة التی تختلف فی جمیع اُمورها عن بساتین الدنیا، تلک البساتین التی یجری من تحتها الأنهار، والأشجار الخضراء الیانعة طوال السنة وتؤتی ثمارها فی جمیع الفصول، الأشجار التی لا تحتاج لقطف ثمارها أن یتحمل الإنسان بعض التعب فی ذلک بل تحضر بنفسها بمجرد إرادة الإنسان المؤمن وتضع نفسها بین یدیه.

 3 ـ الراحة والرفاهیة (مُتَّکِئینَ فِیها عَلَى الاَْرائِکِ).

 «أرائک» جمع «أریکة» والأصل فیها التخت الذی تجلس علیه العروس ثمّ اُطلقت على جمیع الکراسی الجمیلة، فأهل الجنّة یجلسون فی بساتینها على أرائک جمیلة ویتکئون علیها ویتنعمون بنعیم الجنّة، وعبارة «متکئین» تعبیر ظریف وجمیل لأن الإنسان لا یعیش هذه الحالة من الجلوس متکئاً على الأریکة إلاّ وهو ناعم البال مرتاح الضمیر آمن الخاطر، فلو کان قلقاً ومضطرباً فإنه لا یمکنه الجلوس فی مثل هذه الحالة والإتکاء على الأریکة بل تراه یقوم ویقعد ویتحرک من هنا ومن هناک.

 4 ـ الأجواء المعتدلة والنسیم العلیل (لا یَرَوْنَ فِیهَا شَمْساً وَلا زَمْهَریراً).

 هواء الجنّة معتدل جدّاً فلیس هناک شمس الصحراء المحرقة ولا یحتاج الإنسان إلى أجهزة التبرید، ولیس الجو بارداً جدّاً لیحتاج الإنسان أجهزة للتدفئة بل یعیش الإنسان هناک الربیع الدائم والنسیم العلیل، ولا شکّ أن فی الجلوس والاتکاء على الأرائک الجمیلة فی مثل هذا الجو الناعم وتحت ظلال الأشجار المثمرة والیانعة، لذّة لا توصف وسعادة لا تتصور.

 سؤال : هذه الآیات الشریفة تنفی وجود الشمس فی الجنّة، ولکن الآیات اللاحقة تتحدّث عن وجود ظلال لأشجار الجنّة، فلو لم تکن هناک شمس فکیف یُعقل أن تکون هناک ظلال للأشجار، ألیس هذا من التناقض ؟

 الجواب : أوّلاً : إنّ القرآن لا یقول أن فی الجنّة لا یوجد شمس، بل یقول أن أهل الجنّة لا یرون الشمس، أی أن أشجار الجنّة متراکمة الأغصان وکثیفة الأوراق إلى درجة أن أهل الجنّة لا یرون الشمس بسبب کثافة هذه الأشجار وارتفاعها.

 ثانیاً : إنّ المراد بقوله (لا یَرَوْنَ فِیهَا شَمْساً ) أنهم لا یحسون بحرارة الشمس الشدیدة، فالآیة لا تنفی وجود شمس معتدلة، وعلیه فلا یوجد هناک تناقض فی البین.

 5 ـ الظلال والفواکه (وَدانِیَةً عَلَیْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلیلاً ).

 إنّ أشجار الجنّة تظلل على هؤلاء المؤمنین بأغصانها وتدنی إلیهم ثمارها حتّى ینالون منها ما یشاؤون دون أن یتعبوا أنفسهم فی الصعود علیها وقطف ثمارها.

 6 ـ الخدم من الغلمان (وَیَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ).

 وکلّما أرادوا شیئاً أمروا الخدم والغلمان من الولدان المخلدون الذین هم فی جمالهم کاللؤلؤ المنثور لیحققوا لهم ما یریدون، بل لا یحتاج هؤلاء الغلمان إلى الأمر والنهی لأنهم یتحرکون من موقع الخدمة لصاحبهم وسیّدهم دائماً.

 7 ـ الثیاب الجمیلة جدّاً (عالِیَهُمْ ثِیَابُ سُنْدُس خُضْرٌ وَاِسْتَبْرَقٌ).

 حیث یلبس أهل الجنّة أنواع الملابس الجمیلة والبرّاقة والمصنوعة من الحریر الناعم ومن السندس والإستبرق، فحتّى الملابس التی کانت حرام علیهم فی الدنیا فإنه یباح لهم لبسها وارتداؤها فی الآخرة.

 8 ـ الزینة(1) (وَحُلُّوا اَساوِرَ مِنْ فِضِّة).

 فیباح لهم فی الجنّة التزیّن بأنواع الزینة ولبس الأسورة من الذهب والفضة.

 9 ـ أدوات الضیافة الراقیة (وَیُطافُ عَلَیْهِمْ بِآنِیَة مِنْ فِضَّة وَاَکْواب کانَتْ قَوارِیراً).

 إنّ الأدوات التی یستخدمها الإنسان فی تناول غذائه والآنیة التی یستخدمها فی طعامه لها أهمیة خاصّة، فلو أن أفضل الأغذیة وأطیب الأطعمة والأشربة وضعت فی آنیة وأقداح غیر مناسبة ووسخة فإنّ ذلک بإمکانه أن یسلب الشهیة من الإنسان حتّى لو کان جائعاً، ولکن على العکس من ذلک إذا کان الغذاء عادیاً ولکن تمّ تقدیمه بآنیة جمیلة ومناسبة ونظیفة فإنّ ذلک من شأنه أن یثیر فی الإنسان الشهیّة للأکل، ولذلک نجد أن آنیة الجنّة وأکوابها التی یستخدمها أهالی الجنّة مصنوعة من الفضة والذهب والبلور وعلى هیئة جمیلة وجذّابة جدّاً، وطبعاً الفضة فی ذلک العالم تختلف عن الفضة فی هذه الدنیا حیث إن تلک الآنیة من الفضة شفافة کالزجاج.

 10 ـ أنواع النِعم والمواهب (وَاِذَا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعیماً).

 فعندما یرد المؤمن الجنّة ویرى المواهب العظیمة والنِعم الکثیرة التی توضع تحت اختیاره فإنه یرى ما لا یمکن وصفه من النعیم.

 11 ـ الملک العظیم (وَمُلْکاً کَبِیراً) إنّ أهل الجنّة بالنسبة إلى الإمکانات والخدم والحشم والمنزلة العظیمة التی لدیهم یعیشون الملک والسلطنة العظمى وکأن کلّ واحد منهم یعیش السلطنة والملک على دولة مستقلة ومملکة عظیمة.

 12 ـ أنواع المشروبات : إنّ إحدى النعم والمواهب المقررة لأهل الجنّة والتی ذکرها القرآن فی موارد متعدّدة هی أنواع الخمور والمشروبات الخاصة بأهل الجنّة، الخمر الذی لا یزیل عقل الإنسان بل یثیر فیه روح النشاط والوجد والسرور، ونقرأ فی هذه الآیات من سورة الدهر أن هناک ثلاث أنواع من الأشربة فی الجنّة :

 ألف ـ شراب الکافور (إنَّ الاَْبْرارَ یَشْرَبُونَ مِنْ کَأْس کانَ مِزِّجُها کافُوراً).

 وهنا تتحدّث الآیة عن شراب ممزوج بعطر الکافور وهو المادة التی تضاف إلى الماء فی تغسیل المیت ولها خاصیة مضادّة للتعفن، ولکنها تستخدم فی لغة العرب بمعنى أوسع، فتطلق على کلّ شیء معطر ذی رائحة طیبة، وعلیه فالمراد من شراب الکافور هو الشراب المعطّر الذی یثیر لدى أهل الجنّة لذّة کبیرة عند تناوله.

 ب ـ شراب الزنجبیل (وَیُسْقُوْنَ فِیها کَأْساً کانَ مِزاجُها زَنْجَبیلاً ).

 الزنجبیل أیضاً یستعمل فی معناه المتداول والمعروف وکذلک بمعنى عطور خاصّة، ولکن هنا ورد بالمعنى الثانی حیث یتناول أهل الجنّة شراباً ممزوجاً بعطر الزنجبیل.

 ج ـ الشراب الطهور (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً).

 النوع الثالث من أنواع الأشربة التی یتناولها أهل الجنّة هو الشراب الطهور حیث یسقیهم الله تعالى هذا الشراب فی الجنّة.

 هذه التعبیرات المتنوعة فی مفردة الشراب تستحق الدقّة والتأمل، فعندما یتحدّث عن شراب الکافور یعبر عنه بجملة «یشربون» أی أن أهل الجنّة یتناولون هذا الشراب بأیدیهم، أما فی مورد شراب الزنجبیل وردت العبارة بجملة «یسقون» أی أن خدم الجنّة یقدّمون هذا الشراب لهؤلاء المؤمنین، وبالنسبة إلى الشراب الطهور ورد التعبیر بـ «سقاهم ربّهم» أی أن الله تعالى هو الذی یسقیهم هذا الشراب الطاهر فی الجنّة.


1 . الإسلام لا یمانع من التزیّن، إلاّ أنه منع من الإسراف فی استخدام الزینة، بل إن القرآن الکریم دعا إلى استخدام الزینة عند التوجّه إلى المساجد وحثّ على لبس الثیاب النظیفة وورد استحباب العطر وأمثال ذلک.

 

المقارنة بین الثواب الدنیوی والاُخرویماذا یعنی الشراب الطهور ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma