وبإمکاننا أن نستوحی ملاحظتان أو توصیتان من أجواء الآیة الشریفة :

 1 ـ أنّه بالرغم من أنّ المخاطب فی هذه الآیة الشریفة هو رسول الله بشخصه إلاّ أنّ وظیفة تبلیغ مسألة الولایة والإمامة والإجابة على علامات الإستفهام والشبهات التی تثار حولها لا تختص بالرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) بلا شک، بل هی وظیفة جمیع العلماء وأهل النظر على طول التاریخ.

 2 ـ الاُخرى فی هذه الآیة الشریفة هی أنّ المؤمنین الواقعیین هم الأشخاص الذین یتحرکون فی خط الطاعة لله تعالى من موقع التسلیم والاذعان للحقّ لا من موقع التعصّب والعناد والمیول الفئویة والطائفیة والحزبیة بحیث یسلّمون أحیاناً ویخالفون أحیاناً اُخرى.

 وأساساً فإنّ السرّ فی وصول نبی الإسلام لتلک المقامات العالیة والمنازل المعنویة الرفیعة تکمن فی عبودیته وتسلیمه المحض لله تعالى وهو ما نشهد به فی کلّ صلاة قبل الشهادة برسالته ونقول : «اشهد أن محمّداً عبده ورسوله».

 ونحن إذا أردنا نیل تلک المرتبة السامیة من القرب الإلهی وأردنا أن نعیش الإیمان الحقیقی والواقعی وتطبیق إدعائنا فی الإستنان بسنّة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)فیجب أن نسلّم لأمره على کلّ حال حتّى لو کان على خلاف رغباتنا ومزاجنا ومیولنا العاطفیة.

 ولغرض تکمیل هذا البحث نستعرض خلاصة لقصّة الغدیر کما وردت فی تفسیر «نفحات القرآن»....