قصة الأنبیاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
أبعاد البحثمن هو صاحب الاُذن الواعیة ؟

 لقد بحث القرآن الکریم قصص الأنبیاء فی هذه السورة «سورة الحاقة» بل فی غیرها من السور القرآنیة الکریمة من زوایا مختلفة ومتنوعة.

 سؤال : لماذا تطرّق القرآن الکریم لبیان تاریخ الاُمم والأقوام السالفة واستعرض قصص الأنبیاء السابقین، فهل أن القرآن کتاب تاریخ ؟

 الجواب : القرآن کتاب لتهذیب الإنسان، والتاریخ البشری له دور مهم فی تعلیم وتربیة الإنسان فی حرکة حیاته الفردیة والإجتماعیة، والخلاصة أن الإنسان یعیش التجربة والحوادث المتنوعة فی هذه الحیاة وما أحسن أن یستفید الإنسان من تجارب الآخرین على مستوى العبرة والسلوک العملی لا أن یتمنّى کما یقول بعض الشعراء أن یعیش ویحیى مرتین ویجعل إحدى الحیاتین لممارسة التجارب والثانیة للاستفادة من تلکم التجارب الماضیة.

 یقول تبارک وتعالى فی الآیة 111 من سورة یوسف :

 (لَقَدْ کانَ فِی قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاُِولِی الاَْلْبابِ).

 ویشیر أیضاً فی بدایة سورة الحاقة إلى قصص الأنبیاء والسابقین مع أقوامهم حیث سنتعرض هنا إلى شرح وتفسیر هذه الآیات المبارکة :

 (وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِکاتُ بِالْخاطِئَةِ).

 إنّ فرعون والأقوام التی سبقته أی قوم شعیب، عاد، ثمود وأقوام اُخرى وکذلک المدن المؤتفکة أی المنقلبة والمدمَّرة بسبب تلوّث أهلها بالخطیئة والذنوب الکبیرة، «المؤتفکات» جمع «مؤتفکة» وتشیر إلى قصة قوم لوط عندما نزل علیهم العذاب الإلهی وأصابهم الزلزال المهیب ودمر بیوتهم ومنازلهم بحیث إنّ الرائی لها یحسبها قد انقلبت رأساً على عقب وبعد الزلزال نزل علیهم مطر من الشهب والأحجار الموسومة ودمّر ما تبقّى من آثارهم، والسبب فی نزول هذا العذاب هو ممارستهم الخطیئة والإصرار على الذنوب حیث أشارت الآیة إلى هذا المعنى «بالخاطئة».

 (فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَاَخَذَهُمْ اَخْذَةً رابِیَةً).

 إنّ الأقوام السالفة تحرّکوا فی سلوکیاتهم مقابل دعوة الأنبیاء من موقع العناد والإبتعاد عن الحقّ ولذلک أنزل علیهم الله تعالى العذاب الشدید، والتعبیر بقوله «ربّهم» إشارة إلى أنّ الله تعالى أراد تهذیبهم وصلاحهم بإرساله الأنبیاء إلیهم ولکنّ بعض الناس أصرّوا على معتقداتهم الزائفة ولم یستجیبوا لدعوات الأنبیاء وتعالیمهم الإلهیة والصادرة من ولی أمرهم ومربّیهم ولذلک استحقوا العذاب والعقاب الشدید.

 (اِنّا لَمّا طَغَا الْماءُ حَمَلْناکُمْ فِی الْجارِیَةِ).

 وتشیر هذه الآیة إلى قصة نوح عندما أمطرت السماء بأمر الله تعالى بماء منهمر وتفجّرت الأرض بالعیون الفوّارة وجرى السیل المهیب بحیث لم یستغرق سوى مدّة قلیلة حتّى عمّ الماء أرض المعمورة ولم تسلم من الطوفان حتّى الجبال ولذلک أمر الله تعالى نوح ومن معه من المؤمنین برکوب السفینة لینقذوا أنفسهم من الغرق، ولکن الوثنیین والمشرکین ومنهم ابن نوح الذین أصرّوا على سلوک خطّ الباطل والشرک والإنحراف غرقوا جمیعاً فی هذا الطوفان، هؤلاء کانوا یسخرون یوماً من النبی نوح (علیه السلام)لصنعه السفینة بعیداً عن البحر بل اتهموه بالجنون أیضاً وعندما حدث الطوفان وأمطرت السماء ذلک المطر العجیب وجدوا أنفسهم فی معرض العقاب الإلهی وهلکوا جمیعاً بسوء أفعالهم.

 (لِنَجْعَلَها لَکُمْ تَذْکِرَةً وَتَعِیَها اُذُنٌ وَاعِیَةٌ).

 فالقرآن الکریم یشیر هنا إلى أن استعراض قصص الأقوام السالفة والأنبیاء الإلهیین لیس بهدف بیان وقائع تاریخیة محضة بل الهدف والغایة من ذلک هو کسب العبرة واستیحاء التجارب من أحداث التاریخ الغابر والإستفادة منها لممارسات الحاضر ولا یتدبّر فی هذه الاُمور ویستفید منها إلاّ من کانت له اُذن واعیة ونفس متذکرة لتحفظ هذه الحوادث والقصص التاریخیة، «وعى» بمعنى حفظ الشیء فی القلب وفی المصطلح الجدید تطلق هذه الکلمة «الوعی» على من یتعامل مع الأحداث بذهنیة متحرکة وفکر جیّد، وعلیه فعبارة «اُذنٌ واعیة» تعنی الشخصیة التی تستوعب الحدث وتحفظه لتستفید منه على مستوى التطبیق والممارسة ولا تترکه فی طیّات النسیان کما هو الحال فی المثال المعروف «یسمع من هذه الاُذن ویخرجه من اُذنه الاُخرى» فالإنسان الواعی لا یتعامل مع مستجدات الواقع بهذه الصورة بل یسمع بکلا اُذنیه ویحفظ ما سمعه فی قلبه لیکون صاحب الاُذن الواعیة، والعین البصیرة، والقلب السلیم، والعقل المتفکّر.

 

أبعاد البحثمن هو صاحب الاُذن الواعیة ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma