1 ـ نفوذ المحبّة فی قلوب الجمیع

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
الشیعة بمثابة السراج المنیر2 ـ مفهوم العمل الصالح فی القرآن

 إنّ ظاهر الآیة الشریفة هی أن الإیمان والعمل الصالح لا یستوجبان فقط نفوذ المحبّة فی قلوب المؤمنین بالنسبة إلى ذلک الشخص بل إنّ شعلة هذه المحبّة تسری إلى قلوب غیر المؤمنین وتعمل على تسخیرها ولهذا فإنّ أعداء الإمام علی (علیه السلام) أیضاً یشعرون بالمحبّة له رغم أن أهواءهم النفسانیة لا تسمح لهم بإظهار هذا الحبّ ولکن قد یفلت من کلماتهم هذا الأمر.

 وهذا ما ورد فی کتب التاریخ مراراً من أن معاویة کان یسأل من بعض شیعة الإمام علی(علیه السلام) عند ملاقاتهم به عن حالات أمیرالمؤمنین وأفعاله، وبعد أن یستمع لما یذکرونه من ثناء ومدح لأمیرالمؤمنین یؤیدهم فی ذلک(2).

 وأما عمرو بن العاص وهو الرجل الثانی من قادة العصیان والتمرد والإنحراف والذی یعدّ الشریک الأوّل لجرائم معاویة بل إنّ معاویة کان یأتی بالدرجة الثانیة فی المکر والحیلة والإفساد بعد عمرو بن العاص، هذا الشخص یقول فی قصیدته المعروفة باسم «الجلجلیّة»(3)

 

یعترف فیها بالجرائم التی ارتکبت فی زمن معاویة وکذلک فی فضائل الإمام علی (علیه السلام)ویقول :

مُعاوِیَةُ الْحالَ لا تَجْهَل *** وَعَنْ سُبُلِ الْحَقِ لا تَعْدِل

وَکِدْتُ لَهُمْ اَنْ اَقامُوا الرُّماحَ *** عَلَیْهَا الْمَصاحِفَ فِی الْقَسْطَل

نَسیتَ مُحاوَرَةَ الاَْشعَری *** وَنَحْنُ عَلى دُومَةِ الْجَنْدَل ؟

خَلَعْتُ الْخِلافَةَ مِنْ حَیْدَر *** کَخَلْعِ النَّعالِ مِنْ الاَْرْجُل

وألبستها فیک بعد الأیاس *** کلبس الخواتیم بالأنمل

وکم قد سمعنا من الْمُصْطَفى *** وَصَایَا مُخَصَّصَةً فِی عَلِیٍّ ؟

وَفِی یَوْمِ خُمٍّ رَقى مِنْبراً *** یُبَلّغُ والرَّکْبُ لَمْ یَرْجُل

وَفِی کَفِّهِ کَفِّهِ مُعْلِناً *** یُنادِی بِاَمْرِ الْعَزیزِ الْعَلِیّ

وَقالَ فَمَنْ کُنْتُ مَوْلىً لَهُ *** فَهذا لَهُ الْیَوْمَ نِعْمَ الْوَلِیّ

وَاِنّا وَما کَانَ مِنْ فِعْلِنا *** لَفِی النّارِ فِی الدَّرْکِ الاَْسْفَلِ(4)


1 . وقد ورد هذا المعنى فی الروایات الشریفة أیضاً، ومن ذلک ما روی عن الإمام الصادق (علیه السلام)قال : «کونوا لنا زیناً ولا تکونوا علینا شیناً» (بحار الأنوار : ج 68، ص 286) ومثله ما ورد عن الإمام الرضا والإمامالحسن العسکری(علیهما السلام). (بحار الأنوار : ج 75، ص 348 و 372).
2 . وقد أوردنا نماذج من هذه المحاورات فی کتاب «110 قصة من حیاة الإمام علی» الفصل الخامس.
3 . إن السبب الذی دفع عمرو بن العاص إلى إنشاد هذه القصیدة أن معاویة عندما ولاّه على مصر کان المفروض أن یرسل بعض خراجها إلى الحکومة المرکزیة فی الشام کما هو السائد فی الإمارات فی ذلک الزمان، إلاّ أن عمرو بن العاص أبى ذلک، فأرسل إلیه معاویة کتاباً یوبّخه فیه فاضطر عمرو إلى إرسال بعض خراج مصر إلى معاویة، ولکنه لما رأى أن معاویة قد نسى خدماته الجلیلة له وإنقاذه لحکومة الشام فی ظروف صعبة ومواقف حرجة، کتب إلى معاویة هذه القصیدة، وعندما قرأها معاویة فکأنه ندم على ما صدر منه تجاه عمرو بن العاص وأمر بأن یترک لحاله ولا یؤخذ من خراج مصر شیئاً.
4 . الغدیر : ج 2، ص 114.

 

الشیعة بمثابة السراج المنیر2 ـ مفهوم العمل الصالح فی القرآن
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma