فعلى رغم کلّ هؤلاء المفسّرین والرواة الذین فسّروا الآیة الشریفة مورد البحث بالنبی (صلى الله علیه وآله) والإمام علی (علیه السلام) فإنّ الفخرالرازی رفع لواء المعارضة والمخالفة وزعم : «أن المراد من الجملة الثانیة هو أبوبکر لأنه هو الملقّب بالصدّیق».

 وأجابه القاضی نورالله التستری بجواب قاطع وقال :

 «لم یرد هذا المطلب الذی ذکره الفخر الرازی فی أی کتاب قبله، ونعلم أن الفخر الرازی لم یکن من أصحاب النبی، إذن فکلامه فی تفسیر هذه الآیة لا یقوم على أساس متین».

 وعلیه فإنّ بطلان هذا الرأی لا یحتاج إلى زیادة بیان وتوضیح(6).

1 . الجامع لأحکام القرآن : ج 15، ص 256 نقلاً عن احقاق الحقّ : ج 3 ص 178.
2 . البحر المحیط : ج 7، ص 428 نقلاً عن احقاق الحقّ : ج 3، ص 178.
3 . الدرّ المنثور : ج 5، ص 328 نقلاً عن احقاق الحقّ : ج 3، ص 178.
4 . المناقب المرتضویة : ص 51 نقلاً عن احقاق الحقّ : ج 3، ص 178.
5 . روح المعانی : ج 30، ص 3 نقلاً عن احقاق الحقّ : ج 3، ص 178.
6 . مضافاً إلى وجود العدید من الروایات فی مصادر أهل السنّة والشیعة تخصّ الإمام علی بصفة «الصدّیق» و«الفاروق» کما ورد عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) قوله «لکلّ اُمّة صدّیق وفاروق، وصدّیق هذه الاُمّة وفاروقها علیّ بن أبی طالب» وقد وردت هذه الروایات فی بحار الأنوار : ج 38، ص 112 ـ 212 ـ 213 ـ 216 ـ وفی أجزاء اُخرى منه، وورد مضمون الروایة المذکورة آنفاً فی العشرات من کتب أهل السنّة (انظر الغدیر : ج 2، ص 313 فصاعداً).