أوّل المؤمنین، امتیاز کبیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
قیمة الإیمان قبل البلوغمعرفة الفضائل مقدّمة للعمل !

 ولعلّ البعض یتصور بأن «أوّل المؤمنین» لا یعدُّ امتیازاً وفضیلةً لأمیرالمؤمنین ولا یختلف الحال بین من سبق الناس إلى الإیمان وبین من التحق بالإسلام بعده، ولکنّ الإنصاف هو وجود تفاوت کبیر وبون شاسع بینهما، ولأجل توضیح هذا المطلب نستعرض قصة «سحرة فرعون» :

 یذکر القرآن الکریم أن فرعون أمر بأن یجمعوا له جمیع السحرة من سائر بلاد مصر لمواجهة النبی موسى (علیه السلام)، وفی الیوم الموعود أحضرهم جمیعاً وبذل لهم الوعود الکثیرة ومنها أن یکونوا من المقرّبین إلى البلاط الفرعونی (قال نعم وإنکم إذن لمن المقرّبین)(1).

 وقد هیّأ فرعون جمیع مستلزمات النصر والغلبة فی ذلک الیوم بحیث کان مطمئناً إلى انتصاره فی مواجهة موسى وهارون وحلّ ذلک الیوم، وألقى السحرة فی البدایة عِصیّهم وحبالهم وسحروا أعین الناس وانقلبت هذه العصی والحبال إلى أفاعی وثعابین مخیفة.

 ثمّ إنّ موسى (علیه السلام) ألقى عصاه بأمر من الله تعالى نحو سحر السحرة فانقلبت العصى إلى ثعبان عظیم وبدأ یلتقم حبالهم وعِصیّهم وحطّم بذلک سحرهم ومکیدتهم، فأدرک السحرة أن هذا الشخص لیس بساحر وأنه مؤیّد من قبل الله تعالى ولذلک سجدوا جمیعاً وقالوا : (آمَنا بِرَبِّ العالَمینَ)(2).

 وکان إیمان هؤلاء السحرة الذین جمعهم فرعون لغرض مواجهة موسى، مؤثراً بشدّة فی تقویة ودعم جبهة الحقّ ویعدّ ضربة قاصمة إلى فرعون والملأ، لأن الناس عندما شاهدوا أن السحرة أنفسهم آمنوا وصدّقوا بموسى ومیّزوا بین «المعجزة» وبین «السحر» کان ذلک دافعاً ومحرّکاً لهم على الإیمان بموسى وبالرسالة السماویة، وعندما شاهد فرعون هذه الظاهرة العجیبة شرع بالحدیث مع السحرة من موقع التهدید والإرعاب وقال لهم :

 (لاَُقَطِّعَنَّ اَیْدِیَکُمْ وَاَرْجُلَکُمْ مِنْ خِلاف ثُمَّ لاَُصَلِّبَنَّکُمْ اَجْمَعینَ)(3).

 ولکنّ نور الإیمان جعل من تعذیب فرعون لهؤلاء السحرة سهلاً ویسیراً ولذلک أعلنوا استعدادهم لتقبّل کلّ أشکال التعذیب والقتل على التخلّی عن اعتقادهم وإیمانهم :

 (اِنّا نَطْمَعُ اَنْ نَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطایانا اَنْ کُنّا اَوَّلَ الْمُؤْمِنینَ)(4).

 ویستفاد من هذه الآیات الشریفة أن «أوّل المؤمنین» یعدّ امتیازاً کبیراً للإنسان بحیث إنه یعتبر کفّارة لجمیع الذنوب السابقة، والعلّة فی ذلک واضحة، لأنه لیس کلُّ شخص مستعداً لأن یکون أوّل المؤمنین ویتقبّل الأخطار والأضرار وجمیع التبعات والتحدّیات التی یفرضها الواقع المخالف علیه، ولذلک فإنّ ثواب «أوّل المؤمنین» یمتاز عن سائر أشکال المثوبات الاُخرى.

 الإمام علی (علیه السلام) کان أوّل المؤمنین بین المسلمین جمیعاً ولذلک یعدُّ امتیازاً خاصّاً وفضیلة مهمّة له حیث یعبر ذلک عن شجاعته وشهامته عندما لبّى نداء النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)وشخّص الحقّ من الباطل وأن هذه الدعوة هی دعوة إلهیّة، ولذلک لم یتردد لحظة فی الإستجابة لدعوة النبی وحظى بمنزلة «أوّل المؤمنین إیماناً».

 الإنسان الشیعی ینبغی علیه أن یتحلّى بهذه الخصلة والفضیلة أیضاً وعندما تشیع الفحشاء وتسود المفاسد فی المجتمع علیه أن یکون أوّل من یتقدّم لکسر حاجز الصمت والتصدّی لهذه المفاسد والقبائح على المستوى الفکری والأخلاقی ویکون أوّل الآمرین بالمعروف والناهین عن المنکر، وعلى الإخوان الأعزاء الذین یشترکون فی مجالس الفرح والسرور فیما لو شاهدوا أن المجلس قد تلوّث بالذنوب والمعاصی ولا أحد من الحاضرین
یتصدّى للنهی عنها فلا ینبغی أن یکون حاله کحال بقیة الناس، ففی ذلک تکمن الفضیحة والمشارکة فی الإثم، بل یجب علیه ترک هذا المجلس وأن یتقبّل جمیع أشکال اللوم والذمّ من الحاضرین من طیب خاطر وفی سبیل الله.

 إنّ الشیعی الصادق لأمیرالمؤمنین (علیه السلام) لا ینبغی له أن یخاف ویستوحش من الوحدة فی مسیر الحقّ وفی حرکته فی خطّ الإمام علی، لأنه (علیه السلام) یقول :

 «لا تَسْتَوْحِشُوا فِی طَریقِ الْهُدى لِقِلَّةِ اَهْلِهِ»(5).

 والخلاصة أن مقام «أوّل المؤمنین» یحتاج إلى شجاعة أکثر ومعرفة أوسع وقدرة نفسیّة على تحطیم القیود والتقالید السائدة فی المجتمع المتخلّف وهذه اُمور قد اجتمعت فی الإمام علی(علیه السلام).

إنّ سحرة فرعون بإیمانهم بالنبی موسی و نیلهم لمرتبة أوّل المؤمنین به فإنهم لیس فقط تخلّصوا من أجواء الظلم و الکفر و الشرک بل أصبحوا فی صفّ الشهداء، أجل فإنهم فی صباح ذلک الیوم کانوا فی صفّ الفراعنه و أنصار فرعون و فی تلک اللیلة أمسوا فی صفّ الشهداء(6) لأن فرعون جسّد تهدیده بقتلهم و صلبهم فکان أن إستشهدوا جمیعآً فی تلک اللیلة.

 ومن الجدیر بالذکر أن إیمان الأشخاص فی المراحل البعدیة یعدّ ثمرة لإیمان الأوائل، ولهذا فإنّ القسم الأعظم من أصحاب وأتباع النبی موسى قد أمنوا به بسبب إیمان وشهادة هؤلاء السحرة، وهذه إحدى الآثار الکثیرة لدماء الشهداء.


1 . سورة الأعراف : الآیة 114.
2 . سورة الأعراف : الآیة 121.
3 . سورة الأعراف : الآیة 124.
4 . سورة الشعراء : الآیة 51.
5.نهج البلاغة:الخطبة 201
6.یقول العلامة الطبرسی فی مجمع البیان ج3،ص464:«کانوا أول النهار کفّاراً سحرة، و آخر النهار شهداء بررة».

 

قیمة الإیمان قبل البلوغمعرفة الفضائل مقدّمة للعمل !
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma