(اَلْیَوْمَ یَئِسَ الَّذِین کَفَرُوا مِنْ دینِکُمْ) فبالرغم من أنّ أعداء الإسلام والکفّار المعاندین لم یتوانوا فی التصدی للدعوة السماویة منذ بدایتها وإلى آخر أیّام حیاة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)وبوسائل مختلفة، وفی کلّ مرّة کانوا یهزمون ویولّون الأدبار ولکنهم مع ذلک لم یفقدوا الأمل فی الإنتصار على الإسلام والمسلمین، ولکن عند نزول هذه الآیة الشریفة ندرک جیداً وقوع حادثة مهمة بحیث إنّ هؤلاء الأعداء لم ینهزموا فقط بل فقدوا أملهم بالنصر نهائیاً.
وعلى هذا الأساس فإنّ هؤلاء الکفّار والمشرکین قد تملّکتهم حالة من الیأس المطبق فی تحقیق النصر على هذه الدعوة الجدیدة.
(فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَونِ) فمع هذا النصر الکبیر الذی حصل لکم فی هذا الیوم فلا ینبغی لکم بعد ذلک أن تعیشوا حالة الخوف والخشیة من الأعداء لأنهم سوف لا یشکلون خطراً علیکم إطلاقاً بل علیکم أن تتحرکوا فی امتثال أوامر الله سبحانه وتعالى من موقع الخشیة لله والتقوى لأنّ الخطر الأساس فی هذه المرحلة یتمثل فی الأهواء والشهوات والإبتعاد عن خط الطاعة والتقوى والمسؤولیة.
(اَلْیَوْمَ اَکْمَلْتُ لَکُمْ دینَکُمْ وَاَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی) ففی هذا الیوم العظیم والمهم أکمل الله لکم دینکم وأتم نعمته علیکم.
(وَرَضیتُ لَکُمْ الإسْلاَمَ دِیناً) إنّ عظمة هذا الیوم وأهمیة هذه الحادثة إلى درجة بحیث إنّ الله عزّوجلّ رضى لکم الدین الإسلامی إلى الأبد.