أصحاب وأنصار النبی(صلى الله علیه وآله)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
شأن النزولمن هو صالح المؤمنین ؟

 نرى من اللازم فی تفسیر الآیة مورد البحث إلقاء نظرة إجمالیة على الآیات السابقة لها لتوضیح المراد منها.

 بلا شک أن شخصیة کبیرة مثل شخصیة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) لا تتعلق بذاته وشخصه کواحد من الناس بل تتعلق بجمیع أفراد المجتمع الإسلامی والمجتمع البشری أیضاً، وعلیه فلو واجه مؤامرة فی بیته ومن أقرب الناس إلیه فإنّ هذه المؤامرة رغم کونها خاصّة ومحدودة بدائرة صغیرة إلاّ أن ذلک لا یعنی أن نمرُّ علیها مرور الکرام ومن موقع عدم الإهتمام فإنّ حیثیة النبوّة وهذا المقام العظیم لا ینبغی أن یکون «والعیاذ بالله» اُلعوبة بید هذا وذاک، فلو فُرض أن واجه النبی مثل هذه الحال فلابدّ أن یتعامل مع هذا الموقف بجدیّة وقاطعیّة لئلاّ یسری الأمر إلى موارد اُخرى.

الآیات الأولی من سورة التحریم فی الحقیقة تتضمن أمراً قاطعاً من الله تعالی لنبیّه الکریم أن یتخذ موقفاً صارماً من هذه الحادثة، و من أجل حفظ کرامة النبی و حیثیته تقول الآیة:(یا أیُّها النَّبِیُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما اَحَلَّ اللهُ لَکَ تَبْتَغی مَرْضاتَ اَزْواجِکَ).

 ومعلوم أن هذا التحریم لم یکن تحریماً شرعیاً بل کما سیأتی توضیحه فی الآیات اللاحقة أنه کان بمثابة قَسَم من النبی الکریم (صلى الله علیه وآله)، ونعلم أن القسم على ترک بعض المباحات لا یعدُّ من الذنوب، وعلیه فإنّ جملة «لِمَ تحرّم» لم ترد بعنوان عتاب وتوبیخ بل هو نوع من الشفقة واللطف، کما یقال لمن یتعب نفسه کثیراً فی خدمة الآخرین ومن دون أن یعود علیه إلاّ بالنفع القلیل : لماذا تتعب نفسک کثیراً وتعمل کلّ هذه الأعمال ولا تنتفع منها إلاّ القلیل ؟

 (وَاللهُ غَفُورٌ رَحیمٌ)، ثمّ إنّ الله تعالى یختم الآیة الشریفة بالغفران والرحمة للزوجات اللواتی سببّن وقوع هذه الحادثة فیما لو صدقن فی التوبة إلى الله تعالى، أو هی إشارة إلى أنّ الأفضل للنبی الکریم (صلى الله علیه وآله) أن لا یقسم مثل هذا القسم بحیث یحتمل أن یتسبب فی إقدام بعض زوجاته على مستوى الجرأة والجسارة.

 وتضیف الآیة التالیة (قَدْ فَرَضَ اللهُ لَکُمْ تَحِلَّةَ اَیْمانِکُمُ) وبهذا جعل الله تعالى کفّارة القسم لیتحرر الإنسان من قَسَمه ولا یتورط فی الذنب فی الموارد التی یکون ترک العمل مرجوحاً «من قبیل الآیة مورد البحث» فی هذه الصورة یجوز حنث الیمین ولکن لأجل حفظ حرمة الیمین فالأفضل دفع کفّارة.

 (وَاللهُ مَوْلاکُمْ وَهُوَ الْعَلیمُ الْحَکیمُ) وهو الذی بیّن لکم طریق النجاة والتخلّص من هذه الأیمان وفتح لکم أبواب حلّ المشکل بحکمته، ویستفاد من الروایات الشریفة أن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) بعد نزول هذه الآیة أعتق رقبة وتحرر من القسم الذی حرّم بواسطته ما کان حلالاً له.

 وتتحرّک الآیة التی بعدها على مستوى شرح وبیان الواقعة بتفصیل أکثر وتقول :

 (وَاِذْ أَسَرَّ النَّبِیُّ إلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدیثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَاَظْهَرَهُ اللهُ عَلَیْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَاَعْرَضَ عَنْ بَعْض).

 فهنا تتحدّث الآیة الشریفة عن حدیث النبی (صلى الله علیه وآله) لبعض أزواجه فی سرّ معیّن ولکنّ هذه الزوجة لم تحفظ السرّ بل أفشته وأعلنت عنه، ولکن ماذا کان هذا السرّ ومن هی الزوجة التی تحدّث النبی معها وأطلعها على هذا السرّ فسوف یأتی فی بحث شأن النزول لاحقاً.

 ویتّضح من مجموع هذه الآیات القرآنیة أنّ بعض نساء النبی (صلى الله علیه وآله) مضافاً إلى توجیه الإساءة إلیه بکلامهنّ فإنّهنّ لم یحفظنّ السرّ معه والذی یعتبر أهم العناصر فی العلاقات الزوجیة بأن تکون الزوجة وفیّة لزوجها وتحفظ أسراره، ولکننا نرى خلاف ذلک فی بیت النبوّة، ومع ذلک فنلاحظ أن سلوک النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) مع کلّ هذه التعقیدات والمواقف السلبیة من بعض زوجاته إلاّ أنه لم یکن مستعداً للکشف عن جمیع السرّ الذی أفشته زوجته ویوّبخها على ذلک بل اکتفى بالإشارة إلى بعضه فقط «عرّف بعضه وأعرض عن بعض» ولذا ورد فی الحدیث الشریف عن أمیرالمؤمنین (علیه السلام) أنه قال :

 ما اسْتَقْصى کَریمٌ قَطُّ لاَنَّ اللهَ یَقُولُ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَاَعْرَضَ عَنْ بَعْض(1).

 ثمّ تتوجه الآیة بالخطاب إلى الزوجتین مورد البحث وتقول :

 (اِنْ تَتُوبا إلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُکُما) فلو انتهیتما من إساءة النبی (علیه السلام) وتبتما إلى الله فإنّ ذلک یعود علیکما بالنفع لأنّ قلوبکما قد انحرفت بهذا العمل عن خطّ الحقّ وتلوثت بالذنب.

 والمراد بهاتین الزوجتین کما صرّح به المفسّرین من الشیعة والسنّة : «حفصة» بنت عمر بن الخطّاب و«عائشة» بنت أبی بکر(1)، وبما أن مثل هذه الحالات السلبیة تعتبر ظاهرة خطیرة فی بیت النبوّة فیما لو تکررت فی المستقبل فإنّ الله تعالى یحذّرهما فی هذه الآیة من الإستمرار فی سلوک هذا الطریق الشائن ویقول :

 (وَاِنْ تَظاهَرا عَلَیْهِ فَاِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِیلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنینَ وَالْمَلائِکَةُ بَعْدَ ذلِکَ ظَهیرٌ).

 وهذا التعبیر یشیر إلى هذه الحقیقة وهی أن هذه الواقعة قد أضرّت بالنبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)کثیراً وآلمت قلبه الطاهر إلى درجة أن الله تعالى یهبُّ للدفاع عنه، ورغم أن القدرة الإلهیة کافیة فی عملیة الدفاع عن النبی إلاّ أن القرآن الکریم أضاف إلیها حمایة جبرئیل والمؤمنین الصالحین والملائکة فی دفاعهم عن رسول الله.

 


1 . المیزان : ج 19، ص 338.

 

شأن النزولمن هو صالح المؤمنین ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma