بالنسبة إلى أهمیة الولایة فقد وردت روایات کثیرة تتحدّث عن هذا الموضوع وکمثال ونموذج لهذه الروایات نذکر الروایة الواردة عن الإمام محمّد الباقر (علیه السلام)حیث یقول زرارة نقلاً عن الإمام الباقر أنّه قال :
بُنِیَ الإسْلامُ عَلى خَمْسَةِ أَشْیاءَ; عَلَى الصَّلاةِ وَالزَّکاةِ والصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَالْولایةِ. قَالَ زُراَرَةُ : فَقُلْتُ : وَأیُّ شَیْء مِنْ ذَلِکَ أَفْضَلُ ؟ قَالَ (علیه السلام) : اَلْوِلایَةُ اَفْضَلُ لاَِنَّها مِفْتاحُهُنَّ وَالْوَالی هُوَ الدَّلِیلُ عَلَیْهِنَّ...(1)
وهنا بالإمکان استیحاء نقطتین من هذه الروایة :
ألف ) إنّ هذه القضایا الخمسة التی وردت فیها هذه الروایة ترتبط فیما بینها برابطة معیّنة، فالصلاة تمثّل رابطة الإنسان مع الله بل إنّ أفضل وقت لتحقیق الإرتباط مع الله تعالى هو وقت الصلاة.
«الزکاة» بدورها تمثل العلاقة بین الإنسان والآخرین من الأفراد والمجتمع من المحتاجین والمساکین حیث یحققون لهم حیاة معقولة وطبیعیة بإجراء قانون الزکاة وبذلک یتمکنون من التغلب على مشکلاتهم الاقتصادیة التی یفرضها الواقع الصعب.
«الصوم» یمثّل علاقة الإنسان مع نفسه، ومع تقویة هذه العلاقة بالصوم فإنّ الإنسان سیوفق فی مجال مجاهدة النفس والإنتصار على نوازعه المادیّة والدنیویة بل إنّ الصوم هو رمز لمجاهدة النفس وقوّة الأرادة.
«الحجّ» یمثّل الرابطة التی تربط جمیع المسلمین فیما بینهم حیث یجتمعون فی کلّ عام لمبادلة الأفکار والرؤى وتبادل وجهات النظر واستعراض المشاکل والتحدیات المصیریة التی یواجهها العالم الإسلامی والتفکیر الجاد فی حلّها.
«الولایة» هی الضامن الحقیقی والصحیح لتنفیذ وتبیین أحکام هذه المسائل.
وعلى هذا الأساس فإنّ الاُصول الخمسة المذکورة أعلاه لم تجتمع فی هذا الحدیث الشریف اعتباطاً بل تربطها رابطة منطقیة ومعقولة.
ب : لماذا کانت الولایة أفضل من الاُصول الأربعة الاُخرى ؟
الولایة تعنی تنفیذ قوانین الإسلام بتوسط الأئمّة المعصومین (علیهم السلام)وخلفائهم، وعلى هذا الأساس فإنّ الولایة هی أفضل وأسمى من الصلاة والصوم والحجّ والزکاة، الولایة هنا تعنی الحکومة الإسلامیة والولایة التی انبثقت من غدیر خم فی عملیة نصب الإمام علی (علیه السلام) والیاً على المسلمین.
1 . اُصول الکافی : ج 3، ص 30، کتاب الإیمان والکفر، باب دعائم الإسلام، حدیث 5.
