من هم القربى ؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
مودّة أهل البیت، أجر الرسالةتفسیر «القربى» فی نظر الشیعة

 إنّ جمیع الأبحاث التی تدور حول هذه الآیة الشریفة تترکز على کلمة «القربى» وتفسیرها، فمن هم القربى فی هذه الآیة والذین طلب رسول الله من المسلمین مودّتهم ومحبّتهم بعنوان أجر الرسالة ؟

 بعض العلماء والمفسّرین مرّوا على هذه الآیة مرور الکرام ولم یتعبوا أنفسهم فی تدبّرها والتأمل فیها، ولعلّ ذلک لأنهم لم یجدوا فیها إنسجاماً مع تصوراتهم القبلیة ومسبوقاتهم الفکریة، فی حین أن الآیة الشریفة عمیقة المغزى، ولأجل أن ندرک عظمة هذه الآیة بما فیها من معان عمیقة علینا أن نستوحی ونستعین لهذا الغرض من الآیات القرآنیة الاُخرى التی تتحدّث فی هذه المسألة على لسان سائر الأنبیاء (علیهم السلام).

 لو أمعنّا النظر فی سورة الشعراء لرأینا أن مسألة أجر الرسالة قد طرحت قبل نبی الإسلام على لسان خمسة من الأنبیاء العظام وهم : نوح، هود، صالح، لوط، وشعیب (علیهم السلام)، ولکن هؤلاء الأنبیاء لم یذکروا فی استغنائهم عن الأجر مسألة المودّة فی القربى، حیث ذکروا جمیعاً هذه المسألة بقولهم :

 (وَمَا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْر إنْ أَجْرِیَ إلاَّ عَلَى رَبِّ الْعالَمِینَ)(1).

 وهنا یثار هذا التساءل : کیف لم یطلب هؤلاء الأنبیاء أجراً فی مقابل أداء الرسالة ولکن رسول الإسلام طلب الأجر علیها بعنوان «المودّة فی القربى» ؟

 هل أنّ مقام هؤلاء الأنبیاء أعلى من مقام نبی الإسلام ؟

 بلا شکّ أن محمّد المصطفى أفضل من جمیع الأنبیاء، ولهذا ورد فی القرآن الکریم أن کلُّ نبیٍّ من الأنبیاء یأتی یوم القیامة شاهداً على اُمّته ولکنّ نبی الإسلام یأتی شاهداً على جمیع هؤلاء الشهداء (فَکَیْفَ إذا جِئْنا مِنْ کُلِّ اُمَّة بِشَهید وَجِئْنا بِکَ عَلَى هؤُلاءِ شَهیداً)(2).

 والحقیقة أن هذه المسألة تزداد غموضاً وعمقاً، فکیف یطلب نبی الإسلام الذی هو أفضل الأنبیاء الإلهیین أجراً على عمله فی حین أن جمیع الأنبیاء لم یطلبوا أجراً من أقوامهم ؟

 الحقیقة أن الآیة الشریفة تحتاج إلى مزید من البحث والدقّة والتدبّر، رغم أن البعض قد تهاون فی ذلک ومرّ علیها مرور الکرام لیمنع من یقظة الضمیر ولئلاّ یبتلى بعذاب الوجدان.

 سؤال : ما هو غرض النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) من طلب هذا الأجر؟ هل أنه یهدف من طلبه هذا إرضاء مصالحه الشخصیة، أو أنه یهدف من وراء ذلک إلى تحقیق غایات مقدسة اُخرى یعود نفعها على المسلمین أنفسهم ؟

 الجواب : وفی مقام الجواب على هذا السؤال نرى من الضروری أن نضع آیتین من القرآن الکریم إلى جانب آیة المودّة لکی تفسّر الآیات بعضها بعضاً :

 1 ـ نقرأ فی الآیة الشریفة 47 من سورة سبأ :

 (قُلْ ما سَأَلْتُکُم مِنْ أَجْر فَهُوَ لَکُمْ إنْ أَجْرِیَ إلاّ عَلَى اللهِ وَهُوَ عَلَى کُلِّ شَیْء شَهیدٌ).

 هذه الآیة الشریفة توضح بعض الإبهام فی آیة المودّة حیث یتّضح أن نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله)لم یطلب أجراً من قومه کما هو حال سائر الأنبیاء، إلاّ أن مسألة «المودّة فی القربى» فی الحقیقة تعود للناس أنفسهم.

 2 ـ ونقرأ فی الآیة 57 من سورة الفرقان والتی هی فی الحقیقة مفسّرة للآیة 47 من سورة سبأ حیث تبیّن الفائدة والنفع من «المودّة فی القربى» :

 (قُلْ مَا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْر إلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ یَتَّخِذَ إلى رَبِّه سَبیلاً).

 فالآیة السابقة بیّنت على أن أجر الرسالة لم یکن بدافع المصلحة الشخصیة للنبی (صلى الله علیه وآله)، بل یعود النفع فیها للناس، وهذه الآیة الشریفة تبیّن أن مسألة أجر الرسالة یستوحی مقوّماته من استمرار الأهداف الإلهیة من الرسالة، وفی الحقیقة أن النفع یعود إلى أصل الدین.

 النتیجة هی أن مسألة «أجر الرسالة» لم یکن یقوم على أساس النفع الشخصی لنبی الإسلام بل کان النبیّ الأکرم (صلى الله علیه وآله) کسائر الأنبیاء فی عدم طلبه الأجر الشخصی من الناس، ولکنّ أجر الرسالة المذکور فی آیة المودّة هو فی الحقیقة باعث على استمرار الرسالة ودوام الدین، ومع الإلتفات إلى هذه الحقیقة وهی أن «مودّة القربى» لها هذا الإعتبار الکبیر بحیث تمثّل عاملاً مهماً لاستمرار الرسالة، فهل یصحّ التعامل مع هذه الآیة الشریفة من موقع عدم الإهتمام بالتدبّر فیها حذراً من انقلاب الآراء والأفکار المسبقة ؟


1 . سورة الشعراء : الآیات 109، 127، 145، 164، 180. وقد ورد هذا المضمون فی آیات اُخرى من القرآن الکریم على لسان الأنبیاء الکرام.
2 . سورة النساء : الآیة 41.

 

مودّة أهل البیت، أجر الرسالةتفسیر «القربى» فی نظر الشیعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma