نظرة إلى الآیات السابقة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
أبعاد البحثمودّة أهل البیت، أجر الرسالة

 ونرى من اللازم لأجل توضیح المطلب فی تفسیر آیة المودّة أن یکون لدینا بحث إجمالی حول الآیة السابقة، أی الآیة 22 من سورة الشورى، وکذلک صدر آیة المودّة الذی لم نذکره آنفاً.

 تقول الآیة : (والّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلوُا الصَّالِحاتِ).

 بعد أن ذکر الله تعالى فی الآیات السابقة عاقبة الظالمین تتطرق هذه الآیة لذکر مستقبل المسلمین الذین یتحرکون من موقع الإیمان والعمل الصالح ولا یقنعون بمجرد الشهادة بالتوحید ونبوّة النبی الأکرم بل یتحرکون على مستوى الممارسة والعمل للإتیان بالخیرات والأعمال الصالحة، وفی هذه الآیة الشریفة وضمن بیان العاقبة الحسنة للمؤمنین هؤلاء تقرر ثلاثة أنواع مهمة من الثواب الاُخروی المعدّ لهم :

 1 ـ «فِی رَوْضاتِ الْجَنّاتِ» فأوّل ثواب یحصل علیه هؤلاء المؤمنین فی الآخرة هو دخولهم إلى الجنّة.

 سؤال : أین تقع «روضات الجنّات» ؟

 الجواب : عندما نستقری الآیات القرآنیة فإننا لا نجد هذه العبارة سوى فی آیة 22 من سورة الشورى، والعرب یطلقون على الحدائق الطریة والبساتین النضرة کلمة «روضة» وجمعها «روضات».

 وبالطبع أحیاناً تطلق هذه الکلمة على محل اجتماع الماء، ولکن المراد بکلمة «روضة» فی هذه الآیة هو المعنى الأوّل، إذن فروضات الجنّات تعنی بساتین الجنّة الیانعة.

 سؤال : نظراً إلى أن جمیع أماکن الجنّة ومناطقها على شکل بساتین وحدائق نضرة ویانعة، فما معنى عبارة «فی روضات الجنّات» ؟

 الجواب : یستفاد من العبارة أعلاه أنه مضافاً إلى دخولهم الجنّة فإنّ بساتین خاصّة تکون من نصیب هؤلاء المؤمنین.

 والنتیجة هی أن أوّل ثواب وامتیاز للمؤمنین الذین یعملون الصالحات هو «روضات الجنّات».

 2 ـ «لَهُمْ ما یَشاءُونَ» فإنّ المؤمنین الذین یعملون الصالحات مضافاً إلى الإمتیاز الأوّل وسکنهم فی روضات الجنّات فإنّهم ینالون هناک کلّ ما یشاءون، وفی الحقیقة أننا لا نجد مسألة یمکن أن تتصور أعلى من هذا المعنى بالنسبة إلى النعم المادیة، بحیث إن الإنسان ینال کلّ ما یریده ویطلبه.

 3 ـ «عِنْدَ رَبِّهِمْ» ویشمل هذا النِعم المادیة والمعنویة فی الجنّة، فمن حیث النِعم المادیة فقد تقدّم أن المؤمنین الذین عملوا الصالحات یعیشون فی أحسن الأحوال، ومن الجهة المعنویة کذلک أیضاً لأنهم یعیشون مقام القرب الإلهی «عند ربّهم» وهو المقام الذی ذکر للشهداء فی سورة آل عمران الآیة 169، وأما المراد بعبارة «عند ربّهم»، وما هی البرکات المترتبة على هذا المقام ؟ فغیر معلوم لنا.

 «ذلِکَ هُوَ الْفَضلُ الْکَبیرُ» فبما أن هؤلاء المؤمنین یعیشون فی أفضل الحالات المادیة والمعنویة فی روضات الجنّات فلذلک عبّر الله تعالى عن هذا المقام بأنه «فضل کبیر»، وعندما یطلق الله تعالى هذه الکلمة على نعمة وموهبة من المواهب الإلهیة یتبیّن من ذلک عظمة هذه النعمة والموهبة بحیث تفوق حدّ التصور.

 والنتیجة : أن معیار العبودیة لله تعالى أمران : الإیمان والعمل الصالح، وعلیه فإنّ الاُمور الاُخرى من قبیل العلم والثروة والقدرة والإعتبار الإجتماعی وأمثال ذلک لا تکون ذات قیمة إلاّ إذا قیست بهذا المعیار وتحرّک الإنسان معها فی خطّ الإیمان والعمل الصالح.

 (ذلِکَ الَّذِی یُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلوُا الصَّالِحاتِ) ففی هذه الآیة الشریفة تکرر القول بأن الاُمور المذکورة سابقاً «روضات الجنّات»، «لهم ما یشاءُون» و«عند ربّهم» هی مواهب یبشّر الله تعالى بها المؤمنین من ذوی الأعمال الصالحة لکی تساهم هذه البشارة فی رفع ثقل الطاعة وتحمل المسؤولیة وتمنح الإنسان قوّة فی خط التصدی للأهواء والشهوات.

 ومع الإلتفات إلى ما ذکرنا أعلاه حول الآیة الشریفة، نبدأ بشرح وتفسیر آیة المودّة :

 

أبعاد البحثمودّة أهل البیت، أجر الرسالة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma