2 ـ الإقتداء بالهادی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
آیـات الولایـة فی القرآن
1 ـ التعصّب هو الحجاب والمانع !آیة خیر البریّة 14

 والتوصیة الثانیة للآیة الشریفة والتی تستفاد من المقطع الثانی لها هی أن المسلمین لو أرادوا الهدایة إلى الله تعالى والسیر فی خطّ التقوى والإیمان فلابدّ أن یتّخذوا الإمام علی (علیه السلام)قدوة وعلى أساس من کونه «هادیاً» للمسلمین.

 الإمام علی (علیه السلام) فی أخلاقه وسلوکیاته وأقواله وکتبه المشحونة بالمعارف العالیة والمفاهیم السامیة وکلماته القصار الملیئة بالموعظة والحکمة، وتاریخ حیاته الملیء بالدروس والعبر، وآداب معاشرته وأخلاقه الجذّابة مع الآخرین، ومدیریته القویة والرصینة، واُسلوب تعامله وتفاعله مع الأحداث والأشخاص والأقوام من الداخل والخارج، وأخیراً إرشاداته وتعلیماته الإنسانیة کلُّها یمکن أن تکون اُسوة وقدوة لجمیع المسلمین فی حرکتهم الدنیویة وسلوکهم المعنوی فی خطّ التکامل الأخلاقی والإلهی.

 ونحن الذین ندّعی الولایة لهذا الإمام العظیم وندّعی أننا من أتباعه فما هو مقدار الفاصلة بین حیاتنا وتعاملنا وأفکارنا مع حیاة ذلک الإمام وأفکاره وأخلاقه ؟ لنرى طعام الإمام علی (علیه السلام) کم کان زهیداً وبسیطاً، ولباسه فی أوج اقتداره وحکومته کم کان رخیصاً وساذجاً، فهل أن زخارف الدنیا وتجملاتها استطاعت أن تقیّد الإمام علی (علیه السلام) وهو فی أعلى مواقع القدرة بحبائلها وأن تؤسره بأسلاکها، بل نقرأ فی التواریخ أن تشییع الإمام ومراسم تکفینه ودفنه کانت بسیطة للغایة، ولکن مع الأسف أنّ بعض من یدّعی أنه شیعة علی (علیه السلام)یعیش فی عالم الزخارف الدنیویة البرّاقة وقد أصبح أسیراً لاحابیلها الموهومة، بل إنّ المراسم التی تجرى لهم بعد وفاتهم من بذل الطعام ومجالس الفاتحة والعزاء ملیئة بالمظاهر البرّاقة ومشحونة بعناصر الهوى والفخفخة بحیث لا نجد شبهاً بینها وبین مجالس العزاء الحقیقیة بل قد تنفق فی هذه المجالس ملایین الدنانیر من دون أن تکون الدوافع سلیمة والغایات إلهیة.

 وقد سمعت قبل مدّة خبراً قد یکون مفرحاً من جهة ومثیراً للقلق من جهة اُخرى، وهو :

 «مات أحد الأشخاص فقرر أولیاء المیت وأبناؤه أن ینفقوا مصارف مجلس العزاء ومراسم الفاتحة على الاُمور الخیریة، فجلسوا لمحاسبة نفقات مجلس العزاء هذا فتبیّن أنه قد یصل إلى خمسة ملایین تومان، فقرّر هؤلاء الأبناء أن ینفقوا هذا المبلغ على البنات من العوائل الفقیرة لکی یأمّنوا لهم جهاز العرس وأثاث البیت الزوجی بدلاً من صرفه على مجلس العزاء والفاتحة، فکان هذا المبلغ یکفی لتجهیز عشرة بنات، أی یکفی لتکوین عشر عوائل جدیدة ومحتاجة».

 هذا الخبر هو مقلق ومثیر للتشویش من جهة المبالغ الطائلة التی تصرف على مجالس العزاء هذه، ومن جهة اُخرى مفرح ومثیر للإرتیاح والإنبساط بأن یقوم أولیاء المیت وورثته بخطوة مهمة مستوحاة من العقل والوجدان ویقرّروا إنفاق ذلک المبلغ الکبیر على اُمور خیریة وإنسانیة.

 ما المانع من أن یقوم المسلم بإنفاق مثل هذه المبالغ الکبیرة على اُمور إنسانیة وموارد خیریة بدلاً من بذلها لمظاهر خاویة وتشریفات زائفة ؟

 عزیزی القارئ : إنّ توفیر مقدّمات الزواج للشباب المحتاجین لیست وظیفة وتکلیف الوالدین فقط بل هو تکلیف عام لجمیع المسلمین کما تقول الآیة الشریفة :

 (وَأَنْکِحُوا الاَْیامى مِنْکُمْ وَالصّالِحِینَ مِنْ عِبادِکُمْ وَإمائِکُمْ)(1).

 فهذه الوظیفة فی الحقیقة تتعلق بجمیع أفراد المجتمع، ولا یقتصر الحال على مسألة الزواج بل سائر المشکلات والمعضلات التی تواجه الشباب والفتیات فی مجتمعاتنا الإسلامیة حیث ینبغی أن نمدُّ لهم ید العون ونسعى فی حلّ مشاکلهم والتخفیف من آلامهم وهمومهم فی حرکة الحیاة من قبیل مشکلة «العطالة» التی تمثل العامل المهم لکثیر من المفاسد الإجتماعیة، وکذلک مشکلة «المسکن» ومشکلة «التحصیل الدراسی» وأمثال ذلک.

 ینبغی علینا وبالإلهام من سیرة أمیرالمؤمنین (علیه السلام) أن نتحرر من قیود وأسر التشریفات والظواهر البرّاقة والإبتعاد عن منزلقات الزخارف الدنیویة ونعیش البساطة والطهارة والنقاء فی الحیاة الفردیة والإجتماعیة بل یجب على الحکومة الإسلامیة مضافاً إلى توفیر المناخ المناسب لمثل هذه السلوکیات والقیم الأخلاقیة والثقافیة لجمیع أفراد المجتمع أن یقوم المسؤولون أنفسهم بالعمل بهذا المبدأ المقدّس لکی یمکنهم فی حال إصلاح هذه الأزمة الإجتماعیة والإداریة، إصلاح قسم مهم من الفساد الإقتصادی والتخلف الإجتماعی الذی تعانی منه البلدان الإسلامیة وبالتالی یتسنّى للمسلمین التخلص من التبعیة للأجنبی والإستعمار الذی لا یفکر إلاّ فی مصالحه الشخصیة ومنافعه المادیة، ونستطیع إن شاء الله ببرکة ذلک الإمام الهمام أن نحفظ عزّة وکرامة الاُمّة الإسلامیة ونحلّ مشکلاتها.

 نسأل الله تعالى أن یوفقنا لاستماع قول الحقّ ویرزقنا اُذناً واعیة لفهم هذه التعلیمات المهمة الواردة فی دائرة المفاهیم القرآنیة ثمّ یوفقنا لتجسید هذه المفاهیم على مستوى العمل والتطبیق والإستفادة من ثمراتها الکثیرة وبرکاتها العمیمة إنه أرحم الراحمین... آمین یا ربّ العالمین.


1 . سورة النور : الآیة 32.

 

1 ـ التعصّب هو الحجاب والمانع !آیة خیر البریّة 14
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma