ولأجل بیان هذه الحقیقة وهی أن التوسل لا یتنافى إطلاقاً مع التوحید نرى من اللازم فی البدایة توضیح معنى التوحید وبیان مقامه السامی فی دائرة المعتقدات الإسلامیة، وباعتقادنا أن التوحید هو أصل وأساس الدین ویلعب دوراً أساسیاً فی جمیع الاُمور المتعلّقة بالدین والسلوک الدینی، إنّ الله تعالى واحد، وجمیع الأنبیاء دعوا أقوامهم إلى شیء واحد، وأن جمیع الناس سوف یبعثون بعد الموت، وأن الکعبة هی قبلة المسلمین، والقرآن لدى جمیع المسلمین واحد، والخلاصة أن التوحید یمثل الأصل والأساس لجمیع اُصول الدین وفروعه، ولهذا فإنّ التوحید لیس أصلاً من اُصول الدین فقط بل یستوعب جمیع اُصول الدین وفروعه، والتوحید بمثابة خیط المسبحة الذی یربط جمیع حباتها بحیث لولا التوحید لا یبقى للدین من معنى کما أنه لولا خیط المسبحة لا یبقى معنى لوجود المسبحة، وبالالتفات إلى هذا المعنى للتوحید ومکانته العلیا بین العقائد والمفاهیم الإسلامیة فإننا نعتقد بأن کلّ أمر یتنافى مع التوحید فهو مرفوض ومردود.